انطلقت يوم الأحد حملة شعبية فلسطينية لقطف ثمار الزيتون من مناطق مهددة بالاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وجرى إطلاق الحملة التي تحمل اسم "فزعة"من قرية "بيتا" جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية التي تشهد منذ عدة شهور فعاليات مناهضة للاستيطان.
وتشهد بلدة بيتا مواجهات شبه يومية منذ أكثر من 4 أشهر ضمن فعاليات احتجاجية ضد إقامة بؤرة استيطانية على قمة جبل صبيح في البلدة على مساحة 20 دونما، تهدد بقطع تواصل البلدة والاستيلاء على أراضيها.
ويقوم على الحملة التي يشارك فيها عشرات الفلسطينيين والمتطوعين وأصحاب الأراضي الزراعية، وزارة الزراعة الفلسطينية وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية ولجان المقاومة الشعبية.
وقال مسؤول هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية مراد اشتيوي لوكالة أنباء "شينخوا" إن قرية بيتا واحدة من خمسة مواقع تستهدفها الحملة في مدينة نابلس، بالإضافة إلى فعاليات أخرى في الضفة الغربية.
وذكر اشتيوي أن الحملة تهدف لدعم صمود المزارعين ومساعدتهم على إنجاز موسم قطف الزيتون الذين عادة ما يتعرضون في هذه الأيام لاعتداءات من قبل المستوطنين وقوات الجيش الإسرائيلي.
وأضاف اشتيوي وهو منسق الحملة أن فزعة ستعمل في 3 اتجاهات الأول العمل التطوعي والثاني تجهيز مجموعات لتوفير المساعدة الفورية لأي مزارع في المناطق المحاذية للمستوطنات والتصدي لهجمات المستوطنين، والثالث توثيق اعتداءات المستوطنين ونشرها لتوسيع دائرة التضامن الدولي.
وتابع أن الحملة لن تترك الفلسطيني وحده في مواجهة التغول الاستعماري خاصة في ظل تصاعد الاعتداءات التي تركزت غالبيتها في نابلس وسلفيت والمتمثلة بحرق الأشجار واقتلاعها وسرقة المحاصيل وترويع المزارعين والاعتداء عليهم.
وتحتل شجرة الزيتون مكانة كبيرة لدى الفلسطينيين خاصة في موسم حصاده.
ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي إلى جانب 3.1 مليون فلسطيني، وكثيرا ما تحولت المواجهات بين الجانبين إلى أعمال عنف.
ويعد محصول الزيتون مصدرا غذائيا أساسيا بالنسبة للفلسطينيين ويشكل مصدرا رئيسيا للدخل للمزارعين سنويا.
ويتهم مسؤولون فلسطينيون الجيش والشرطة الإسرائيلية بتوفير الحماية للمستوطنين والتستر على ممارساتهم التي تتصاعد عاما بعد عام في وقت يشهد زيادة في أعداد المستوطنين في الضفة الغربية.
وفي السياق ذاته، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اعتداء المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم بحماية ومشاركة قوات الجيش في عموم الضفة الغربية التي تشهد تصعيدا ملحوظا منذ صعود نفتالي بينت لسدة الحكم في إسرائيل.
واعتبر بيان صادر عن الوزارة، أن ممارسات المستوطنين وقوات الجيش إمعانا ممنهجا في الحرب الإسرائيلية المفتوحة على الوجود الفلسطيني في جميع المناطق المصنفة (ج) وتأخذ في المرحلة الراهنة شكل العدوان على قاطفي الزيتون.
وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن اعتداءات وانتهاكات قوات الجيش والمستوطنين، معتبرا إياها تندرج في سياق قرار إسرائيلي رسمي باستبدال حل الدولتين بنظام فصل عنصري "بغيض".
ودعا البيان المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية لبذل ما يكفي من الجهود لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وتنفيذ إرادة السلام الدولية التي تتمثل بقرارات الشرعية الدولية.