- كتب وليد العوض :
تابعت باهتمام شديد الازمة التي تمر بها جامعة بير زيت هذا الصرح الاكاديمي والوطني الشامخ الذي شكل مدرسة من العطاء والنقاء ومثلت الحركة الطلابية في الجامعة بقعة ضوء اتسعت وامتدت لكل مساحات الوطن ،وما من شك فإن التباينات والاختلافات سمة هامة تميزت بها منذ عقود جامعة بير زيت اضفت عليها حيوية ميزتها عن سواها من جامعات الوطن ، هذه السمة يجب ان تستمر وان يتم الحفاظ عليها ، لكن في الازمة الحالية التي تعيشها الجامعة يبدو ان اثار الحالة الفلسطينية السلبية امتدت لتؤثر على مستوى المتباينات وطريقة معالجتها في الجامعة ، خاصة فيما وصلت له من لغة تخاطب غريبة حملت كلمات واتهامات تشهير طالت احد قامات الجامعة د/ غسان الخطيب الشخصية التقدمية والوطنية الكبيرة ، وهو من عرف ساحات النضال والمطاردة والاعتقال كما ابناء شعبه والجبهة الوطنية عام ١٩٧٤، وأمضى بالسجن اربع سنوات.
غسان الخطيب عرف جامعة بيرزيت طالبًا على مقاعد الدراسة وانخرط بنشاط في الحركة الطلابية وبالتالي هو ابن الحركة الطلابية الذي يعرف اهمية وضرورة العمل النقابي كما للوطني في آن ، واصل مسيرته الوطنية قائداً تقدمياً وطنياً عمل في وفد المفاوضات مع دكتور حيدر عبد الشافي خلال المفاوضات واستقال حينما رأى ان المسار ينحرف ، كما عمل محاضرًا بالعلوم السياسية وشغل عدة مواقع رسمية واكاديمية ادارها بالحكمة والعقلانية والمسؤولية الوطنية التي شهد لها الجميع .
ازمة الجامعة وضرورة معالجتها وتوفير المناخات لعمل الكتل الطلابية كافة في المجالين النقابي والوطني أمر هام لا يجوز المساس به ، كما لا يجوز المساس والإساءة لشخصية الدكتور غسان الخطيب باستخدام بعض المفردات والمصطلحات غير اللائقة بحق أعضاء إدارة الجامعة وفي مقدمتهم الدكتور غسان .
وفي هذا السياق فانني سبق ودعوت الى ضرورة التحرك على اعلى مستوى من القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني من اجل معالجة ازمة الجامعة حرصاً على ابناءنا وبناتنا الطلبة كما حرصاً على هذه الجامعة الشامخة ودورها الاكاديمي والوطني ، ومكوناتها التي تحظى بكل حب واحترام
كل التضامن مع الدكتور غسان الخطيب واسرة الجامعة ، وكل الاحترام للكتل الطلابية كافة التي تسعى للحفاظ على ارث نقابي تميزت به بير زيت ، مع خالص التمنيات والرجاء بسرعة الخروج من هذه الازمة العابرة على قاعدة من المسؤولية الأكاديمية والوطنية التي ميزت الجامعة ، ومعاً وسوياً للحفاظ على جامعة بيرزيت صرحًا أكاديميًا ووطنيًا وديمقراطيًا ومنارة يعتز بها ابنائها كما كل شعبنا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت