أصدر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” مرصده الشهري عن شهر تشرين ثاني 2021 حول عمليات الهدم والمصادرة والاستيلاء والإخطارات ضد منشآت الفلسطينيين سواء الدينية أو السياحية أو الصناعية أو التجارية أو التعليمية أو الرسمية أو الزراعية وبالتركيز على السكنية منها. من قبل "إسرائيل" السلطة القائمة بالاحتلال، يذكر أن مركز "شمس" يصدر دورياً مراصد متخصصة شهرية ونصف سنوية وسنوية حول هذا النوع من الانتهاكات وانتهاكات أخرى.
استند التقرير الرصدي على منهجية تقوم على الرصد الميداني من قبل طاقم وباحثي مركز "شمس"، والذين قاموا برصد وحصر الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنشآت الفلسطينية خلال الفترة 1/11/2021- 30/11/2021 في كافة محافظات الضفة الغربية لغايات إصدار هذا المرصد الشهري، ومن ثم العمل على تحليل البيانات وتفكيكها وإخراجها على شكل جداول، وفقاً لخارطة مؤشرات تحليلية كمية ونوعية شاملة. خلال شهر تشرين ثاني 2021، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي (216) منشأة يملكها فلسطينيين/ات، سواء بالهدم أو بالإخطارات أو المصادرة بنيّة استهداف هذه المنشآت مستقبلاً.
تركزت أبرز الانتهاكات في عمليات الهدم التي طالت (107) منشآت، (5) منها تم إجبار مالكيها على هدمها ذاتياً تحت طائلة التهديد بالغرامات والسجن. أما من حيث الإخطارات، فقد أخطرت قوات الاحتلال (108) منشأة بالهدم أو وقف العمل او الإخلاء، معظمها سكنية، بالإضافة إلى حظائر ماشية ومنشآات زراعية وطبية وتجارية، ومخازن.
فيما صادرت قوات الاحتلال منشأة واحدة، فقد صادرت قوات الاحتلال في منطقة المعرجات بمحافظة أريحا، (كنتينر) تعود ملكيته للمواطن سليمان موسى مليحات.
وقد ركز المؤشر الأول على توزيع المنشآت التي تم استهدافها بالهدم أو المصادرة أو الإخطارات وفقاً لنوعها، والتي شملت هذا الشهر: مساكن بيوت (105) منشأة، مساكن خيام (7) منشآت، مساكن بركسات (20) منشآت، مساكن كرافانات (1) منشأة، غرف زراعية (20) منشأة، آبار وبرك وخطوط مياه (8) منشآت، منشآت تجارية (7) منشآت، حظائر وبركسات ماشية (18) منشأة، جدران استنادية وأسوار (2)، حظائر طيور (1)، كرفانات متنقلة (3)، مخازن (2)، غرفة صرف صحي (1)، شرفة منزل (1)، بركس زراعي (4)، محطة وقود (1)، منشأة طبية (1)، منشأة دينية (1)، مقبرة (12)، مغسلة سيارات (1).
فيما ركز المؤشر الثاني على توزيع المنشآت التي تم هدمها وفقاً لمناطقية الاستهداف، فقد كانت ذروة الاستهدافات في محافظتي القدس (46) منشأة، تليها محافظة الخليل (29) منشأة، ثم طوباس (17) منشأة.
وبالنظر إلى الإخطارات سواء بالهدم أو المصادرة أو وقف أعمال البناء وغيرها من الانتهاكات التي تمنع الفلسطينيين من إعمال حقهم في بناء وإعمار واستثمار منشآتهم، فقد بلغ عدد الإخطارات (108) إخطار في مناطق مختلفة. تشير الإخطارات إلى اتجاهات تمركز الاستهدافات الإسرائيلية القادمة لمنشئات الفلسطينيين، وقد جاءت محافظتي نابلس وقلقيلية في أعلى نسبة.
ركز المؤشر الثالث على السكان المستهدفين، بما أن هذه العمليات التي تستهدف المنشآت الفلسطينية لا تجري في نطاق معزول عن السكان، فقد بلغ عدد السكان المتضررين منها خلال شهر تشرين ثاني (162) شخص على الأقل، منهم (46) أطفال، و (3) نساء، وذلك وفق ما توفرت من معلومات.
أما بالنظر إلى الحجج التي تستخدمها "إسرائيل" السلطة القائمة بالاحتلال في محاولتها شرعنة الجريمةـ في شهر تشرين ثاني، كانت المنشآت التي تم هدمها من قبل قوات الاحتلال بحجة البناء بدون ترخيص في مناطق (C) (106) منشأة من أصل (107)، و منشأة واحدة بحجة ملكية مستوطنين للأرض المقام عليها البناء، فقد هدمت سلطات الاحتلال، منشأة تجارية في بلدة بيت حنينا شمال القدس، تمهيدا لمصادرة الأرض وإخلائها لصالح المستوطنين، بحجة ملكيتها للأرض.
أما فيما يتعلق بالإخطارات، فكانت (89) منشأة من أصل (108) منشأة أخطرت، بحجة عدم الترخيص ووقوعها في مناطق (c). و(12) منشأة بحجة البناء في منطقة أثرية، فقد وزّعت سلطات الاحتلال 12 إخطارًا بالهدم لغرف زراعية في قرية عزون عتمة جنوب قلقيلية، منها إخطار تم إمهال صاحب المنشأة الزراعية 96 ساعة فقط بحجة البناء في منطقة أثرية، و(7) منشآت بحجة أن الأرض مملوكة لشركة استيطانية، فقد سلمت قوات الاحتلال 7 عائلات فلسطينية تسكن في كوبانية أم هارون، غربي حي الشيخ جراح، شمالي البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، إخطارات بالإخلاء من منازلهما، بحجة أن الأرض والعقار القائم عليها، مملوكة لشركة استيطانية،
أما المنشأة التي تم الإستلاء عليها ومصادرتها كانت بحجة عدم الترخيص.
واستعرض المؤشر الأخير عمليات “الهدم الذاتي” والإمعان في القهر بإجبار الفلسطينيين بأنفسهم على هدم منشآتهم وفي مقدمتها منازلهم تحت طائلة التهديد بالغرامات الباهظة، خلال شهر تشرين ثاني بلغ عدد المنشآت التي أجبرت سلطات الاحتلال مالكيها على هدمها ذاتياً (5) منشآت من أصل (107) منشأة، جميعها في محافظة القدس، وهي عبارة عن (5) منازل ، منها منزلين في بلدة جبل المكبر، منزل في بلدة بيت حنينا، منزل في صور باهر، ومنزل في رأس العامود، جميعها هدمت بحجة عدم الترخيص.
فقد أجبرت سلطات الاحتلال في حي جبل المكبر بمدينة القدس، المواطن عزيز عويسات، على القيام بنفسه بهدم منزله، بعد أن أخطرته في وقت سابق، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم، وأجبرت المواطن أمير ربايعة من بلدة جبل المكبر بالقدس على هدم منزله بنفسه، بحجة عدم الترخيص.
وأجبرت سلطات الاحتلال في بلدة بيت حنينا، عائلة النشاشيبي، على القيام بنفسها بهدم منزلها المكون من طابقين، بعد أن أخطرتها في وقت سابق، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم، وأجبرت في منطقة وادي الحمص في قرية صور باهر، المواطن محمد خالد ربايعة، على القيام بنفسه بهدم منزله، بعد أن أخطرته في وقت سابق، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم، وأجبرت سلطات الاحتلال في حي رأس العامود بمدينة القدس، المواطن إياد برقان، على القيام بنفسه بهدم منزله (قيد الإنشاء) المكون من طابقين والبالغ مساحته 350 متراً مربعاً، بعد أن أخطرته في وقت سابق، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم، بحجة عدم الترخيص.