نظم الاتحاد الفلسطيني للشراع والتجديف ، يوم الأربعاء، بطولة "التجديف الأولى" في فلسطين على شاطئ بحر غزة برعاية بنك فلسطين.
وشارك في هذه البطولة التي استمرت ساعات عدة، نحو أربعين مشاركاً بينهم أربع فتيات، وصيادون ومنقذون بحريون وبعض الرياضيين الهواة من القطاع، وذلك رغم عدم توفر أدوات ومعدات لهذه الرياضة في القطاع الذي يشهد حصاراً إسرائيلياً منذ نحو 15 عاماً.
ويقول رئيس الاتحاد الفلسطيني للشراع والتجذيف خلدون أبو سليم إن "هذه الفعالية الأولى التي ينظمها الاتحاد، لدينا مشاركة من سيدات ورجال ونأمل أن يرى العالم أن لدينا مواهب".
ويعاني الاتحاد، وهو عضو في اللجنة الأولمبية الفلسطينية، والذي تشكل قبل نحو عام وفق أبو سليم، من قلة الإمكانيات، إذ لا قوارب مخصصة لرياضة التجذيف ولا مجاذيف، ولا أندية أو مراكز للتدريب.
ويستخدم المشاركون في تلك الرياضة قوارب صيد خشبية صغيرة وقديمة تسمى "حسكة" عفا عليه الزمن ، ولا تتناسب مع البطولات الخاصة بالتجذيف.
ورغم ذلك، يرفع غالبية المشاركين الذين كانوا يرتدون زيّاً باللون الأزرق، العلم الفلسطيني على تلك القوارب التي امتدت على طول الشاطئ .
وترتفع عبر مكبّر للصوت تعليقات مباشرة على سير البطولة، وتتضمن تشجيعاً للمشاركين الذين خاضوا المنافسات في بحر شهد أمواجاً عاتية.
وتبرز هذه البطولة صورة مغايرة للشاطئ الذي لطالما كان محل صراع بين الغزّيين وإسرائيل، خضوصاً في موضوع الصيد، كما شهد في العام 2014 استشهاد أربعة أطفال بالنيران الإسرائيلية عندما كانوا يلهون على الشاطئ.
وتفرض إسرائيل حصاراً مشدداً بحراً وبراً وجواً على قطاع غزة الذي يشهد فقراً مدقعاً، ويقيم فيه أكثر من مليوني نسمة.
ويشير مدرب فريق اتحاد التجذيف ماهر الجمل في حديث لوكالة فرانس برس، إلى أنه "لا توجد لدينا إمكانيات ولا حسكات قانونية"، مبينا أن قرابة "ثلاثين متسابقاً، منهم صيادون ومنقذون بحريون، فقط يمتلكون حسكات صيد"، في إشارة إلى أن الآخرين استأجروا قوارب للمشاركة.
ويضيف الجمل أنه "مثّل فلسطين في بطولة سابقة للتجذيف أقيمت في تونس عام 2006، وحصلنا على المركز الثاني".
وتقول أسيل الجمل (14 عاماً) ابنة المدرب ماهر الجمل احدى الفتياوت الأربع المشاركات في البطولة، "شاركت في مسابقة التجذيف لمسافة 250 متراً، عائلتي دائماً دافعي الأول".
وتقر الفتاة بأنها واجهت انتقادات سلبية من المجتمع، لكن تضيف "عندي روح رياضية كفتاة وطموحي بالمستقبل أن أسافر إلى دول مثل تونس والإمارات العربية للمشاركة في مسابقات للتجذيف".
أما بيسان بكر (17 عاماً) التي استأجرت قارب صيد صغير ومجذافين، فتعبر عن سعادتها لفوزها بالمركز الأول من بين الفتيات، وتأمل بالحصول على "مراكز عالمية" مستقبلاً.
من جهته، يقول محمّد الهسي (30 عاماً) "شاركت اليوم في سباق الزوجي لمسافة 800 متر، هذه رياضة أمارسها من سنوات"، مؤكداً أن القوارب التي شاركت في المسابقة "غير مؤهلة وعمرها أكثر من عشرين عاماً".
ومن بين المشاركين في البطولة أيضاً، مجدي التتر (42 عاماً) الذي يعاني من شلل حركي بسبب حادث سير تعرض له.
ويقول التتر إنه "شعور رائع وأنا أجذف في البحر، أشعر أن الحياة جميلة، رسالتي إلى الناس أنه رغم الإصابة الحركية، أنت تضع بصمة في بناء المجتمع".