صدر حديثًا كتاب "إعلام المواطنة" عن دار الجنان للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمَّان، لمؤلفيه البروفيسور ماجد سالم تربان أستاذ الإعلام بجامعة الأقصى في فلسطين والباحثة الإعلامية البحرينية الدكتورة بتول السيد مصطفى. ويتناول الكتاب تعريفًا موسعًا بالمواطنة ودور وسائل الإعلام التقليدي والجديد في تعزيز قيمها، لاسيما مع التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية التي أفضت إلى ظهور ما بات يُعرف بصحافة المواطن والمواطنة الرقمية.
ويتضمن الكتاب ثلاث دراسات مسحية، الأولى بعنوان "مدى وعي الجمهور العربي بالمواطنة الرقمية"، وهي تهدف بشكل رئيس إلى معرفة مدى وعي الجمهور العربي بالمواطنة الرقمية من ناحية مفهومها ومحاورها التسعة التي تتمثل في: الوصول الرقمي، التجارة الرقمية، الاتصالات الرقمية، محو الأمية الرقمية، اللياقة الرقمية، القوانين الرقمية، الحقوق والمسؤوليات الرقمية، الصحة والسلامة الرقمية، والأمن الرقمي. وبناء على نتائج المسح الذي أجري على عينة مُتاحة مكونة من 1071 مفردة مُمثلة للجمهور العربي في 21 دولة عربية، أوصت الدراسة بضرورة تدشين حملات إعلامية للتعريف والتوعية بالمواطنة الرقمية في الدول العربية، فضلًا عن إدراج المواطنة الرقمية ضمن المناهج التعليمية في المدارس والجامعات.
وتهدف الدراسة الثانية التي هي بعنوان "دور شبكات التواصل الاجتماعي في تدعيم قيم المواطنة" إلى التعرف على دور شبكات التواصل الاجتماعي في تدعيم قيم المواطنة لدى طلبة الجامعات الفلسطينية، وأبرزها المشاركة المجتمعية والديمقراطية والانتماء الوطني، ورصد أهم المعوقات والمشكلات التي تواجهها هذه الشبكات وتَحد من فاعليتها في تدعيم قيم المواطنة. وقد شمل المسح عينة من نشطاء التواصل الاجتماعي من طلاب الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة مقدارها 355 مفردة.
أما الدراسة الثالثة بعنوان "دور صحافة المواطن في تعزيز ثقافة التغيير السياسي والاجتماعي" التي أجريت على عينة حصصية مقدارها 192 طالبًا جامعيًا فلسطينيًا، فتهدف إلى معرفة دور وسائل صحافة المواطن في تعزيز ثقافة التغيير السياسي والاجتماعي لدى الشباب الجامعي الفلسطيني من خلال رصد طبيعة ودوافع استخدامهم لها، ومدى تعزيزها لثقافة التغيير السياسي والاجتماعي لديهم، وأبرز الموضوعات التي تُناقش عبرها.
وقد أوصت هاتان الدراستان بضرورة قيام الجهات المُختصة بوضع خطة إستراتيجية لنشر قيم المواطنة الإيجابية في المجتمع الفلسطيني، وبضرورة احترام القائمين على وسائل التواصل الاجتماعي لخصوصية بيانات المشتركين، واحترام خصوصية المجتمعات العربية. كما تم التشديد على أهمية رفع كفاءة الإنترنت وخدماتها المختلفة، وزيادة سرعتها، وتكثيف الدورات التدريبية والتعليمية للشباب الجامعي، واستغلال هذه الوسائل بصورة إيجابية تخدم أهدافهم وتعزز دورهم في المجتمع.