الطاهر: الفصائل الفلسطينيّة تدرس بشكلٍ جدّي الخيارات التي سنلجأ لها في المرحلة القادمة

د.ماهر الطاهر
  • مختص في الشأن الإسرائيلي: رفع حالة تأهب الاحتلال بالضفة سيزيد من الاعتقالات في صفوف الشباب الفلسطيني
  • المقاومة تدرس خيارات التصعيد مع إسرائيل في ظل حصار غزة وتباطؤ إعادة الإعمار

قال مسؤول دائرة العلاقات السياسيّة في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين د.ماهر الطاهر، إنّ "الوضع على الأرض الفلسطينيّة في غاية الخطورة لأننا أمام كيانٍ عدواني عنصري يُمارس كل يوم سياسة الإرهاب والاعتقالات والاعدامات وكل أشكال القتل ضد شعبنا، وهذه الحالة لا يمكن أن يقبل بها الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة بأي شكلٍ من الأشكال".كما قال

وأوضح الطاهر خلال لقاء عبر قناة "الميادين" الفضائيّة، أنّ "الفصائل الفلسطينيّة وكتائِبها المسلّحة تدرس اليوم بشكلٍ جدّي ما هي الخيارات التي سنلجأ لها في المرحلة القادمة لأننا لا يمكن أن نصمت أمام كل هذه الممارسات الصهيونيّة"، لافتًا إلى أنّ "معركة سيف القدس أكّدت وحدة الأرض والمصير، ولكن جرت محاولات لإجهاض نتائجها المشرّفة، وعندما قامت المعركة وانهالت الصواريخ على الكيان الصهيوني بدأت الوساطات تنهال من كل حدبٍ وصوب، وبعد وقف إطلاق النار عادت الأمور باتجاه ما عرفناه في السنوات السابقة".حسب قوله

وشدّد الطاهر على أنّ "الاحتلال يريد تهدئة في قطاع غزّة وسحب الصاعق من القنبلة الموقوتة في غزة، لذلك عندما هدأت الصواريخ بدأت المحاولات لإعادة الأمور باتجاه السلام الاقتصادي والهدنة طويلة الأمد، فيما عادت الممارسات الصهيونيّة بشكلٍ أكثر عدوانية بعد معركة سيف القدس"، مُؤكدًا أنّه "غير مطروح اليوم على شعبنا الفلسطيني أيّة حلول جدية تؤدي لانتزاع الحقوق الوطنية لشعبنا، بل يريدون منّا أن نستسلم والقبول بحكم إداري ذاتي تحت سيطرة الاحتلال بشكلٍ كامل".

وبيّن الطاهر، أنّه "لم يعد أمام شعبنا خيارات كثيرة، لذلك نقول كفى رهانًا على الأوهام وما يُسمى بالمفاوضات، وحل الدولتين انتهى وأصبح كلامًا فارغًا وهذا هو الموقف "الأمريكي والإسرائيلي"، لذلك يجب قلب الطاولة على هذا الخيار العقيم"، مُشيرًا إلى أنّ "إعادة إعمار قطاع غزة مرتبط بموضوع "التهدئة" ووقف المقاومة من القطاع، لذلك الأمور تأخذ اليوم منحًا جديدًا لأن شعبنا لا يمكن أن يُسقِط خيار المقاومة الشاملة مع هذا الاحتلال مقابل بعض المساعدات الاقتصاديّة، ولأنّ قضيتنا كشعبٍ فلسطيني قضيّة تحرّر وطني والأساس هو إزالة هذا الاحتلال، لذلك سنستمر في تصعيد المقاومة، ونحن كفصائل مقاومة عندما نلتقي بالقيادة المصرية نؤكّد لها دائمًا أننا لن نقبل بالسلام الاقتصادي وسنُقاوم بكافة الأشكال حتى طرد الاحتلال، والجانب المصري يتحدّث أنّ "التهدئة من الممكن أن تفتح الأفق"، لكننا نؤكّد أنّ لنا حقوق وقضيتنا الأساس تحرير بلادنا".

وقال إنّ "على الكيان الصهيوني أن يعلم جيدًا أن كل مشاريعه ومخططاته بالإغراءات والسلام الاقتصادي لن تنجح مطلقًا، وأنّ ممارسات الاحتلال اليوميّة على كامل الأرض الفلسطينيّة لا يمكن للفصائل الفلسطينيّة أن تبقى صامتة تجاهها وتقف موقف المتفرج"، مُشددًا على أنّ "التصعيد قادم بمختلف أشكاله بما في ذلك الخيار العسكري حتى يدفع الاحتلال ثمن ممارساته الإرهابيّة ضد أبناء شعبنا، والفصائل تتدارس السبل والوسائل التي سنعمل من خلالها لتطبيق التصعيد الشامل في الفترة القادمة".

وأردف الطاهر : "قناعة شعبنا وقوى المقاومة بأنّه لا خيار لانتزاع حقوقنا سوى المقاومة وما دون ذلك مضيعة للوقت"، وحول الوحدة الوطنية، بيّن الطاهر أنّه "لا يمكن بناء وحدة فلسطينيّة حقيقيّة بناء على ما يُسمى "الشرعية الدولية" التي خذلت شعبنا على مر التاريخ، وخاصّة وأنّ شعبنا يذبح اليوم من الوريد إلى الوريد في ظل أنّ التطبيع العربي وصل إلى حد توقيع الاتفاقات العسكريّة مع كيان الاحتلال".

وبالعودة إلى التصعيد المحتمل، لفت الطاهر إلى أنّه "سيكون من غزة والضفة والقدس والداخل المحتل وكل مواقع اللجوء والشتات لرفض الوضع الراهن، وهذا في ظل أنّ كيان الاحتلال يستمر في التهام الأرض وشعبنا وصل إلى قناعة بأنّ التصعيد هو الحل"، خاتمًا حديثه بالتأكيد على أنّ "العودة لمربع التهدئة والحديث عن إدخال أموال وتسويات هو فقط لتهدئة الحالة الفلسطينيّة ومنع الانفجار".

هذا ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي مؤمن مقداد أن إجراءات رفع حالة  التأهب في الضفة الغربية يشكل ضغط على السكان الفلسطينيين، من خلال استغراق وقت أكبر عند المرور من الحواجز.

ويعتقد مقداد أن نجاح العمليات جعل الاحتلال الإسرائيلي يقرر رفع حالة التأهب، من خلال تعدد الحواجز على طرق الضفة الغربية، زيادة التفتيش، وتكثيف قوات الاحتلال الإسرائيلي في بعض المناطق، ووضع مكعبات اسمنتية، وحواجز إضافية لتحييد عمليات الدهس، وخطوات أخرى تتعلق بجهاز الشاباك والرصد والمراقبة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أنه من خلال مراقبة الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ستزيد عدد الاعتقالات اليومية، تحت غطاء الاشتباه بنية القيام بعملية ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن الشباب الفلسطيني متأهب دائماً وينشر مواداً تحفيزية عبر المنصات الإعلامية.

وبحسب المختص في الشأن الاسرائيلي فإن قرار التأهب الذي صدر بالأمس من وزير الجيش في الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، يأتي بعد أن تم تقديم دراسة عن ازدياد عمليات الدعس والطعن وإطلاق نار في الفترة الأخيرة، كان آخرها عملية الشهيد فادي أبو شخيدم.

وأعلنت مصادر إعلامية إسرائيلية أن جيش الاحتلال رفع حالة التأهب في الضفة خشية موجة عمليات، من المحتمل أن ينفذها الفلسطينيين.

وكانت قد كشفت مصادر خاصة لقناة "الميادين" الفضائية، يوم الإثنين، بأن المصريين لم يتجاوبوا مع الورقة التي قدّمتها حماس للقاهرة مؤخراً، وبأن هناك تأخير متعمد في تنفيذ عملية الإعمار.

وأكّدت للقناة التي تبث من بيروت أن "المصريين يماطلون بدون أسباب في تنفيذ تعهداتهم تجاه قطاع غزة، وأن حماس والفصائل وضعت سقفاً حتى نهاية العام الجاري، وستبدأ التصعيد خلال الأسبوع المقبل"، مشيرة إلى اتفاق فصائلي على الضغط والتصعيد المتدرج مع الاحتلال للإسراع في عملية الإعمار.

وبحسب المصادر، رفضت مصر سفر وفد قيادي كبير من حركة حماس كان مقرراً خروجه نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي للقاهرة.

وفي السياق نفسه، قالت مصادر مطّلعة للقناة قبل أيام إن "حركة  حماس سلّمت القيادة المصرية ورقةً سياسيةً متكاملةً لمستقبل العمل الفلسطيني"، تتضمن رؤية الحركة لأهم القضايا الداخلية والخارجية.

وفي 6 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، زار وفد من حركة "حماس" العاصمة المصرية القاهرة، والتقى وزير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل.

كما كشف مصدر في الحركة عن وجود "تقدم في المباحثات مع الجانب المصري بشأن تثبيت وقف إطلاق النار في غزة". وأضاف المصدر أنه "لا حديث مع المصريين حول هدنة طويلة الأمد، بل تثبيت لوقف إطلاق النار فقط".

وكان قد أفاد مصدر قيادي في حركة حماس لقناة "الجزيرة" الفضائية بأن الحركة تدرس خيارات التصعيد مع إسرائيل في ظل حصار غزة وتباطؤ إعادة الإعمار.

وقال المصدر إن "الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى واستهداف الأسرى سيفجران الأوضاع مجددا."

وتابع "لن نسمح باستمرار الوضع الحالي، والمرحلة القادمة ستثبت مصداقية ما نقول".

وأضاف المصدر القيادي "نعبر عن استيائنا الشديد من سلوك الوسيط المصري وتلكئه إزاء وعوده تجاه غزة"، مشيرا إلى أن "مصر لم تلتزم بما تعهدت به لحماس وفصائل المقاومة من إعادة الإعمار والتخفيف عن غزة".

كما أوضح أن مصر "تواصل التنغيص على المسافرين الفلسطينيين إلى قطاع غزة"، متهما إياها بمنع الآلاف من السفر من القطاع دون مبرر.

وقال المصدر القيادي في حماس لقناة "الجزيرة" التي تبث من الدوحة إن سلوك مصر يعتبر تخليا عن تعهدها بإلزام إسرائيل مقابل التزام المقاومة بالتهدئة.
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - دمشق - غزة