-
غادة عايش خضر
من على أرض الحزنِ لا يسعنا إلا أن نروي روايات عنوانها الألم ، ومن على أرض البؤسِ لا ينبغي أن نَقص إلا حكايات الهَمِ والشَجن ، ومن على تراب وطني المحتل دَوَنَ التاريخ وصُنَّاعِه أصحاب الهِمم ، بدءاً من شهداء ثورة البراق ، محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير ،وهم ضياء تلألأ ملأ الأفاق، ومن يومهم هذا وقوافل الشهداء تمضي ، فكل فلسطينى يقنط فى فلسطين سواء في غزة أو الضفة أو العاصمة القدس المحتلة ، فهو شهيد مع وقف التنفيذ ، حقاً أنه وطن المِحَن ، وطن تآمر علية الأعداء منذ زمن ، حين أُحتِلَ من قبل الانجليز عام ١٩١٨، ومن ثم الكيان الصهيوني المصطنع عام ١٩٤٨ ، وطن تذاع أخباره على الاذاعات المرئية واللا مرئية .....يتفنن العدو في اساليب الهجوم عليه ، وحسب نظريات أَمنهِ، بالضربة الإستباقية تارة،والحرب الإختيارية تارة ويستمر الوجع . .....
ومع قدوم صباح كل يوم جديد ، تتوارد الأنباء ، اعتقالات مستمرة ، وتشييع الشهداء متواصل، قتلٌ متعمد بلا توقف ولاملل من البندقية أو الطائرات الحربية .....
وطنٌ مأسور ... وشعبٌ مقهور ، وتاريخ يكتب بالدم ، وضياع أجمل سنوات العمر، خلف أسوار المعتقلات ،فمنذ أربع عقود وأكثر ، يقبع الأسير نائل البرغوثي فى المعتقلات الاسرائيلية ، لا تنساك أقلامنا ولا تغفل ذكراك في قلوبنا يا أبو اللهب ، ونارك تشعل زناد سجانيك ، حقاً اصابوا رفاق دربك الأسرى حين لقبوك بأبو النور ، وانت نور الحق والايمان بقضية وطن مُغتَصب، فإن كنت عميد الأسرى ،فأنت عماد الوطن ، ولا يمكن لقلمي أن يمر مرور الكرام دون أن يذكر كريم يونس ، أقدم اسير فلسطيني وفي العالم .... يبدو لي ان الأسيران البرغوثي ويونس حطما الارقام القياسية في موسوعة غينيس لأطول مدة أسر في العالم ..... انها فلسطين وأنه شعب الجبارين ، ان ولدت عليها، وترعرت فيها ،فالنهاية إما اسيراً وإما طريداً، وإما شهيداً ، ولا اختيار بين ما سبق.... ويستمر الألم ...
اذن لماذا يشعر أبناء المعمورة بالسعادة ، ونحن لا نحكتم على السيادة ؟؟؟ فهل شعر شعب الجبارين بالسعادة يوماً في فلسطين ؟؟؟؟
فإذا كانت فنلندا أسعد دولة في العالم للسنة الرابعة على التوالي حسب تقرير السعادة ٢٠٢١ ، حتماً فلسطين هى الأتعس على مر السنين !!!!
فمن أين تأتى السعادة ؟؟ وهنا في وطني الشهداء اشلاء ممزقة والبيوت مهدمة ، والاسرى بالألاف في الزنازين المظلمة .
ففي النمسا يدون على شواهد القبور ، أيام وسنوات السعادة التى عاشوها فقط وهذا ما أذهل الرحالة جبر العراقي حين مر بمقبرة في النمسا .... أيحسبون عمر الانسان بأعوام السعادة فيه!!!
أخبرني يا جبر ما ذا نقول لأسرانا ،ماذا نقول لأجدادناو لأبنائنا ، أخبرني يا جبر نحن الفلسطينين شعب المظلومين المنكوبين ، ماذا نكتب على شواهد قبورنا ؟؟؟ ام نكتب ياجبر فلسطينى خرج من بطن أُمه للقبر !!!!!
بقلم غادة عايش خضر
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت