متحدثون يدعون في ختام "أسبوع العودة" إلى إعادة الزخم للقرار الأممي 194

عقد مركز العودة الفلسطيني، الندوة الرابعة من فعاليات "أسبوع العودة السنوي الثاني"، ناقش خلالهادعا متحدثون في ختام فعاليات أسبوع العودة، الذي يعقده مركز العودة الفلسطيني في لندن للعام الثاني على التوالي، إلى إعادة الزخم لقرار الأمم المتحدة 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.

وانعقدت ندوة خامسة وأخيرة ضمن فعاليات "أسبوع العودة" تحت عنوان "73 عامًا من قرار الأمم المتحدة رقم 194"، وأدارتها ميكايلا رافيرتي وهي ناشطة مقيمة في إيرلندا تكرس جهودها للدفاع عن الحقوق الفلسطينية.

قرار مركزي

وفي أولى المداخلات، شدد ميكو بيلد-ناشط يدعو إلى إنهاء الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، على أن حق العودة قانوني مقدس للاجئين ولا يجب التفاوض حوله تحت أي ظرف أو شرط.

ونبه بيلد إلى أن القرار 194 بالغ الأهمية وأهم قرار مرر لصالح اللاجئين الفلسطينيين في الأمم المتحدة.

وتابع: لا بد أن نضعه في مقدمة الخطاب الفلسطيني ويكون مركزيا في الحوار حول القضية الفلسطينية ويجب أن يدفع به أمام المسؤولين وصناع القرار.

ولفت بيلد الانتباه إلى أنه إذا لم يطالب الفلسطينيون باستمرار في تطبيق القرار 194 فإنهم لن يستطيعوا تفعيله وسيصبح أمرا صعبا.

وأكد وجوب تنوير الأجيال الفلسطينية بأن تاريخ بلادهم كان حافلا وراقيا ونابضا بالحياة قبل أن تحدث عمليات التدمير والطمس للقرى الفلسطينية وتهجير سكانها عام 1948

وفي 11/12/1948 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 194 والذي جاء في الفقرة 11 منه بأن الجمعية العامة "تقرر وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقاً لمبادئ القانون الدولي والعدالة، بحيث يعوّض عن ذلك الفقدان أو الخسارة أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة.

ويدعو القرار إلى تطبيق حق العودة كجزء أساسي وأصيل من القانون الدولي، ويؤكد على وجوب السماح للراغبين من اللاجئين في العودة إلى ديارهم الأصلية، والخيار هنا يعود إلى صاحب الحق في أن يعود وليس لغيره أن يقرر نيابة عنه أو يمنعه، وإذا منع من العودة بالقوة، فهذا يعتبر عملًا عدوانيًا.

من جانبه، قدم تيري ريمبل-عالم مقيم في كندا كان عضوًا مؤسسًا لمنظمة مركز بديل لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين الفلسطينية سردا الفجوات القانونية بين المبدأ والممارسة عندما يتعلق الأمر بحق العودة.

وناقش ريمبل تلاعب عدد من الحكومات الغربية بالقرار 194 في محاولة لحرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقهم غير القابل للتصرف في العودة.

الجيل الجديد لن ينسى

بدوره، شدد الدكتور سلمان أبو ستة-المؤرخ والباحث الفلسطيني البارز ومن أبرز المدافعين عن حق العودة، على أن منع حق العودة للاجئين الفلسطينيين يعد جريمة بحد ذاته، مضيفا أنه لا يجب أن تستمر النكبة كصفحة سوداء في تاريخ البشرية.

وأكد أبو ستة، أن الجيل الجديد من الفلسطينيين لن ينسى حق العودة والدليل على ذلك تحركاتهم في حي الشيخ جراح واللد وحيفا وفي أصقاع الأرض.

ونبه إلى أن كثير من اليهود حول العالم باتوا يسألون عن حق العودة وكيف يمكن تطبيقه، حيث باتوا يدركون أنه تم تضليلهم لفترة طويلة.

ولفت الانتباه إلى أن اللاجئين الفلسطينيين يمكنهم العودة بواقعية إلى وطنهم دون تهجير اليهود، مستندا بذلك إلى دراسات أثبتت تواجد أعداد قليلة من المستوطنين في 246 مكانا بينما معظمهم يعيشون في 50 موقعا داخل أراضي الـ48، أي أقل من 5 في المائة من المزاعم الإسرائيلية بتواجدهم في 924 مكانا.

وقال إن فلسطين في قلب وبال كل فلسطيني، وغزة هي المحتوى الذي منه ينطلق حق العودة للاجئين، ومليوني نسمة من سكانه يعيشون في مناطق تبعد عن ديارهم الأصلية ساعات قليلة.

وأضاف المؤرخ أبو ستة، أن الصهيونية يجب أن تنتهي بكل حروبها وعدوانها واحتلالها.

فعالية سنوية

يشار إلى أن أسبوع العودة هي فعالية سنوية أطلقها مركز العودة الفلسطيني لأول مرة عام 2020 وتهدف إلى إحياء الذكرى السنوية لقرار حق العودة الفلسطيني رقم 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة (11 ديسمبر 1948)، وكذلك ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (10 ديسمبر 1948) بالإضافة إلى ذكرى تأسيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا (8 ديسمبر 1949).

ويستضيف "أسبوع العودة" أكاديميين ومفكرين ومؤرخين ونشطاء وفنانين من اللاجئين الفلسطينيين وجنسيات عربية وأجنبية أخرى، وانعقد هذا العام ضمن خمس ندوات على مدار 5 أيام.

وتخلل هذا الأسبوع افتتاح معرض فني العاصمة البريطانية لندن، بمشاركة 11 فنانًا وفنانة من فلسطين وأوروبا، استمر من 2 إلى 12 ديسمبر.

وبرزت في المعرض لوحات فنانين فلسطينيين تجسد عزيمة الفلسطينيين واتصالهم بأرضهم، وتركّز بشكل أكبر على واقع اللاجئين وغربتهم الممتدة عبر أجيال، وحلمهم بالعودة إلى ديارهم.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - لندن