- بقلم: عبد القادر حسونة
شهدت مدينة القدس في الآونة الأخيرة عدة عمليات، كان آخرها عملية إطلاق نار وعملية طعن، وتشهد المدينة المقدسة حالة من الغليان من الفلسطينيين، هي السبب الرئيسي في هذه الحوادث والعمليات، حيث يواصل الاحتلال ممارساته التعسفية والقمعية بشكل يومي والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك وفرض الضرائب الظالمة والتضييق على حياة المقدسيين بالاعتقال والإغلاق إضافة إلى سياسة الهدم والتهجير القسري لأحياء مقدسية كاملة .
وما يجرى بمدينة القدس من أوضاع خطيرة تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه ومنعة من نيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م،وعاصمتها القدس الشرقية، يتسبب بمشكلة كبيرة في الوقت الحالي وبمشكلة أكبر في المستقبل القريب.
فبالرغم من دعوات الاتحاد الأوروبي المتكررة لإسرائيل بوقف الاستيطان في القدس الشرقية والمناطق الفلسطينية، إلى أن إسرائيل مستمرة في هجمة استيطانية غير مسبوقة، بالإضافة إلى تهريب العقارات وعدم منح تراخيص بناء للفلسطينيين بالقدس.
حيث قال الاتحاد الأوروبي عبر موقعه الرسمي، إن عزم السلطات الإسرائيلية بناء وحدات استيطانية جديدة إجراء "غير قانوني بموجب القانون الدولي" وأن الاستيطان يشكل "عقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين وسلام عادل ودائم وشامل بين الطرفين، كما أوضح المتحدث الرسمي باسم مفوضية الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو أن الاتحاد الأوروبي "يدعو إلى وقف التوسع الاستيطاني وعدم المضي قدمًا في المناقصات المعلنة في أراضي فلسطين المحتلة" مضيفا "المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة رئيسية أمام سلام عادل ودائم وشامل، إن الاتحاد لن يعترف بأي تغييرات لحدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس".
ولم يقتصر الأمر على دعوات من الاتحاد الأوروبي فقط بل سبقتها دعوات مشابهه من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، ويأتي هذا لمعرفة المجتمع الدولي أن خطوات إسرائيل الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس على وجه الخصوص، تزيد من تفاقم المشكلة ويساعد على زيادة العنف، ويقلص من فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وبناء على ذلك فإن استمرار إسرائيل بما تقوم به من عمليات اعتداء على مقدرات الفلسطينيين بالقدس ومصادرة أراضيهم، وتهريب العقارات، وفرض الضرائب والرسوم الباهظة وعدم منحهم التراخيص، وأعمال الحفريات أسفل المسجد الأقصى، سيزيد من العمليات والحوادث الأمنية، خاصة أن القدس مرتبطة بواقع ديني للفلسطينيين المسلمين والمسيحيين.
لدى على إسرائيل أن تحد من عملياتها في القدس وأن توقف هجماتها الاستيطانية، التي لن تجلب سوا المزيد من العنف، وأن تمثل للقانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية، وأن تعي جيداً أن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية هو أمر واقع، وهو ما تحث عليه جميع الأطراف الدولية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت