اقتحم مئات المستوطنين، مساء الخميس، بلدتي سيلة الظهر وبرقة شمال نابلس بعد تجمعهم بموقع مستوطنة "حومش" المخلاة.
وأفادت مصادر محلية أن مجموعات كبيرة من المستوطنين انطلقت من أمام مستوطنة "شافي شمرون" المقامة على أراضي المواطنين شمال غرب نابلس.
وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال أغلقت الطرق الثلاث الرابطة بين قرية برقة والشارع الواصل بين مدينتي جنين ونابلس بالسواتر الترابية.
وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية، وأعلنت الطريق الواصل بين بلدتي سيلة الظهر ودير شرف منطقة عسكرية مغلقة، بذريعة تأمين مسيرة للمستوطنين.
واندلعت مواجهات بين شبّان وقوات الاحتلال على مدخل قرية برقة، كما هاجم مستوطنون منزلا ومغسلة سيارات على مدخل قرية برقة شمال غرب نابلس.
وبيّنت المصادر أن مجموعة من المستوطنين هاجموا منزل المواطن جمال سيف، ومغسلة سيارات على مدخل القرية، وأن الأهالي تصدوا لهم.
وفي السياق ذاته، هاجمت مجموعات المستوطنين بالحجارة منازل على أطراف بلدة سيلة الظهر جنوب جنين.
ودعا أهالي قرية برقة وبلدة سيلة الظهر للتصدي لاعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال، وسط دعوة أهالي البلدات المجاورة للوقوف معهم في وجه الهجمة الاستيطانية المستعرة في المنطقة.
وجاءت المسيرة التي نظمها المستوطنون من مستوطنة "شافي شمرون" باتجاه مستوطنة "حومش"؛ لمنع إخلاء المستوطنة الأخيرة، في ظل دعوات فلسطينية للتصدي للمستوطنين.
ودعت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس إلى يوم غضب ونفير، للتصدي لاعتداءات المستوطنين الذي يحاولون فرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني.
وحثت اللجنة الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة في مسيرة ستنطلق صوب أراضي برقة شمال نابلس، ودعت إلى التواجد ردا على ما يسمى مسيرة الاستيطان.
ودانت عربدة المستوطنين وهمجيتهم، والتي استهدفت العديد من القرى والبلدات الفلسطينية، في نابلس وباقي محافظات الوطن، وشددت على ضرورة الوقوف في وجه المستوطنين في بلدة برقه.
ووجهت اللجنة نداء إلى كل الجماهير الفلسطينية من أجل النفير وإشعال الأرض تحت أقدام الغزاة.
وأفاد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس بأن مجموعة من المستوطنين هاجموا منزل المواطن جمال سيف، ومغسلة سيارات على مدخل القرية، وأن الأهالي تصدوا لهم
وذكرت قناة "كان" العبرية الرسمية ، مساء اليوم، بأن أعداد كبيرة من حافلات المستوطنين توافدت متوجهة لمستوطنة "حومش" شمال غرب نابلس، لتنظيم مسيرة .
و أكد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أن تنظيم آلاف المستوطنين لمسيرة بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية هي "رسالة واضحة بالتمسك بنهج اليمين المتطرف، الذي يشجع على العدوان ضد الشعب الفلسطيني".
وقال دغلس في مكالمة هاتفية مع وكالة (APA) أن مسيرة المستوطنين التي انطلقت بدعم من جيش الاحتلال الإسرائيلي هي "الأشرس" منذ سنوات، لوجود نية عدوانية لدى الاحتلال لإعادة بناء مستوطنة "حومش" المخلاة شمال غرب مدينة نابلس.
وأضاف أن حدوث الاشتباكات بين المستوطنين والشارع الفلسطيني خلال مسيرات المستوطنين أمر معتاد منذ 44 عاماً.
وكان الجيش الإسرائيلي، أقدم على إنشاء نقطة عسكرية على قمة مستوطنة "حومش" المخلاة عام 2005، والمقام عليها حاليًا ما يسمى بـ "بؤرة شوماش/ حومش" الاستيطانية والتي يوجد فيها مدرسة دينية يهودية يتواجد بها غالبية عظمى من نشطاء ما يعرف بـ "شبيبة التلال" اليمينية المتطرفة.
وأوضح أن المسيرة تأتي كرد فعل "إنتقامي" على العمليات الأخيرة التي نُفذت في الضفة الغربية خلال الأسابيع الماضية.
وقتل مستوطن إسرائيلي وأصيب اثنين آخرين بالقرب من مستوطنة "حومش" الأسبوع الماضي، خلال عملية إطلاق نار.
ويفسر دغلس تمسك إسرائيل بإقامة مسيرة للمستوطنين، بأنها محاولة استفزاز للشعب الفلسطيني، لإيصال رسالة بأن للمستوطنين حق في هذه الأرض الفلسطينية.
وأكد على أن الشارع الفلسطيني سيواجه هذه المسيرات بصدور عارية، لإيصال رسالة واضحة أنه متمسك بأرضه ولن يتنازل عنها بأي شكل من الأشكال.
وتأتي المسيرة بعد أيام من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي البدء بتغيير سياسة إطلاق النار في مناطق الضفة الغربية بصورة تتيح إطلاق النار تجاه كل من يرمي الحجارة والزجاجات الحارقة بعد المواجهات وخلال فرارهم.