-
اشرف صالح
الى الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس والداخل المحتل والشتات , الى الشعب الفلسطيني في سجون الإحتلال , كل عام وانتم بخير بمناسبة العام الميلادي الجديد , وأسأل الله أن يكون هذا العام عام الوحدة الوطنية بكل فروعها "وحدة مؤسسات الدولة , ووحدة الرواية الفلسطينية , ووحدة القرار السياسي , ووحدة المقاومة" وأهم من كل ذلك وحدة القلب الفلسطيني الذي توقف عن ضخ الدم الفلسطيني , وأصبح يضخ دماً هنا وهناك..
لقد قضينا عامنا الماضي وكل أعوامنا ونحن مكانك سر , فلا شك أننا دولة تحت الإحتلال ونجد عقبات في كل خطوة من الممكن أن نخطيها , ولكن المشكلة أنه لا يوجد خطوة من الأصل , فهناك حالة خمول سياسي غير مسبوق في تاريخ القضية الفلسطينية , ورغم أن هناك حراك دولي واضح تجاه القضية الفلسطينية , وتعاطف شعبي مستمر على المستوى العربي والدولي , وهناك تغيرات إقليمية كان من الممكن أن تحسب وتستغل لصالح قضيتنا , إلا أن كل هذا لا يجدي نفعاً طالما أن الخمول السياسي الفلسطيني قائماً , وهذا الخمول هو بالطبع تحت عنوان الإنقسام , فالإنقسام بحد ذاته أخطر من الإحتلال , ويبطل مفعول كل الحراك والتعاطف العربي والدولي وحتى المحلي , بمعنى أن المواطن الفلسطيني أصبح يائساً فاقداً للأمل ولا يثق بالفصائل ولا بالسياسيين ولا حتى بسلوك المقاومة , لصيبح كل همه الهجرة للخارج والبحث عن وطن بديل يجد فيه نفسه..
عام جديد ولا جديد , وليس هناك أمل بجديد طالما أن الإنقسام الفلسطيني قائماً بكل فروعه , وهنا تكمن المشكلة "بكل فروعه" فالإنقسام لم يعد بين فتح وحماس بما يخص مؤسسات الدولة ودمج الموظفين , إنما اصبح يشمل كل شيئ , فهناك إنقسام في طرح الرواية الفلسطينية عالمياً , وهناك إنقسام في العمل العسكري والسياسي , وهناك إنقسام في تمثيل هوية الدولة , وهناك إنقسام في الرواية الدينية , حتى وصل الإنقسام الى النسيج الإجتماعي بكل التفاصيل الحياتية , فأصبح المواطن الفلسطيني يمارس العنصرية بشكل يومي بسبب الإنقسام..
إن الأداء السياسي والعسكري والإقتصادي والإجتماعي الفلسطيني "صفر" والدليل على ذلك أن الإنجازات تقاس بالنتائج , فليس هناك أي نتائج للنجاح , فلا زالت الأرض مسلوبة , ولا زال الإنقسام قائماً , ولا زال المواطن الفلسطيني يبحث عن الهجرة , ورغم أن هناك من يعتبر أن مسمى دولة فلسطينية في المحافل الدولية ووجود سفارات وممثليات ومؤسسات وجوازات سفر , ووجود مكان لفلسطين في المحافل العربية والدولية يعتبر إنجاز دبلماسي يمثل إستقلالية الهوية الفلسطينية وأنا أوافقهم الرأي , ولكن هذا الإنجاز الدبلماسي قد يفقد قيمته عندما يفقد وجوده على الأرض , بمعنى أن الأرض الفلسطينية لا زالت مسلوبة بسبب وجود الإحتلال الفعلي , وبمعنى أن الأرض مقسمة بسبب وجود الإنقسام الفعلي , فأصبح الإحتلال الذي يسلب الارض بشكل يومي , والإنقسام الذي قسم الأرض منذ خمسة عشر عاماً , هما عوائق في وجة الإنجاز الوحيد الذي شعرنا به في تاريخ القضية الفلسطينية .
كاتب صحفي ومحلل سياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت