أفادت تقارير عبرية بأن قوات الجيش الإسرائيلي شرعت بنشر تعزيزات عسكرية في نقاط التماس في الضفة الغربية وفي محيط قطاع غزة، فيما تواصل أجهزة الأمن الإسرائيلية عمليات البحث عن الأسيرين الفارين من سجن جلبوع، مناضل يعقوب انفيعات و أيهم نايف كممجي.
ووصف مسؤولون في القيادة الجنوبية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الأوضاع في قطاع غزة بأنها "متوترة وعلى حافة الانفجار"، وذلك في ظل التهديدات التي وجهتها حركة الجهاد الإسلامي لسلطات الاحتلال بالتوجه إلى التصعيد إذا ما تعرض الأسيران انفيعات أو كممجي للأذى.
وذكرت موقع "واللا" العبري، نقلا عن مسؤولين في قيادة الجبهة الجنوبية، أن الجيش الإسرائيلي يأخذ التهديدات الصادرة عن قادة في حركة الجهاد الإسلامي على محمل الجد؛ وذكرت المصادر أن "قادة بارزين في حركة الجهاد الإسلامي هددوا علانية بأنه إذا تم اعتقال أو قتل الأسرى الفارين أثناء عملية الاعتقال، فإنهم سيردون بكمية غير عادية من إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل".
ووفقا للتقارير، تعززت تقديرات الجيش الإسرائيلي بأن أحد الأسيرين انفيعات وكممجي، نجح بالعبول إلى منطقة جنين الأمر الذي يتطلب من الجيش الإسرائيلي "تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق"، وأشارت المصادر العسكرية الإسرائيلية إلى أن عملية عسكرية في جنين قد تؤدي إلى "ردة فعل" من قبل فصائل المقاومة في قطاع غزة.
كما أشارت تقديرات أمنية إسرائيلية إلى احتمال التصعيد في الضفة والقدس المحتلتين عموما؛ واعتبر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عمير بار-ليف، أن هناك احتمالات للتوتر في جميع الجبهات الأمنية"، في تصريحات نقلتها هيئة البث الإسرائيلية "كان 11".
وقال بار-ليف: "لا أعرف ما إذا كنا على وشك التصعيد، لكننا بالتأكيد نمر بفترة حساسة للغاية؛ من الهجمات الإرهابية الأخيرة (في إشارة إلى محاولات تنفيذ عمليات طعن في القدس والخليل) وهروب الإرهابيين من السجن (في إشارة إلى عملية جلبوع) والأسيرين اللذين لم نقبض عليهما (في إشارة إلى انفيعات وكممجي"، على حد تعبيره.وفق ما نقل عنه موقع "عرب 48".
وأضاف "بالإضافة إلى كل ذلك يظل التوتر مع حماس حاضرا في ظل النزاع حول المنحة القطري؛ لذلك، يمكن لأي حدث إشعال المنطقة بأكملها. نحن نستعد لاحتمال التصعيد في القدس ويهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغزة"؛ مستدركا بالقول إنه "لا مصلحة لأحد في انفجار برميل المتفجرات هذا - لا حماس ولا مصر، وحدة المصالح كبيرة وكافية للإبقاء على كل شيء تحت السيطرة".
وفي أعقاب عملية الطعن التي نفذها الفتى باسل شوامرة (17 عامًا) والذي أصيب بجراح حرجة برصاص الاحتلال، ذكر موقع "واللا" أن الشرطة الإسرائيلية نشر تعزيزات عسكرية في نقاط الاحتكاك وخط التماس في الضفة المحتلة، تحسبا من "عمليات فردية متوقعة".
وأشار "واللا" إلى ما وصفه بـ"تهديدات حركة حماس على خلفية رفضها استلام أموال المنحة القطرية عبر آلية تعمل من خلال الأمم المتحدة أو السلطة الفلسطينية"، وقال إن "الجيش الإسرائيلي يأخذ التهديدات على محمل الجد وبدأ الاستعداد لاحتمال حدوث تصعيد أمني سريع".
وقال إن "التصعيد يمكن أن يبدأ بإطلاق الصواريخ بطريقة تتطلب ‘ردًا مؤلمًا‘ ضد أهداف لحماس والجهاد الإسلامي"، على حد تعبير مسؤولين في الجيش الإسرائيلي. وبناء على ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي تعزيزات عسكرية في المناطق الجنوبية وتحديدا في "النقب الغربي" تشمل قوات دفاع جوي، وكما نشر المزيد من الدبابات قرب نقاط الاحتكاك المحاذية للسياج الفاصل شرقي قطاع غزة، كما جرى تنفيذ أعمال هندسية لتحسين حماية جنود الاحتلال المنتشرين في منحيط القطاع.
وذكر موقع "واللا" أن السلطات المصرية قد تعمل على تخفيف حدة التوتر وتنجح في ذلك، خصوصا بعد اللقاء الذي عقد في شرم الشيخ بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، والرئيس المصري السيسي، "ولكن ليس لفترة طويلة".