أعلنت منظمة الصحة العالمية، مساء الجمعة، عن إطلاق اسم "أوميكرون" وهو حرف من الأبجدية الإغريقية على متحور جنوب أفريقيا من وباء كورونا الجديد، محذرة من أن المتحور الجديد مقلق وينتشر بسرعة في مقاطعات عدة بدولة جنوب أفريقيا.
وأوضحت المنظمة في بيان لها، عقب اجتماع طارئ لفريقها الفني الخاص بتقييم الفيروس، أن "سلالة B.1.1.529 تم الإبلاغ عنها في جنوب إفريقيا قبل يومين، وخلال الأسابيع الأخيرة ارتفع عدد الإصابات بشكل حاد، ما تصادف مع رصد السلالة".
وأشارت إلى أن أول حالة مؤكدة للإصابة بهذه السلالة كانت في عينة تم أخذها في 9 من الشهر الجاري.
وأكدت المنظمة أن "السلالة لها عدد كبير من الطفرات، وبعضها مثيرة للقلق. وتشير المعطيات الأولية إلى خطر أكبر للإصابات المتكررة بهذه السلالة بالمقارنة مع السلالات الأخرى. ويتم رصد زيادة الإصابات بهذه السلالة في كافة المحافظات جنوب إفريقيا تقريبا".
وأشارت إلى أن الاختبارات المتوفرة قادرة على رصد هذه السلالة من الفيروس، وقد يكون لها تقدم على السلالات الأخرى فيما يخص الانتشار، بناء على البيانات حول الارتفاع في أعداد الإصابات.
وقال وزير الصحة في جنوب إفريقيا جو باهلا إن الدراسات الأولية تشير إلى أن متحور كورونا المكتشف في بلاده قد يكون أكثر قابلية للانتقال، مستنكرا قرار بعض الدول فرض قيود على السفر إلى البلاد، مؤكدا أنه اجراء "غير مبرر".
وأوضح أن "جنوب افريقيا تتصرف بشفافية وأن حظر السفر يتعارض مع قواعد ومعايير منظمة الصحة العالمية".
بدورها، قالت حكومة هونغ كونغ، يوم الجمعة، إنها ستمنع القادمين من ثماني دول إفريقية من دخول أراضيها، إذا كانوا أقاموا في تلك الدول خلال الـ21 يوما الماضية.
وذكرت أن الإجراء، الذي يسري اعتبارا من يوم السبت، يشمل الوافدين من بوتسوانا وإسواتيني وليسوتو ومالاوي وموزمبيق وناميبيا وزيمبابوي.
كما علقت المملكة العربية السعودية الرحلات الجوية القادمة من 7 دول بينها جنوب إفريقيا بسبب مخاوف تتعلق بالمتحور الجديد.
وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها، إنه تقرر "تعليق الرحلات الجوية القادمة من دول جمهورية جنوب إفريقيا، جمهورية نامبيا، جمهورية بوتسوانا، وزيمبابواي، وموزمبيق، ومملكة ليسوتو، ومملكة إسواتيني وإليها".
من جهته قال مستشار البيت الأبيض بشأن الوباء، إن "الولايات المتحدة تنتظر مزيدا من البيانات العلمية حول المتحورة الجديدة التي رصدت أول مرة في جنوب أفريقيا قبل اتخاذ قرار مدروس بشأن إغلاق محتمل للحدود"
وصرح الطبيب أنتوني فاوتشي لشبكة "سي إن إن" الأمريكية "سنتخذ قرارا في أقرب وقت ممكن عندما يكون لدينا مزيد من البيانات" حول هذا الموضوع، وذلك على عكس فرنسا وهولندا وبريطانيا التي علقت الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا و5 دول مجاورة لها اعتبارا من منتصف نهار الجمعة.
وأضاف عالم المناعة "هذا النوع من الخيارات مطروح دائما، لكنك لا تريد أن تقول إنك ستفعل ذلك قبل أن يكون لديك سبب علمي"، وأردف "لذلك نسارع لجمع هذه البيانات العلمية من أجل اتخاذ قرار مدروس".
وأصدرت أورسولا فون دير لاين، رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، تحذيراً عاجلاً بشأن انتشار سلالة " بي.1.1.529" الجديدة من فيروس كورونا.
وأعربت دير لاين في مؤتمر صحفي عقدته الجمعة في بروكسل، عن قلقها من أن المتحور الجديد يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء العالم في غضون بضعة أشهر.
وحول القادمين من المناطق التي ينتشر فيها السلالة الجديدة من الفيروس وضرورة التزامهم بقواعد الحجر الصحي الصارمة، صرحت دير لاين أنها تحدثت إلى العلماء ومصنعي اللقاحات حول الوضع، وأنهم يدعمون اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع الانتشار الدولي للمتحور الجديد.
ودعت فون لاين الذين لم يلقحوا بعد باللقاحات المضادة لكورونا، إلى ضرورة الإسراع في التطعيم بأقرب وقت ممكن.
وأمس الخميس، أعلن علماء من جنوب إفريقيا أنهم اكتشفوا سلالة جديدة من الفيروس المسبب لمرض كورونا في أعداد صغيرة من الأشخاص، ويعملون على فهم تداعياتها المحتملة.
إلا أن دولا في أوروبا مثل بلجيكا أعلنت الجمعة، عن أول إصابة بالمتحور الجديد، فيما يتوالى إعلان دول حول العالم، عن تعليقها الرحلات القادمة من بلدان إفريقية.
وأعلنت شركة "بيونتيك" الألمانية، الجمعة، أنها ستدرس تعديل لقاحها الحالي عقب ظهور النتائج المخبرية المرتقبة للمتحور الجديد من فيروس كورونا.
وأفادت الشركة في بيان، أن نتائج عينات المتحور الجديد من كورونا المسمى (B529.1.1)، الذي تم رصده مؤخرا في بوتسوانا وجنوب إفريقيا، ستكون جاهزة في غضون أسبوعين.
وأوضح البيان أن المتحور الجديد يختلف عن المتغيرات السابقة، لأنه يحتوي على طفرات إضافية.
وأضاف: "نتوقع المزيد من البيانات بعد القيام بالاختبارات المعملية، في غضون أسبوعين على أبعد تقدير".
وأشار إلى أن البيانات التي سيُجرى استخلاصها من الاختبارات المعملية الجارية ستوضح ما إذا كان تعديل اللقاح ضروريا.
وأكد البيان أن تحالف (فايزر- بيتونيك) لديه القدرة على إجراء التغييرات اللازمة على اللقاح إذا لزم الأمر خلال 6 أسابيع، وإرسال أول شحنة خلال 100 يوم.