اليوم العالمي لمرضى السكري الدائرة الزرقاء .. إتاحة الأدوية والرعاية الخاصة لمرضى السكري

بقلم: رقية العلمي

رقية العلمي: ناشطة في حقوق الإنسان عضو لجنة صياغة اتفاقية حقوق الطفل المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان فيينا 1993
  •  متابعة رقية العلمي

 

اليوم العالمي للسكري هو حملة للتوعية بمرض السكري بوصفه مسألة من مسائل الصحة العامة العالمية وهو مناسبة لتكثيف الجهود على جميع الأصعدة من أجل تحسين الوقاية والتشخيص والتدابير العلاجية للمرضى.

تم اعتماد اليوم العالمي للسكري رسمياً عام 1991 من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية، استجابة للقلق المتزايد من مرض السكري في جميع أنحاء العالم.

يقام في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، ويوافق عيد ميلاد فريدريك بانتينغ الذي وضع مع تشارلز بيست الفكرة الأولى التي أدت إلى اكتشاف الانسولين عام 1922 وهي المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكري على قيد الحياة

اليوم العالمي للسكري هو أكبر حملة توعية بمرض السكري في العالم تصل إلى جمهور عالمي يزيد عن مليار شخص في أكثر من 160 دولة. تلفت الحملة الانتباه إلى قضايا ذات أهمية قصوى لعالم مرض السكري وتحافظ على مرض السكري بقوة في دائرة الضوء العامة والسياسية.

رمز اليوم العالمي للسكري

تمثل الدائرة الزرقاء عالميًا الوعي بمرض السكري وترمز إلى الوحدة. حيث سعى الاتحاد الدولي للسكري إلى تنسيق بسيط لتسهيل التكاثر والاستخدام من قبل الأشخاص الذين يريدون دعم الحملة. يتميز هذا التاريخ أيضًا بإضاءة المعالم الأثرية والمباني البارزة حول العالم بنفس اللون.

يمثل اللون الأزرق السماء وهو نفس لون علم الأمم المتحدة، والذي يرمز أيضًا إلى اتحاد الدول. في اليوم العالمي للسكري، يتم تشجيع ارتداء الملابس الزرقاء، رمز الحملة.

وحسب بيان منظمة الصحة العالمية والصادر للمناسبة فأن موضوع عام 2021 لليوم العالمي لمرضى السكري هو " إتاحة الأدوية والرعاية الخاصة لمرضى السكري " والحلول في هذا المجال.

حيث يتزامن مع فترة لا يزال العالم فيها يكابد جائحة كوفيد 19 كورونا التي لم تؤد تبعاتها فقط إلى ارتفاع نسبة مرضى السكري بين المرضى في المستشفيات بسبب مضاعفات كورونا الوخيمة وبين من فارقوا الحياة بسبب هذا الفيروس، بل أدت إلى حدوث اضطراب وإرباك في الخدمات الخاصة المقدمة لمرضى السكري.

هذا من ناحية الجائحة لكن ماذا عن إتاحة الأدوية والرعاية الخاصة لمرضى السكري

أضاف بيان المنظمة بأن داء السكري لم يُدرج بشكل كافٍ في مجموعات التغطية الصحية الشاملة مما يعني أن الكثير من الأشخاص الذين يحتاجون الانسولين وأدوية السكري الأخرى والتكنولوجيات المرتبطة به لا يمكنهم تحمل تكاليفها ولا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل والتي لا تتمتع بمرافق الرعاية الصحية الأولية العامة من أجل تشخيص داء السكري وعلاجه. مما يؤدي إلى إمكانية معاناة المرضى والى وفيات لا داعي لهما.  

ولتحقيق رعاية أفضل وإتاحة الدواء وتحسين الرعاية للمرضى هناك مسؤوليات مشتركة تقع على عاتق الحكومات ومقدمي خدمات الرعاية الصحية والمنظمات الانسانية والمؤسسات الطبية تتلخص مرجعيتها تعود إلى المنشورات التثقيفية الصادرة عن الدوائر الصحية والمؤسسات الدولية المعنية بمرضى السكري نوجز منها:

زيادة الوعي الجماهيري بخطر السكري عن طريق إعداد ووضع مراجع تثقيفية حول المرض.

إتاحة الخدمات والرعاية الصحية بمستوى مقبول لجميع المصابين بالسكري وذلك عن طريق تشجيع المؤسسات الإنسانية والإغاثية على افتتاح المزيد من مراكز لعلاج مرضى السكري في دول تفتقر لإمكانيات العلاج لجميع السكان، تكون برسوم رمزية والعمل على دعم أسعار الأدوية أو تخفيضها للمرضى سيما أن الكثير من السكان في الدول النامية هم خارج منظومة التأمينات الصحية

قيام الدوائر الصحية الرسمية بحملات عشوائية للسكان لتشخيص حالات السكري في وقت مبكر سيما أننا على دراية بأن الكثير من لا يعرفون أنهم يعانون من السكري.

العمل على تطبيق برامج التثقيف الصحي بشكل أوسع وذلك عن طريق زيادة كوادر متخصصة في التثقيف الصحي  لتوعية أشمل لمرضى السكري خصوصي لجهة تناول الأدوية الشعبية البديلة مثل الأعشاب تفادياً لحدوث مضاعفات.

استعمال الوسائل والتقنيات الحديثة في المستشفيات وفي العيادات والمختبرات وذلك للمساعدة في التشخيص المبكر بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمرضى.

تثقيف طفل السكري عن حالته المرضية وتدريبه على أخذ أبر الانسولين في وقتها والعمل على خلق حلقة وصل بين المدرسة والأهل يواكبه حرص الصحة المدرسية على زيادة الوعي حول تلاميذ السكري في المدارس والتأكيد على ضرورة حمل المرضى بطاقة أو سوار الدالة على الإصابة. يواكبه تكثيف الحملات التوعوية في جميع المدارس للتثقيف حول المرض عن طريق التمثيل المسرحي و الكتابة والرسم والفنون يقودنا ذلك إلى أسس ومعايير صحية يجب إتباعها في المقاصف المدرسية وأهمية التغذية السليمة والرياضة وثقافة المشي إرشادات تزيد من مقومات الوقاية. كذلك تدريب التلاميذ على كيفية مساعدة زملائهم بالإسعافات الأولية من مرضى السكري في حالة إصابة أحدهم بغيبوية سكر قبل وصول الطاقم الطبي.

التوعية عن السكري من خلال الإعلام المرئي والمسموع  مع ترجمة بلغة الإشارة للصم والبكم وضرورة إصدار كتيبات بلغة برايل للمكفوفين.

ضرورة تكثيف الجهود لضمان وصول مرضى السكري خصوصي الأطفال للمعلومات حول المرض وتدريبهم من قبل كوادر متخصصة  على كيفية الحقن الشخصي بالانسولين والتثقيف العلاجي الوقائي والطبي والغذائي، وكذلك تدريبهم على كيفية استعمال الأجهزة الذكية وتعريفهم عن المواقع والتطبيقات المتخصصة حول مرض السكري. 

إن الإشارة لهذا اليوم تتزامن والذكرى المئوية لاكتشاف الانسولين من أجل تسليط الضوء على الهوة الشاسعة بين الاشخاص الذين يحتاجون إلى الانسولين للسيطرة على السكري لديهم إضافة إلى التكنولوجيات الأساسية مثل أجهزة قياس مستوى السكر في الدم وأشرطة الاختبار، والأشخاص الذين يحصلون حقاً عليها. تقول الأمم المتحدة إنه بعد 100 عام من اكتشاف الانسولين، لم يزل ملايين المصابين بداء السكري في جميع أنحاء العالم عاجزين عن الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها. ويحتاج مرضى السكري إلى رعاية ودعم مستمرين لإدارة الحالة الصحية وتجنب المضاعفات.

وتضيف أنه تتيح الذكرى المئوية لاكتشاف الانسولين فرصة فريدة لإحداث تغيير ذي مغزى لأكثر من 460 مليون شخص يعانون من السكري والملايين غيرهم المعرضين لخطره. " يستطيع المجتمع العالمي المعني بمرض السكري - إذا وحد الجهود بما لديه من الأعداد والتأثير والتصميم- إحداث تغيير ذي مغزى. ونحن في أشد الحاجة لمواجهة التحدي".

الاتحاد الدولي للسكري (IDF) منظمة شاملة تضم أكثر من 230 جمعية وطنية لمرض السكري في أكثر من 160 دولة وإقليم. تمثل اهتمامات العدد المتزايد من الأشخاص المصابين بداء السكري وأولئك في المخاطر منه. مهمة الاتحاد الدولي للسكري هي تعزيز رعاية مرضى السكري والوقاية والعلاج في جميع أنحاء العالم تأسست منذ عام 1950. مقرها الرئيسي في بروكسل.

وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن الاتحاد الدولي للسكري، يوجد حاليًا 463 مليون شخص مصاب بمرض السكري وهذا العدد لا يشمل مرضى السكري الغير مشخصين. ومن المتوقع أن يرتفع العدد الإجمالي إلى 700 مليون بحلول عام 2045. يعيش أكثر من 75٪ من مرضى السكري في الدول ذوي الدخل المنخفض والمتوسط.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت