قالت الجبهة العربية الفلسطينية ان " التاريخية المسماة وعد بلفور التي كانت جزء من المشروع الامبريالي التأمري على امتنا العربية ما قبل اتفاق سايكس بيكو ووعد بلفور المشئوم وما نعيشه اليوم من ظروف هو أحد حلقات هذه المؤامرة التي تهدف الى تفتيت الامة وابقائها في حالة العجز والهوان لصالح ابقاء دولة الاحتلال الصهيوني في موقع السيد والامر في المنطقة بصفتها ربيبة لقوى الامبريالية العالمية التي غرستها في قلب الامة لإجهاض أي محاولة نهضوية ، ودور دولة الاحتلال في تقسيم وتفتيت اقطارنا واضح ومكشوف وضوح الشمس ولا يحتاج الى تأويل. واوضحت الجبهة في تصريح صحفي لها بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشؤوم ان هذا الوعد شكل حجر الزاوية للمشروع الصهيوني في فلسطين الذي اخذ على عاتقه تسخير مشروعه الاستيطاني في خدمة المصالح الامبريالية في المنطقة، كما تشكل اليوم المخططات الامبريالية الصهيونية حجر الزاوية في مشروع تصفية القضية الفلسطينية والالتفاف على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، واستعباد شعوب امتنا العربية عبر فرض سياسة الهيمنة على حكوماتها ومصادرة قراراتها، عبر ما يسمى بوابة التطبيع مع دولة الاحتلال والتي تعد اجلى مظهر من مظاهر الخنوع والاستسلام، وتجاوز لكل قيم الاخوة والمصير المشترك، مؤكدة ان التساوق مع الاحتلال ومع المشاريع التآمرية على الشعب الفلسطيني هو خيانة يتوجب على احرار الامة التصدي لها ورفضها، ومؤكدة ايضا ان الدول التي انحدرت الى هاوية التطبيع ستكتشف لاحقا انها جلبت الخطر الى عواصمها وعقر دارها."
وتابعت الجبهة ان "الشعب الفلسطيني وعبر اكثر من قرن يواجه ببسالة واقتدار كل المخططات والمشاريع الاستعمارية التي استهدفت وجوده وكينونته، ولا زال صامدا في خط المواجهة الأول من معركة الأمة العربية بأسرها دفاعاً عن حقوقه وعن كرامة أمته التي تواجه اليوم مشاريع التفتيت واعادة التقسيم، مؤكدة أن المعركة في فلسطين تمثل ساحة المواجهة الرئيسية وان الانتصار فيها يعني إسقاط كل المشاريع والمؤامرات التي تستهدف الأمة بأسرها"، داعية "ابناء امتنا العربية الى الالتحاق بمعركتهم الرئيسية في فلسطين واعتبار ذلك بداية الانطلاق نحو تصويب اوضاع امتنا."
واضافت الجبهة إن "ما يواجهه شعبنا من تحديات جسام لا يمكن مواجهتها إلا بوحدتنا الوطنية، مما يتطلب أن نحكم العقل ونوظف كل طاقات وإمكانات شعبنا من أجل إنهاء الانقسام وهذا يوجب على الجميع التحلي بالمسؤولية والجرأة والشجاعة في اتخاذ المواقف التي تضمن وحدة شعبنا وحماية مشروعنا الوطني على أساس برنامج وطني موحد يخرجنا من التجاذبات الثنائية والتدخلات الإقليمية والدولية التي شهدناها خلال المرحلة السابقة وبما يمكننا من وضع خطة وطنية شاملة للمقاومة بمرجعية سياسية تتصدى لمؤامرات الاحتلال وتهويد القدس والتوسع الاستيطاني ورفض يهودية الدولة وتوفر عوامل الصمود لشعبنا في مواجهة سياسة الاعتقالات والاغتيالات والحصار والتجريف وتقطيع الأوصال وإغلاق المعابر الذي يعاني منه شعبنا يومياً. مؤكدين أن تحقيق المصالحة لم يعد مطلباً سياسياً بل فرضاً وطنياً وشرعياً على كل الأطراف المعنية يتوجب إتمامها بأسرع ما يمكن، وفي هذا السياق ثمنت الجبهة موقف الاخ الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية على مواقفها الثابتة الرافضة للتعاطي مع أي اطروحات تنتقص من الحقوق الفلسطينية ولا زالت تشكل حائط الصد امام كل المؤامرات التي تستهدف شعبنا وقضيتنا."
واكدت الجبهة أن "العالم الذي قدم المساندة والدعم للحركة الصهيونية من اجل إقامة دولتها في فلسطين ومنحها القرارات الدولية لخلق شرعية باطلة لهو مطالب اليوم بإلزام إسرائيل بوقف عدوانها على شعبنا والتأكيد بأن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، كما ان بريطانيا ملزمة اليوم بتحمل مسئولياتها الاخلاقية والقانونية والاعتذار من الشعب الفلسطيني على ما اقترفته من جرائم بحقه وخصوصا وعد بلفور، وان تتخذ كل الاجراءات الكفيلة بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وانتهاكاته وتمكين شعبنا من ممارسه حقوقه الثابتة والمشروعة."
وفي الختام توجهت الجبهة "بعظيم التحية الى جماهير شعبنا في كل مكان، مؤكدة انهم بصمودهم وتمسكهم بحقوقهم سينتصر شعبنا وسينتزع حقوقه مهما طال الزمن، كما توجهت بعظيم التحية الى اسيراتنا واسرانا في سجون الاحتلال، وبشكل خاص الاسرى المضربين عن الطعام، الذين يرسمون بجوعهم وصلابة ارادتهم احد ملامح اسطورة الثبات والارادة الفلسطينية، مهيبة بجماهير شعبنا الى المشاركة الفاعلة في فعاليات الاسناد مع اسرانا البواسل".