الشهيد القائد محمود الزطمة.. مهندس قسم الأول والعملية الأضخم في تاريخ الصراع

بقلم: ياسر صالح

image
  • ✍️ بقلم: أ. ياسر صالح
  • ???? وحدة الأرشفة والتوثيق في مؤسسة مهجة القدس

حينما تمر ذكرى عملية بيت ليد البطولية (الشارون) لا بد لنا أن نقف قليلًا أمام رجل خط بدمه وجهاده بصمة نوعية في ركب المقاومة الفلسطينية، الشهيد المهندس محمود الزطمة (أبو الحسن)، الذي أوجع الاحتلال بعمله وفكره، وذلك بتجهيزه أحزمة وحقائب الاستشهاديين المعدة للتفجير حيث كان الهدف الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح.

عاش المجاهد الزطمة كباقي أبناء شعبنا مرارة التهجير واللجوء حيث هجّرت أسرته من بلدة يبنا المحتلة عام 1948م إلى محافظة رفح ودرس في مدارسها، وبعد الانتهاء من دراسة الثانوية العامة بتفوق درس الهندسة الكهربائية في جمهورية مصر العربية، ثم عمل مهندسًا بعد تخرجه في الجزائر، وهناك التقى إخوانه في الجهاد الاسلامي وانتمى لهذه الحركة وشاركهم جلساتهم جلسات الإيمان والوعي والثورة، واستغل وجوده في الخارج لإتقان صناعة المتفجرات فأبدع في ذلك.

تزوج أبو الحسن من فتاة جزائرية وأنجب منها، ورغم ذلك لم تقف الدنيا في طريقه حينما طُلب منه التفرغ والعودة إلى فلسطين.

وبعد عودته التحق مجاهدنا بالجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي القوى الاسلامية المجاهدة قسم وكان له دورًا مميزًا في الجهاز العسكري لا سيما تصنيع الأحزمة الناسفة والحقائب المفخخة للكثير من العمليات الجهادية منها الإسعاف المفخخ عام 1993م، ونيتساريم 1994م، وبيت ليد وكفار دروم 1995م، وديزينغوف سنتر 1996م.

ونتيجةً للفعل المقاوم والثائر الذي أوجع الاحتلال آنذاك، أقدمت أجهزة أمن السلطة على اغتيال المجاهدين أيمن الرزاينة وعمار الأعرج عام 1996م، وكذلك اعتقال المجاهد المهندس محمود الزطمة، ورغم ما تعرض له المهندس من تعذيب ولفترة طويلة لم يتفوه بكلمة واحدة وظل صامدًا صابرًا قاهرًا لسجانيه، كما أنه حينما تعرض للتحقيق على أيدي CIA في سجون السلطة على خلفية مقتل يهودية أمريكية في عملية كفار دروم البطولية لم يحصلوا منه حتى على اسمه، وهذا بشهادة العشرات ممن كانوا في سجن السرايا آنذاك.

عانى شهيدنا المجاهد في سجون السلطة مرارة الاعتقال حتى اندلاع انتفاضة الأقصى، وحين منّ الله عليه بالحرية، باشر بمشاركة إخوانه في سرايا القدس مشوارهم الجهادي، وساهم في تطوير العمل العسكري، كما أشرف على بعض العمليات البطولية، حتى ارتقى شهيدًا بعملية اغتيال جبانة أقدم عليها الاحتلال المجرم بتاريخ 10/04/2003م.   

 رحمك الله يا أبا الحسن فقد عشت ندًا ولم تبحث عن زخرف الحياة ومتاعها.

22/01/2022

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت