- بقلم : سري القدوة
الأربعاء 1 كانون الأول / ديسمبر 2021.
لم يكن حادث اقتحام الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، بالحدث العابر بل انه يؤكد تورط حكومة الاحتلال بتنفيذ اجندة المستوطنين وجمعياتهم الخاصة التي تحمل الفكر المتطرف وتشكل نمطا جديدا للتعامل مع الحرم الابراهيمي في الخليل تمهيدا للسيطرة عليه وضمه في اختراق فاضح لكل القوانين الدولية والاتفاقيات الخاصة بوضع الحرم كونه ما زال يخضع للرعاية والرقابة الدولية .
اقدام الرئيس الإسرائيلي على اقتحام الحرم الإبراهيمي يؤكد من جديد استمرار حكومة الاحتلال وتورطها في تنفيذ الخطط الرامية لتهويده وتكريس السيطرة عليه وان اقتحام الحرم الإبراهيمي يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين وامتدادا للاعتداءات الإسرائيلية على حقوق الشعب العربي الفلسطيني وأرضه ومقدساته وتراثه الاسلامي والتاريخي .
زيارة الرئيس الاسرائيلي مستوطنات الخليل واقتحام الحرم الإبراهيمي وباحاته احتفالا بما يسمى عيد الأنوار، يعد خطوة مرفوضة تشكل انتهاكا صارخا لحرمة الحرم الإبراهيمي، وتاتي في ظل صمت الأمم المتحدة التي هي مطالبة بتوفير الحماية للبلدة القديمة والحرم الإبراهيمي من التهويد، وخاصة في ظل اعتماد منظمة اليونسكو وإصدارها قرارا يعتبر الحرم الابراهيمي معلما تاريخيا فلسطينيا ووضعته على لائحة المعالم العالمية المهددة بالخطر وان هذه الخطوه وتصريحات الرئيس الاسرائيلي تأتي في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني ومحاولة لفرض المزيد من الحقائق الزائفة في المدينة العربية الإسلامية توطئة لتهويدها وبسط السيطرة عليها وإخضاع سكانها الأصليين لنظام الفصل العنصري الذي تشاهده بوضوح في شوارع وحارات البلدة القديمة التي تتعرض للتطهير العرقي والتمييز العنصري .
إقدام هرتسوغ على تنفيذ اقتحامه للحرم الإبراهيمي فيما أغلقت قوات الاحتلال بواباته ومنعت المواطنين الذين احتشدوا تنديدا بالاقتحام من الصلاة فيه، أو التواجد في محيطه واعتدت عليهم، وأجبرت أصحاب المحال على إغلاق محالهم كما أعاقت عمل الطواقم الصحفية واعتدت على عدد منهم، في محاولة لمنعهم من تغطية الاقتحام ويتزامن اقتحام هرتسوغ للمسجد الإبراهيمي مع إعلان الاحتلال المصادقة على بناء 372 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنة «كريات أربع» المقامة على أراضي مدينة الخليل .
الاحتلال العسكري مستمر في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني من هدم البيوت وطرد للمواطنين من منازلهم، خاصة في القدس الشرقية وأنحاء الضفة الغربية المحتلة، وحصار قطاع غزة، واحتجاز جثامين الشهداء، واستمرار اعتقال آلاف الاسرى، وزرع الكراهية وسياسة التمييز العنصري، وكل ذلك يجرى في ظل اتساع التأييد الدولي للحقوق الفلسطينية وان اغلب دول العالم باتت تنظر بخطورة بالغة وتتعامل مع دولة الاحتلال وسياستها العنصرية التي اصبحت نموذجا للعنصرية وشكلا جديدا من «الابرتهايد».
الشعب الفلسطيني ما زال يعاني منذ عقود من ممارسات الاحتلال الاسرائيلي لوطنه ومن حرمانه من أبسط حقوقه في الأمن والاستقرار والعيش بحرية ويتطلع إلى التخلص من أعمال البطش والقتل التي تمارسها السلطة القائمة بالاحتلال ومن تلك السياسة القائمة على تهويد الارض الفلسطينية وسرقتها لصالح جمعيات الاستيطان في ظل استمرار التجاهل التام للقوانين الدولية وميثاق حقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية .
المجتمع الدولي والأمم المتحدة مطالبين بالتحرك السريع لحماية تلك المقدسات والأماكن التاريخية والتحرك لوقف تلك الانتهاكات للمقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل وإجبار سلطات الاحتلال الاسرائيلي على احترام حرمة الأماكن المقدسة وتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت