- صلاح صبحية
تهمتي اليوم : طوباوي والطوباوي هو: مَنْ يُحَلِّقُ بَعِيداً وَيُنْشِئُ مُثُلاً وَيَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِهَا وَهِيَ بَعِيدَةٍ عَنِ الوَاقِعِ .
لماذا أتهم بالطوباوية؟ لأني أرفض وعد بلفور الذي أنشأ الوطن القومي اليهودي في فلسطين ،ولأني أرفض رؤية بوش الداعية إلى تجسيد الوطن القومي اليهودي في فلسطين من خلال حل الدولتين ، ولأني أفهم الصراع بأنه صراع وجود لا نزاع حدود ، ولأني أومن أنه صراع عربي صهيوني وليس نزاعاً فلسطينياً اسرائيلياً .
وأنا طوباوي لأني أرفض الغزو الصهيوني لفلسطين الذي قام على مبدأ أن فلسطين هي أرض بلا شعب لشعب بلا أرض . ولأني أومن أن حركة " فتح " فجرت الثورة الفلسطينية وعرفتها أنها ثورة فلسطينية المنطلق عربية الأهداف إنسانية الأبعاد ، وهذا رفض لوثيقة كامبل ووعد بلفور وسايكس بيكو وسان ريمو وقرار التقسيم وحل الدولتين وكل مشاريع التسوية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها التي تمس الحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني على أرض فلسطين . وحتى أكون وطنياً في نظر البعض يجب أن أقبل بالواقع الذي فرضه العدو الصهيوني الأمريكي علينا وعلى عموم العرب ، لذلك يجب أن أعترف بحق الوجود للوطن القومي اليهودي على أرض فلسطين المتجسد بالكيان الصهيوني . وحتى أكون وطنياً لا طوباوياً يجب أن أمنح الغزاة الصهاينة أرض أجدادي في بلدتي ترشيحا في جليل فلسطين وأن أمزق كوشان ملكية أجدادي لتلك الأرض ، فهي لم تعد أرضي فقد أصبحت أرضاً اسرائيلية حسب الواقع القائم الذي يجب أن أقبل به وأعترف بحق العدو الصهيوني في ملكية أرضي .
وحتى أكون وطنياً لا طوباوياً يجب أن أميز بين الوطن القومي اليهودي الذي دعا إليه وعد بلفور وبين رؤية بوش الذي تدعو إلى حل الدولتين ، فحل الدولتين يعني دولة اسرائيل على ٧٨% من أرض فلسطين أي ليست وطناً قومياً لليهود إلى جانب دولة فلسطين على ٢٢% من أرض فلسطين ، وبالتالي يجب أن أقبل وجود المستوطنات على أرض دولة فلسطين وان أقبل بوجود نحو سبعمائة ألف مستوطن صهيوني على أرض دولة فلسطين ، فأنا بذلك أكون وطنياً بامتياز وأحصل على جائزة نوبل للسلام لأنني قبلت بالمشروع الاستعماري الصهيوني على أرض فلسطين .
تهمتي طوباوي لأني أرى الواقع على أرض فلسطين بحقيقته المطلقة المتجسدة بالمشروع الاستعماري الصهيوني على أرض فلسطين وبأبعاده الاستراتيجية حيث يعمل العدو الصهيوني ليل نهار على إلغاء حق الوجود لشعبنا فوق أرضه وما يجري في القدس اليوم وخاصة في الشيخ جراح وسلوان لهو الحقيقة بعينها بأن صراع عدونا الصهيوني معنا هو صراع وجود يعمل ليل نهار على قلع شعبنا من أرضه .
تهمتي طوباوي لأني أومن بأن المشروع الوطني الفلسطيني هو النقيض المطلق للمشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين. تهمتي طوباوي لأني لا أتعاطى بكل المصطلحات السياسية والجغرافية التي ترفض وجود العدو الصهيوني على أرض فلسطين .
من المؤسف أن تصبح الوطنية وجهة نظر وليست هوية نضالية لرفض المشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين.
٢٠٢١/١١/٥ صلاح صبحية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت