- بقلم: المتوكل طه
***
إذا ما حاولنا ربطَ الذات الثقافية بالذات الوطنية؛ فإن علماء الأنثروبولوجيا، ودارسي علم الاجتماع والأدب، والمهتمين بالسلوك الجَمْعي، وعلم النفس الاجتماعي، على اختلاف خلفيّاتهم الاجتماعية وانتماءاتهم الأيديولوجية، يوافقون على حدٍّ أدنى من تعريف الثقافة والعلاقة بين الثقافة والشخصية الفردية أو/ والشخصية الوطنية أو القومية. فالثقافة بالتعريف المقبول عامةً هي النظام المركّب من أنظمة أصغر منه تشمل كلّ مخلّفات ومنجزات جماعة أو شعب من الشعوب، خلال فترة زمنية معقولة، بحيث يندرج تحت هذه الأنظمة كل ما هو مسجّل أو يمكن روايته بالكلمة المرسومة (المكتوبة أو المحفورة) أو المصوَّتة (الرواية) والرموز والأشياء والأحداث والمخترعات. وعلى ذلك فكل أشكال الأدب والفنون التشكيلية والعلوم والتكنولوجيا تدخل تحت هذا التعريف.
هذه الثقافة تكون، وبفعل ميكانيزمات المكان والزمان والتفاعل مع البيئة الزمكانية، قد أحدثت سِماتٍ تميّزها عن غيرها من الثقافات المشابهة (العربية) أو المختلفة (الغربية والإسرائيلية). وبسبب هذه الصفات المتميزة والمميزة ارتبطت الثقافة الوطنية بالشخصية الوطنية، بمعنى أن الثقافة الوطنية تشكّل روح وضمير الشعب الذي أبدع هذه الثقافة، وأن الثقافة الرسمية (التربية والتعليم والإعلام والتنشئة الاجتماعية في الأسرة) وغير الرسمية (الفلكلور والشفاهيات والإبداعات اليدوية والتشكيل) تنقل من جيل إلى الجيل الذي يليه بواسطة أنظمة الاتصال المعروفة كالمدرسة والأُسرة والإعلام في أبسط صورها وحتى أكثرها تعقيداً، فتنتج الشخصية الفردية، وفي نفس الوقت، تنتقل الشخصية الوطنية بسماتها عبر الأجيال.
على أساس هذه الحقائق فإن الثقافة الوطنية الفلسطينية قد تشكّلت عبر الزمان والمكان المُحدّدين، واتسمت بسماتٍ خاصة مميزّة لها عن الثقافة العربية، رغم أنها مشتركةٌ معها، ولكنها مغتربةٌ عنها، وعن الثقافات الأخرى، خاصة الغربية ومنها الثقافة الإسرائيلية الهجينة.
والثقافة الفلسطينية مرتبطةٌ بالشخصية الوطنية الفلسطينية على المستوى الجمعي والإنسان الفلسطيني كفرد.
إنّ السلطات الإسرائيلية، وعن طريق فلاسفة الصهيونية ومفكّريها يعرفون هذه العلاقة جيداً، ولذلك فهم يخططون، وقد فعلوا ذلك منذ القديم (مئة سنة وأكثر..) على تهديم الذات الوطنية الفلسطينية وإحلال الذات الإسرائيلية محلّها. ومن الطبيعي بالنسبة لهم أن يكون تهديم الثقافة الوطنية هو الهمّ الأول، لأن الثقافة الوطنية الفلسطينية هي روح وضمير الشعب الفلسطيني، وما دام الهدف هو إنكار الوجود الفعلي والرمزي للشعب الفلسطيني فإن تهديم الذات الثقافية (تفريغ الهوية الوطنية من روحها وضميرها)، والهجمة على الثقافة الوطنية تتخذ أشكالاً عدّة مثل:
إنكار الوجود المادي للشعب الفلسطيني (الديموغرافيا)
سحب الأرض ومصادرتها (المكان – الوطن)
تشويه وتهديم الثقافة الوطنية (الزمان – التاريخ)
الممارسات ضد الرقص الفلسطيني، والفن التشكيلي، والصحافة، والفلكلور، والمطابع، والمدارس، ودور النشر، على أشكال غاية في التعقيد.
ادّعاء عناصر كثيرة وكأنها إسرائيلية، كالرقص والملابس والغناء، وتقديمه على أنه فن إسرائيلي، وحتى ألوان الطعام والشراب وبعض العادات والتقاليد في الأفراح والأتراح (الاستلاب الثقافي).
استطاعت السلطات الاحتلالية أن تشوّه في نظر الرأي العام العالمي هذه الهويّة وهذه الثقافة عبر هذه الطريقة، ولكنها في الوقت نفسه أحدثت ردَّ فعلٍ إيجابيّاً من جانب الشعب الفلسطيني الذي فَهِمَ ذلك على أنه ضمن تجربة التحدي، فانعكست نشاطات الفلسطينيين تحت الاحتلال وفوقه في أشكال، منها:
1-حفظ التراث وتعميقه وجمعه وإعادة تسجيله وتحليله ونشره في مجلات الفلكلور والأدب والمسرح والتشكيل والفنون الحركية والعادات والتقاليد، والقصد حمايته (الوعي بالذات الثقافية).
2-الحملات الواعية ضد سرقة الثقافة، والتأكيد على أن هذه الفنون والآداب وعادات اللباس والطعام هي فلسطينية المنشأ والمصدر، وبالتالي فإن تأكيدها كإنجاز فلسطيني هو الردّ على سرقتها وتشويهها من قبل السلطات الإسرائيلية المحتلة.
3-إغناء هذا التراث ومتابعة الإبداع فيه رغم الظروف الصعبة التي يخلقها الاحتلال، ويقدم الفلسطينيون (الأدباء، والشعراء، والصحفيون، والمغنّون، والفنانون التشكيليون، والمسرحيون، والمعلّمون) التضحيات من حبسٍ، ونفي، وتعذيب، في سبيل تأكيد هذا الهدف النبيل المرتبط بحفظ التراث والثقافة وإغنائهما وتطويرهما.
وهناك من يقول إن الثقافة الفلسطينية، ثقافة عربية، وذلك صحيح.. لكن للثقافة الفلسطينية خصوصية التجربة السياسية المباشرة (ممارسة التحدي)، وهنا تحكم العلاقة الفلسطينية العربية ظاهرة اغتراب أساسية. فالكتب والنشرات والإنتاج الثقافي الفلسطيني ليس عربياً تماماً، لأنه مطاردٌ في الوطن العربي، بسبب اغترابه عن الثقافة العربية الأم.
وللثقافة الوطنية الفلسطينية ثلاثة مستويات:
مستوى الإدراك (العلوم والمعارف والقصص والخرافات والأساطير التي تفسّر علاقة الفلسطيني بالكون العام والبيئة الخاصة)
مستوى الوجدان (الشعر والأدب وأنواع الفنون)
مستوى السلوك (الإدارة والأعمال السياسية والمقاومة وأشكال العادات والتقاليد)
هذه المستويات الثلاثة تنعكس في مستويات الشخصية الفردية والوطنية، وبما أن هذه المستويات هي نفسها مستويات الضمير وأساس الذات، فإن الممارسات الفلسطينية السياسية وأعمال المقاومة والتي تجمعها ظاهرتا الاغتراب (علاقة الثقافة الفلسطينية بالثقافة العربية الأم) والتحدي (المقاومة التي تبديها الذات الفلسطينية لممارسات الاحتلال حفاظاً على نفسها ضد السلب والضياع).
.. بعد هذا التحليل النظري، نستطيع أن نفهم كيف ولماذا وإلى أي مدى تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلية طمس الثقافة الوطنية الفلسطينية، وإلى أيّ مدى يجب على حرّاس وحماة الثقافة الوطنية الفلسطينية أن يكرّسوا وجودهم لحماية هذه الثقافة، وتطويرها، وربطها دائماً بالسلوك السياسي المقاوم.
وإذا اتفقنا على مصطلح الثقافة الوطنية، فمن الطبيعي توقُّع هذه الهجمة. فالثقافة الوطنية تعني تطوير الوعي الوطني وتنمية القدرات الثقافية، والأكاديمية، والأدبية الفلسطينية، وتسجيل النمو الحضاري داخل الوطن وخارجه، ورصد تفاعلات التغيير الاجتماعي وتجذير الهوية الوطنية، وخلق جيلٍ فلسطيني جديد يتلقّى تربية منفتحة، عملية، وقادرة على المواجهة مع الخارج من جهة، وعلى النقد مع الداخل من جهة أخرى. ومن شأن هذه العملية المتكاملة رفع مستوى التحدي الوطني، ونفي أيّ إمكانية لشطب الشعب الفلسطيني، أو إعادة فرض الوصاية العربية وغير العربية عليه.
ولن تغيب عنّا حتمية جدلية القمع، حيث إن ضراوة الهجمة وشراسة العنف الموجّهتين ضد الثقافة الوطنية الفلسطينية تشكّلان، بالضرورة، أحد عوامل النهوض بهذه الثقافة وتمتينها وشموليتها. فالسياسة تخلق ثقافة رخوة، فيما يخلق الصراع ثقافة متينة ومقاومة وعصيّة على الكسر والتفكّك.
.. يقودنا هذا إلى حقيقة أهمية كلّ مؤسسة فكرية وثقافية وصحافية وأكاديمية وفنية، ولكن هذه المؤسسات تفقد تلك الأهمية في حالة كونها نسخاً ومشتقّات هزيلة لمثيلاتها في المنطقة العربية، حيث لا تعدو كونها مؤسسات لتفريخ وإعادة إنتاج القمع والتربية الخانعة. من هنا فمطلبنا مبنيٌّ في جزء كبير منه على بنية هذه المؤسسات وعلاقتها ونسيجها الداخلي.
مسارب الهجمة:
تتَّجِه الهجمة الإسرائيلية على الثقافة الفلسطينية بكافة أشكالها، في ثلاثة مسارب رئيسية هي:
في المجتمع الإسرائيلي، حيث تحاول قدر المستطاع عدم وصول هذه الثقافة إلى المجتمع الإسرائيلي، وتعمل سلطات الاحتلال على إشاعة روح العداء والاستعلاء تجاهها.
في المجتمع الفلسطيني، حيث تخلق السلطات الاحتلالية ظروفاً مادية ونفسية سيئة تجعل من الصعب للغاية الإبداع في ظلّها، كما تجعل الثقافة شيئاً ثانوياً في ظل الصراع من أجل لقمة العيش، وتعطي السلطات لنفسها حقوقاً عجيبة لاضطهاد الشعب الفلسطيني بحجة الأمن، فتمنع وتصادر وتغلق وتطرد وتسجن وتعذب وتقتل.. وهي مرتاحة الضمير.
في المجتمع الدولي، حيث تعمل سلطات الاحتلال جاهدةً على إثارة عداء المجتمعات الغربية تجاه الثقافة الإسلامية بصورة عامة، والثقافة العربية والفلسطينية بصورة خاصة، متهمة إيّاها بالإرهاب والرجعية ومعاداة المرأة ومعاداة الانفتاح.
وفي حال عدم تمكّن هذه السلطات من طمس ظاهرة معينة في الثقافة الوطنية الفلسطينية فإنّها تنكر نسَبَها.. فمثلاً: من المستحيل على مؤسّسات ثقافية رسمية أن تعترف بوجود فنٍ فلسطينيٍّ، فتسمّيه في العادة : فن عربي من "يهودا والسامرة"، أو من الضفة والقطاع في أحسن الأحوال. وأخيراً فإن السلاح الأخير يكون في العادة تزوير نَسَب هذه الظاهرة، فمثلاً تقول: "تطريز عرابيسك"، وبعد ذلك تطريز من البلاد.. ومن ثم تلبسه مضيفات الطيران الإسرائيلي في شركة "إل عال".
والظاهرة العجيبة أننا نرى الأحزاب الإسرائيلية السياسية تتحدث كثيراً عن شعب فلسطيني، بينما نرى أن المؤسسات الثقافية الرسمية، والتي من المفروض أن تكون إلى اليسار من هذه الأحزاب، تنكر باستماتة وجود ثقافة فلسطينية.
وإذا بحثنا عن سبب هذه الظاهرة غير العلمية في المؤسسات الإسرائيلية الثقافية المذكورة لوجدنا عدّة أسباب، أهمّها:
أولاً: اعتمدت الدعاية الصهيونية، ومنذ بدايتها، على كذبة كبيرة تقول إن الشعب اليهودي يعود إلى أرض الميعاد الخالية من الناس، ما عدا بعض البدو الرحَّل، وأيّ إشارة أو دليل لوجود حضارة وثقافة لهذا الشعب تنسف هذه الكذبة من أساسها.
ثانياً: إنّ وجود ثقافة فلسطينية تعني وجود شعب وراء هذه الثقافة، والشعوب في العرف الدولي يجب أن يكون لها حقوقٌ معينة، وعلى رأسها حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.
ثالثاً: إن وجود ثقافة فلسطينية متميزة تلغي صفة الإرهاب والتخلّف عن هذا الشعب، ممّا يكسبه تأييد ومساندة وتضامن شعوب العالم معه.
كما إن الجهات التقدمية الأجنبية التي تحاول التعامل مع الثقافة الفلسطينية، وليس دعمها، تواجه حملة دعائية وقمعية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تشابه حملات القمع تجاه المؤسسات الفلسطينية.
الثقافة تعبير عن وجود:
وإذا نظرنا إلى جوهر المشكلة الفلسطينية، فإننا نجد تفسيراً بسيطاً وواضحاً للسؤال الذي يقول "لماذا الهجمة على الثقافة الوطنية؟" وقد نجيب عن السؤال من خلال إثارة سؤال آخر: لماذا الهجمة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني منذ بداية القرن العشرين أو قبل ذلك؟
إنّ وجود ثقافة وطنية فلسطينية يعني أنّ هناك شعباً أنتج هذه الثقافة. ووجود شعب يعني بطلان المقولة التي روّجها الصهاينة، وفحواها أن فلسطين أرضٌ بلا شعبٍ لشعبٍ بلا أرض. وبالتالي فإن الهجمة على الثقافة الوطنية الفلسطينية ليست منفصلة عن محاولات إسرائيل الرامية إلى شطب وجود الشعب الفلسطيني من الأساس، وذلك باعتبار الثقافة الوطنية تعبيراً عن وجود هذا الشعب، وبعثاً لهويته الوطنية التي هي سلاحٌ آخر يُثْبِتُ زيفَ تلك المقولة.
وينبّهنا الروائي والكاتب السوري سومر شحادة إلى الزّيف الإسرائيلي، الذي اعتمد الآليات التي قام الإسرائيليون عبرها بتزييف التاريخ وتلفيقهِ، بما يخدم فكرة أنّهم "التاريخ"، وأنّهم آباؤه ومصادره الأولى. بالتالي، يصير وجودهم في فلسطين حتميّة تاريخية لا جدال فيها حتى بالنسبة للباحثين والمختصّين الغربيين، علاوة على الناس غير الاختصاصيين.. وذلك من خلال استعراضه لكتاب "تهويد المعرفة" للكاتب الكبير ممدوح عدوان، الذي يُظْهِر الانشغال بمعرفة الماضي أساسًا لتفسير الحاضر، ولفهم تلك المقولة الإسرائيلية بأنّهم "شعب بلا أرض لأرض بلا شعب". إذ يزعم الإسرائيليون أن لا وجود في تلك الأرض لأيّ تاريخ سوى اليهودي، والتوراة هي المرجعية الوحيدة للتاريخ المتعلّق بهذه المنطقة. ورأينا ممدوح عدوان، صاحب العقل النقدي الشجاع والتفكيكي، كيف رمى عبر كتابِهِ إلى حثّ العرب على بناء معرفة مقابلة، إذ إنّ كل معرفة، بصورة ما، تكتسب هوية حامل شعلتها وتنتصر لهُ وبهِ.
وتؤكد المفكّرة الروسية د.أولغا تشيتفيريكوفا على ما سبق بالقول: في البروتستانتية الراديكالية ذات التوجُّه الإنجيلي، داخل الولايات المتحدة الأمريكية، توجد منظومة دينية واسعة، ومنظّمة بشكل جيد من الناحية الأيديولوجية والنواحي الأخرى، تُسمَّى الصهيونية المسيحية، وهي تنطلق من أن العهد الممنوح من الربّ لإسرائيل لا يزال ساريَ المفعول، وأنّ وعد أرض الميعاد لبني إسرائيل ما زال قائماً! وانطلاقاً من ذلك فإن إسرائيل يجب أن تعود إلى الحدود التي كانت عليها أيام الملك داوود والملك سليمان، وعليه فالصهيونية المسيحية والصهيونية الإسرائيلية توأمان، والصهيونية المسيحية تنطلق من أنّ الأُمّة الإسرائيلية أبديّة، وكلّ أفعالها شرعية لأنها تستند للإرادة الإلهية.
والصهيونية المسيحية منتشرة في الولايات المتحدة فالرئيس ريغان وبوش الابن كانا صهيونيّين مسيحيّين، فنظرتهما الاجتماعية للعالم تنطلق من أن القيامة ستنطلق من القدس حيث ستتجلى هناك المواجهات بين الخير والشر. والخير والشر أمران يحددهما الرئيس الأمريكي.. والشرّ هنا هو الإسلام! وهنا ستكون المعركة النهائية. ونتيجةً لهذه المعركة سيعتنق من نجا من اليهود المسيحيةَ، وسيبدأون مع الأنجلوسكسون المسيحيين حياةً مزدهرةً لآلاف السنين في مملكة المسيح.
ولهذا فإنها قد خلصت إلى نتيجة مفادها أن العملية السلمية (بين العرب وإسرائيل) ليست سوى مسرحية، مهما فعلوا، فهو تبرير لوجود هذه العملية! وهذه ليست أخطاء بل استراتيجية، كما تؤمن المسيحية الصهيونية بأن القيامة ترتبط بتوحّد المسيحيين الغربيين وإسرائيل، هذا الأمر نراه فعلياً في الكاثوليكية، التي اعترفت بأن العهد القديم في الكتاب المقدّس لا يزال ساريَ المفعول، وأن اليهود هم الإخوة الكبار للمسيحيين، وأن كلاهما يسيران بدربين نحو هدفٍ واحدٍ، وتنتظرهما نهاية واحدة.
كما حصلت اليهودية من الكاثوليكية على اعترافات؛ بأن اليهود هم شعب الله المختار، وذلك باستخدام وترويج فكرة الهولوكوست (المحرقة). وقد نجحوا بربط الكاثوليكية بالنازية، وأنها مسؤولة عن هذا النظام وعن المحرقة، وأن على الكاثوليك طلب المغفرة والاعتراف بالمحافظة على الوعد لإسرائيل.
ويطالعنا كتاب آخر هو "السلطة الخامسة" للمبدع د. أحمد رفيق عوض، الذي يستعرض فيه بإسهاب كبير، التغيّرات التي لحقَتْ بالبُنَى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، جرّاء تغيُّر أدوات الاتصال، وتحوّلها إلى اتصالٍ رقميٍّ، ما فتح البابَ واسعاً، أمام الفرد والجماعة، لأسئلةٍ مُربكةٍ حول تعريفات الهوية الثقافية وحتى القومية. وهذا يشكّل تحدّياً آخر أمام المثقفين والإعلاميين وأصحاب المشاريع المتعلّقة بالهويات وصيانتها وتحصينها، أمام دَهْم وتعدّيات خطابات العولمة الجارفة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت