نظرة على الواقع الحقيقي للمقدسيين بعيدا عن ما يبثه السياسيون

بقلم: ميساء ابو غنام

ميساء ابو غنام

لا يكثرون للقيادة الفلسطينية ولا العربية واصبحوا أكثر وعيا بحاضرهم ومستقبلهم .....
وعي الجيل الجيد بقضيته وإيمانه بقدراته  جعلت منه الان  لاعبا ومحركا محوريا في قضية القدس وأصبح اعتماده على الأطراف الخارجية والفلسطينية جزءا من اللامبالاة في نهجهم  وفي نظرتهم لمدينتهم .....
نظرة  على الواقع الحقيقي للمقدسيين  بعيدا عن  ما يبثه السياسيون

  • ميساء ابو غنام

 غيرت مواقع التواصل الاجتماعي من وعي العرب لواقع الفلسطينين داخل فلسطين ....هذه المواقع التي أصبحت منبرا نطرح فيها الحقيقة التي نعتاشها بعيدا عن الصورة النمطية التي سعت إليها منظمة التحرير. الفلسطينية سابقا والسلطة الفلسطينية حاليا .....
الواقع الذي كانو يطرحونه في اتجاه واحد وهو جمع الأموال والمساعدات باسم فلسطين والقدس على اعتبار أننا شعب ننزح تحت الاحتلال ونفتقد مقومات الحياة الأساسية من  مأكل ومشرب ومسكن وكأننا فعلا نعتاش داخل  خيام اللجوء واستغلال قضية القدس لجمع المزيد والمزيد من الأموال على ظهر سكانها .....
الحقيقة التي يرفضها البعض ويرفضون  الاعتراف بها على الملأ ويتم تخوين كل من يتحدث عنها بوضوح وصراحة أننا لسنا جياع ولا نعيش في خيام ولا نتلقى مساعدات من أي جهة كانت ....
لا أعني بذلك أن لا أحد بتلقى ولكن من يتلقى أما أنا يكون  عضوا فاعلا في  الفصائل الفلسطينية أو مفروزا  على السلطة أو كادرا في فتح أو منتفع لاي سبب كان ......أما باقي الشعب لا يتلقى اي شيئ من هذه المساعدات .....
دعوني هنا اتحدث عن المقدسيين والتي أنا جزء منهم ...
نحن المقدسيون وعددنا 350 الف نسمة .....نحمل الهوية الإسرائيلية ...نعيش في القدس الشرقية والبعض نزح إلى منطقة الشمال مثل حيفا وطبريا وغيرها والبعض الآخر إلى الجنوب مثل ايلات وبئر السبع والبعض ييكن تل أبيب والرملة ووريشون ليستون غيرها .....
لا  نحضع للقانون الفلسطيني ولا نتحاكم في المحاكم الفلسطينية وفي حالة ارتكاب أي منا مخالفة جنائية في اراضي السلطة الفلسطينية تسلمنا السلطة الفلسطينية لإسرائيل ليتم محاكمتنا  في أراضيها ومحاكمها  .....
 وضعنا القانوني  في القدس   هو ما ينطبق على اي مواطن في اسرائيل من قوانين  العقوبات الجنائية  وقوانين الاحوال الشخصية والعمل وندفع الضرائب ونعمل ونغرم  ويتم الحجز على املاكنا وحساباتنا  البنكية   في حال لم تسدد حسب  ما يفرضه القانون على اي مواطن في اسرائيل.....
ناخذ حقوقنا من دولة إسرائيل حسب ما ينص عليه القانون لكل مواطن يحمل الهوية الإسرائيلية سواء يهودي ام عربي ....
تعطى الأم المقدسية ارقام هوية اسرائيلية إذا تزوجت من مواطن من الضفة الغربية بشرط أن تثبت سكنها داخل حدود إسرائيل....
سكان القدس الشرقية يعملون في اسرائيل في جميع القطاعات ما عدا قطاع الأمن ولا يسمح لهم بحمل سلاح مرخص الا فئات قليلة حسب عمله ......
يحصلون على حقوق التأمين الصحي والوطني من مؤسسة التأمين الوطني وهي أكبر مؤسسة في اسرائيل من حيث الدخل وتتبع الدولة ومهمتها إعطاء المواطنين حقوقهم خصوصا الفئات الضعيفة مثل الاطفال وكبار السن وذوي الإعاقة الأرامل والمطلقات  ومنح التعليم والبطالة وضمان الدخل  وغيرها ...
جميع الأجيال التي ولدت بعد العام 1967 في مدينة القدس لم تخضع في أي يوم لأي جهة  كانت على الرغم من وجود دور بسيط للأردن من خلال الأوقاف ويتمثل ذلك في دفع معاشات 1000 موظف لديها من قبل الاردن  بحكم كون  وصايتها   على المقدسات الإسلامية والمسيحية  ولها دور هامشي في التأثير على قضية القدس ووضعها القانوني مع إسرائيل على الرغم من وجود اتفاقية السلام الأردنية  الإسرائيلية......
ولكن مازالت الاردن تسمح المقدسيين ممن لا يحملون الجنسية الإسرائيلية من حيازة جواز السفر الاردني المؤقت ولكن بدون حقوق ....فقط للسفر وقد حصل عليه البعض ......
يتعلم المقدسيون في الجامعات والمعاهد  الإسرائيلية .... سابقا كانو يميلون أكثر  للتعلم في الجامعات الفلسطينية ولكن بسبب الحواجز العسكرية بين الضفة الغربية والقدس وبسبب قناعتهم اليوم أن خريجي الجامعات الإسرائيلية لهم الحظ الأوفر في الحصول على الوظائف في اسرائيل أصبح المقدسيون يميلون لتكريس حقوقهم داخل هذه الدولة والحصول  على اكبر فائدة فيها سواء على صعيد المهن والمناصب ومستوى أعلى من حيث المعيشة والحقوق ......
اليوم يتبوأ المقدسيون أعلى المناصب في القطاع الصحي في اسرائيل وخصوصا في مستشفيات القدس وفي نجمة داود الحمراء (مادا) التي امتلأت بالاطباء المقدسيون وبأعمار صغيرة وتفوقو على الأطباء اليهود في امتحانات إجازة الطب والذي تقوم به وزارة الصحة الإسرائيلية لإعطاء رخصة طبيب ...وتفضل قطاعات الصحة الإسرائيلية من توظيف أطباء وممرضين من العرب من ذوي الكفاءة لأنهم يتحدثون اللغة العبرية مع العربية والإنجليزية وهذا يساعدهم في تسهيل مهمة التعامل مع جميع المرضى في الدولة .....
ايضا في قطاع التكنولوجيا  .....اظهر المقدسيون  قدرات عالية جدا في شركات الهايتك الإسرائيلية واليوم يتفوقون في مجال تصميم التطبيقات والبرامج الأمنية والتعليمية والطبية وغيرها .....
بالإضافة إلى قطاع التعليم والقانون والمحاماة والعمل في المراكز الجماهيرية والبلدية والهندسة والمقاولات  وفي جميع القطاعات بحيث نستطيع أن نقول أنهم قادرون على فرض نفسهم في هذه الدولة وليسو عبئا عليها أو مهمشين خاضعين مستكينين......
ما وصل إليه المقدسيون  ليس من صنع سياسة أحد أو من تبرعات أو مساعدات من أي جهة كانت وانما ثمرة جهد ووعي وصل إليه المقدسيون بحيث استطاعوا تحقيق ذاتهم بشفافية وجهد من الأهل والمجتمع الذي استطاع بشكل غير مباشر أن ينظم أولوياته وان يطور نفسه بما يتلاءم مع المرحلة السياسية التي فقد من خلالها هؤلاء السكان الثقة بالقيادة الفلسطينية بجميع فصائلها
 وايضا ثقتهم بالعرب وإيمانهم بقدرتهم على المشاركة الحقيقة لبناء مجتمعهم حتى لو كان داخل إسرائيل.....
وعي الجيل الجيد بقضيته وإيمانه بقدراته  جعلت منه الان  لاعبا ومحركا محوريا في قضية القدس وأصبح اعتماده على الأطراف الخارجية والفلسطينية جزءا من اللامبالاة في نهجهم  وفي نظرتهم لمدينتهم .....

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت