- الهدمي خلال لقائه السفير الأردني: تصعيد إسرائيلي خطير ضد الأحياء والأموات بمدينة القدس
- حماس: اعتداءات الاحتلال على المقبرة اليوسفية جريمة بشعة
- سيدة مقدسية: "لن أسمح لهم بجرف قبر ابني لو على جثتي"
حذر وزير شؤون القدس، فادي الهدمي، من التصاعد الإسرائيلي الخطير ضد الأحياء والأموات في مدينة القدس المحتلة.
جاء ذلك خلال لقاء الوزير الهدمي، يوم الإثنين، في وزارة شؤون القدس في بلدة الرام، مع سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى دولة فلسطين محمد أبو وندي، حيث بحثا تطورات الأوضاع الخطيرة في مدينة القدس المحتلة.
وأشار الهدمي الى ان الحكومة الإسرائيلية تتقدم باتجاه تنفيذ سلسلة من المشاريع الاستيطانية الكبرى في شمالي وجنوبي وشرقي المدنية بالتزامن مع إعطاء الضوء الأخضر للمحاكم لإخلاء عشرات العائلات من منازلها لصالح مستوطنين في سلوان والشيخ جراح، وتصاعد عمليات هدم المنازل الفلسطينية ونبش القبور بالمقبرة اليوسفية.
وذكر في هذا الصدد إن سلطات الاحتلال صادقت في 13 من الشهر الجاري على الاستيلاء على أراض في جنوبي المدينة لصالح إقامة "مبان عامة" في مستوطنة "جفعات هاماتوس" على أراضي بيت صفافا.
وقال "تمهد هذه الخطوة عمليا لإقامة 1250 وحدة استيطانية في هذه المستوطنة التي تعزل القدس الشرقية بشكل كامل عن مدينة بيت لحم".
وأضاف "بالتزامن تخطط السلطات الإسرائيلية لعقد جلسة في الشهر المقبل لإعطاء الضوء الأخضر لإقامة 3400 وحدة استيطانية ضمن مخطط "إي 1" لعزل القدس من ناحيتها الشرقية عن الضفة الغربية، وتقسيم الضفة الغربية الى قسمين شمالي وجنوبي من خلال حزام من آلاف الوحدات الاستيطانية".
وتابع الهدمي "كما أعلنت سلطات الاحتلال عن عقد جلسة في شهر كانون الأول المقبل لإقرار خطة لإقامة 9000 وحدة استيطانية على أرض مساحتها 1243 دونما، تشمل مطار القدس الدولي لعزل القدس من ناحيتها الشمالية وفصلها عن محافظة رام الله".
وأشار الى انه "بالتزامن، فقد صادقت سلطات الاحتلال على تقديم خطة جديدة لإقامة 470 وحدة استيطانية في مستوطنة "بسغات زئيف" على أراضي بيت حنينا، فيما تقوم سلطات الاحتلال بأعمال بناء استيطاني في مستوطنة "هار حوماه" على أراضي جبل أبو غنيم في مستوطنة "غيلو" على أراضي بيت صفافا ومستوطنة "رامات شلومو" على أراضي شعفاط".
وقال الهدمي "منذ بداية العام الجاري تم هدم أكثر من 125 مبنى بالقدس، ويترافق ذلك مع التصعيد الإسرائيلي بالمسجد الأقصى، حيث تغض شرطة الاحتلال الطرف على ما تسمى (الصلاة الصامتة) بالتزامن مع تصعيد الابعادات عن المسجد".
وأضاف "حتى الموتى طالتهم الانتهاكات الإسرائيلية في قبورهم".
واشاد الهدمي بالدور الذي يقوم به الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها.
من جانبه، أكد السفير أبو وندي استمرار المملكة بقيادة الملك عبد الله الثاني، وانطلاقا من الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات في القدس، في الدفاع عن هوية المدينة المقدسة وعروبتها ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وفي رفض جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية لتغيير طابع المدينة وهويتها وانتهاك مقدساته.
وصرح الناطق باسم حركة " حماس " عن مدينة القدس المحتلة محمد حمادة قائلا :"إن تواصل اعتداءات الاحتلال على حرمات المقابر، وما يجري اليوم في المقبرة اليوسفية هو جريمة بشعة تأتي ضمن سلسلة الجرائم ضد مقابر القدس تشمل تجريف القبور ونبشها، وإقامة حدائق يهودية، إضافة إلى عمليات تزييف وإنشاء مقابر يهودية "وهمية" لا أساس لها."
إوأضاف حمادة في بيان "أن هذه الجريمة الصهيونية دليل صارخ على وحشية الاحتلال الذي طالت اعتداءاته على الأحياء والأموات من أبناء الشعب الفلسطيني، في سبيل تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك."
وقال "ندعو أبناء شعبنا إلى الانتفاض في وجه الاحتلال رداً على التغول المتزايد ضد القدس والأقصى، وندعو أبناء القدس إلى الاحتشاد عند المقبرة اليوسفية لمجابهة التجريف، وردع الاحتلال عن مواصلة جريمته."
وتابع "كما ندعو أبناء القدس خاصة، وشعبنا الفلسطيني عامة، إلى مساندة أهلنا في حي بطن الهوى في وجه المخطط الصهيوني الرامي إلى تهجيرهم واقتلاعهم من بيوتهم."
- مقدسية وهي تحتضن قبر ابنها في المقبرة اليوسفية
وفي مشهد لافت بثته معظم مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت سيدة مقدسية وهي تحتضن قبر ابنها في المقبرة اليوسفية قرب باب الأسباط شرق البلدة القديمة من القدس المحتلة، بالتزامن مع قيام الاحتلال بأعمال حفريات وتجريف للقبور هناك لإقامة مشاريع تهويدية.
وألقت الخمسينية علا نبابتة بجسدها على قبر فلذة كبدها لدى محاولة جرافات الاحتلال وضع التراب عليه في إطار عمليات حفريات تخريبية يجريها الاحتلال بالمكان.
الأم المكلومة رفضت الانصياع لطلبات جنود الاحتلال وواصلت احتضان قبر ابنها علاء الذي توفي قبل 4 سنوات وهو في سن الثلاثين من عمره، الى أن اجبرها جنود "حرس الحدود" بالقوة وعبر الاعتداء عليها على اخلاء المكان.
قالت الأم نبابته "نحن ندفن أحبابنا في مقبرتي باب الرحمة واليوسفية الملاصقتين للسور الشرقي للمسجد الأقصى منذ مئات السنين، فأجدادي مدفونون في مقبرة اليوسفية وسندافع عن قبور أحبابنا مهما كلفنا الأمر، ولن أسمح لهم بتجريف قبر ابني حتى على جثتي".
وأضافت "يواصل الاحتلال استهداف المقدسيين، فنحن لاجئون من مدينة الرملة، ذهبنا لمدينة القدس عام 1948 وسكنا هناك حتى عام 1967 حيث تم طردنا من حارة الشرف وهدم منازلنا لبناء كنيس يهودي قرب حائط البراق، فانتهى بنا الأمر في مخيم شعفاط شمال المدينة".
وتتابع: "حضر جنود الاحتلال إلي حيث أتواجد بشكل يومي عند قبر ابني لحمايته من عمليات التجريف التي بدأت مطلع الشهر الجاري، ورغم أن روحه صعدت إلى السماء إلى أن رفاته موجودة بالقبر، والقيام بتجريفه أمر مؤلم ومخالف للكل التعاليم الدينية".
وأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على قسم المقبرة إلى قسمين، حيث وضعت حواجز حديدية تفصل القسم الذي يضم قبور المقدسيين عن القسم المستهدف الذي يضم رفاة الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين سقطوا دفاعا عن القدس وتبلغ مساحته قرابة 4 دونمات.
وتطال حفريات الاحتلال بعض القبور، وقام مقدسيون بإعادة دفن الرفاة التي اخرجت من بطن القبور بفعل عمليات التجريف.
ورفضت محكمة الصلح في القدس التابعة للاحتلال، قبل يومين، طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالمدينة، وقف تجريف بلدية الاحتلال وما تسمى سلطة حماية الطبيعة، لمقبرة اليوسفيّة في المدينة.
وكانت هذه الطواقم قد حطّمت قبورا وشواهد فيها، وحفرت بعضها حتى ظهرت رفات الشهداء، ما أدى إلى غضب في الشارع المقدسي بسبب انتهاك حرمة المقابر.
وتتعرض المقبرة اليوسفية إلى هجمة إسرائيلية ممنهجة ومستمرة، وعمليات حفر وتجريف، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط، وذلك تمهيدا لإقامة "حديقة توراتية".
وتعد المقبرة إحدى أشهر المقابر الإسلامية في المدينة المقدسة، وتقع على ربوةٍ مرتفعةٍ تمتد من الزاوية الشمالية لباب الأسباط، ومنها إلى ناحية الشرق بحوالي 35-40 مترا.
وتنوي بلدية الاحتلال إقامة حدائق توراتية ومدرجات تطلّ على سفوح جبل الزيتون شرقي القدس على أرض المقبرة، وقامت خلال السنوات الماضية بتغيير المعالم المحيطة بها من خلال أعمال ادّعت بأنها "عمليات ترميم".