- اعتقال وملاحقة للمرابطين والمرابطات
- الخارجية: نتابع التطورات الخطيرة مع المملكة الأردنية
اقتحم مئات المستوطنين، يوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك وأدوا طقوسا تلمودية بمناسبة "عيد العُرش" اليهودي، وسط تشديدات عسكرية واعتقال وملاحقة لمرابطين ومرابطات في ساحات المسجد.
وأفادت مصادر مقدسية أن 564 مستوطنًا و10 طلاب معاهد دينية متطرفة و6 عناصر من مخابرات الاحتلال اقتحموا ساحات المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية استفزازية.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال اعتلت أسطح أحد المباني داخل الأقصى تزامناً مع اقتحامات مجموعات المستوطنين في "عيد العرش"، وأتبعه اعتلاء مجموعة من المستوطنات أسطح أحد المباني داخل الأقصى وقاموا بالتقاط الصور.
وفي سياق متصل، ومنذ بدء الاقتحام صباحًا، اعتقل قوات الاحتلال عددًا من المرابطين والمرابطات من باحات الأقصى لتأمين اقتحامات المستوطنين.
وأوضحت المصادر المقدسية أن قوات الاحتلال استدعت الحارس أحمد الدلال للتحقيق معه وهو على رأس عمله، كما اعتقلت المقدسية رائدة سعيد من باحات الأقصى واقتادتها إلى باب السلسلة.
وعرف من المعتقلين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من داخل المسجد الأقصى الشاب المقدسي سيف القواسمي، إلى جانب اعتقال فتاتين آخرتين لم تعرف هويتهما حتى اللحظة.
ولم يكتف المستوطنون باقتحام باحات المسجد الأقصى، فقد قام مستوطنون بتأدية طقوس تلمودية عند باب حطة بالقدس المحتلة.
وكان قد أكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري على أن إصرار المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى المبارك بهذه الأعداد الكبيرة يعكس رغبة حقيقية بمحاولة فرض واقع جديد على الأقصى المبارك، وإظهار سيطرتهم على الأقصى وأصحاب الحق فيه.
ودعا صبري المقدسيين وكل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى بضرورة مواصلة شد الرحال، والرباط في ساحة الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين وعدم ترك الساحة لهم.
وسبق أن أطلقت جماعات متطرفة استيطانية دعوات متكررة لتنفيذ اقتحامات واسعة، خلال شهر أيلول/ سبتمبر الجاري بحجة موسم الأعياد اليهودية.
وتتم الاقتحامات على فترتين صباحية، وبعد صلاة الظهر عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للأقصى بحماية ومرافقة من قوات الاحتلال، ضمن جولات دورية يقومون بها تهدف لتغيير الواقع في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.
وتشهد فترة الاقتحامات إخلاء قوات الاحتلال المنطقة الشرقية من المسجد من المصلين والمرابطين، وذلك لتسهيل اقتحام المستوطنين.
ويستهدف الاحتلال المقدسيين من خلال الاعتقالات والإبعاد والغرامات، بهدف إبعادهم عن المسجد الأقصى، وتركه لقمة سائغة أمام الأطماع الاستيطانية.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الخميس، "التصعيد الممنهج في اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك التي تتم وفقاً لمخطط إسرائيلي رسمي معد مسبقاً وبحماية مشددة من شرطة الاحتلال وقواته الخاصة."
وقالت الخارجية في بيان صحفي، "إنها تنظر بخطورة بالغة للتصعيد الحاصل في الاقتحامات سواء على مستوى أعداد المقتحمين، أو على مستوى ممارساتهم الدينية داخل باحات المسجد، وترى فيها خطوات إضافية جديدة يتعمد المقتحمون القيام بها بهدف تكريس التقسيم الزماني للمسجد وحث الخطى لتسريع عملية تقسيمه مكانياً، عبر إضفاء المزيد من الطابع الديني على تلك الاقتحامات وتعميقه في باحات الأقصى المبارك."
وأضافت: "تتعمد دولة الاحتلال توظيف الأعياد الدينية اليهودية وتستغلها لتصعيد تلك الاقتحامات تنفيذاً لمشاريعها الاستعمارية التوسعية واطماعها الاحتلالية في القدس والسيطرة على المقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك لدعم تلك الأطماع وتعزيزها بروايات دينية تلمودية مزيفة، بمعنى توظيف الدين وتطويعه لخدمة أغراض اسرائيل الاستعمارية، في أوضح وأوسع دعوة للحرب الدينية واستبدال الطابع السياسي للصراع بالطابع الديني."
وأوضحت أنه" ومن خلال متابعتها الحثيثة لعملية الاستهداف المتصاعدة للمسجد الأقصى المبارك لاحظت وجود محاولات إسرائيلية رسمية لتكرار ما تعرض له الحرم الابراهيمي الشريف، وأن الاقتحامات خلال الأعياد اليهودية الأخيرة أخذت طابعاً مختلفاً من حيث: إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين المسلمين، واقتحامات جماعية متواصلة بمشاركة أعضاء كنيست ومسؤولين إسرائيليين، وزيادة واضحة في إعداد المقتحمين بمجموعات كبيرة، وأداء صلوات وطقوس تلمودية علنية باللباس الديني وبشكل جماعي، والقيام بشروحات عن الهيكل المزعوم، والانبطاح على الأرض والوقوف في أماكن محددة داخل باحات المسجد، وإدخال كتب دينية للصلاة وقراءتها بشكل علني، ذلك كله في استباحة خطيرة غير مسبوقة لباحات المسجد لتغيير الوضع الديني والقانوني والتاريخي القائم في المسجد."
وحملت الخارجية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن هذا التصعيد الخطير في العدوان على المسجد الأقصى المبارك، وتعتبره بمثابة ناقوس الخطر أمام العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي برمته، باعتباره مرحلة أخرى متقدمة ليس فقط على طريق تقسيم المسجد مكانياً، وإنما باتجاه هدمه أو هدم أجزاء منه لبناء الهيكل المزعوم.
وأوضحت أنها تتابع هذه التطورات الخطيرة مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، وطالبت باستنفار حقيقي للجهود العربية والإسلامية لحشد أوسع واسرع تدخل دولي من الأطراف كافة بما فيها الولايات المتحدة الاميركية والرباعية الدولية لوضع حد فوري ووقف هذا المخطط الإسرائيلي الرسمي الذي يستهدف المسجد الأقصى المبارك.