- نبيل عودة
كانت زينب تشتغل مساعدة في منزل، تقوم بكل أشغال المنزل، لأن الزوجة عبير غائبة معظم ساعات النهار، بحجة تواجدها مع صديقاتها، والزوج غائب في عمله بإدارة شركة مقاولات، لكنه بين فينة وأخرى يتردد على المنزل لبعض الوقت.. ومع الأيام صار تردده شبه يومي أحيانا، الا اذا كان على سفر. زينب لا تجهل حقيقة تمتعها بجسد متناسق ووجه يطيب للإنسان النظر اليه، فهو وجه جذاب بتقاسيمه وصفاء بشرته...
في يوم من الأيام وقبل ان تخرج الزوجة للقاء صديقاتها، قالت لها زينب انها تريدها لحديث هام.
- الا يمكن تأجيل حديثك لوقت آخر؟
- لا يا سيدة عبير.. لأني يجب ان اقرر.
- ماذا تقررين؟
- البقاء في عملي في منزلك ان الانتقال للعمل في منزل آخر.
- لكننا ندفع لك معاشا جيدا.
- لم يعد يكفي... مقابل ما اقوم به من خدمات منزلية.
- هذه هي وظيفتك.. هل تعتقدين أنك جئت للراحة هنا؟
- ان لم نتكلم الآن سآخذ أغراضي وأغادر المنزل.
- ما هذا الكلام .. تهددينني؟
- لا اهددك يا عبير ، بل أطالب بحقي كعاملة.
- ما هي طلباتك...؟
- اضافة 20% على معاشي.
- لماذا يجب ان اضيف لك هذه الزيادة؟
- انتم البرجوازيون تظنون ان العامل يجب ان يرضى بالفتات، وانتم تحصلوا على كل الخيرات التي نحن ننتجها لكم.
- هذه هي الحياة يوجد عمال ونحن اصحاب الأموال نشفق عليكم ونوفر لكم الأشغال..
- هذه النظرية الطبقية التي طرحها ماركس سقطت. انا ادير كل شؤون بيتك وانت لا تدرين شيئا. انا بالكاد احصل منك ما يكفي لمعيشتي وانت تبذرين الأموال بلا تعب وبلا حساب.
- وهل تريدين تغيير النظام؟
- اولا انا اعد الطعام وزوجك يقول لي اني طباخة ماهرة وطبيخي أفضل من "الخبيصة" التي تعديها له عندما أكون غائبة.
- ليسامحه الله.. لا يعجبه العجب.
- لكنه معجب بما أعده من طعام.
- هذا ليس سببا كافيا لزيادة معاشك.
- اقوم أيضا بتنظيف البيت ومسح الغبار وكي الملابس، وزوجك يقول لي اني منذ بدأت العمل في بيتكم صار البيت أكثر نظافة وترتيبا ولم يعد بحاجة لإرسال ملابسه للكوى.. بل يقول لي إني أفضل منك في كي ملابسه وتنظيف البيت وترتيبه.
- هذه تفاهات لا تعني شيئا .. وهي ضمن أشغالك المتفق عليها.
- الم تقتنعي بعد يا عبير بأني استحق إضافة معاش؟
- لا .. حججك لا قيمة لها يا زينب، وما تقومين به تقوم به كل شغالة أخرى وربما أفضل منك!!
- حسنا .. يقول لي ما هو أهم وأخطر، باني أفضل منك في السرير.
- ماذا؟ زوجي نام معك في السرير؟
- ليس زوجك فقط، الجار أيضا قال لي اني أفضل منك انت أيضا في السرير!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت