- رامز مصطفى
- كاتب فلسطيني
هي الحقيقة المرّة في قول كيف يتساوى القتل والقاتل لقوى تحالف العدوان الصهيو سعودي ، في الاستدماء بحق الفلسطينيين واليمنيين والعرب . العصابات الصهيونية مارست القتل وارتكاب مجازرها ، بحق أبناء فلسطين قبل عام 1948 ، حيث لا زالت مجازر دير ياسين وكفر قاسم ونحالين وقبية وغيرها ، هي الاستمرار الطبيعي لِمَ يمارسه كيان الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين والعرب منذ قيامه باغتصاب أرض فلسطين عام 1948 .
والمحارق والمجازر التي أقدم عليها العدو الصهيوني ، بقصفه مدرسة بحر البقر للأطفال في مصر ، وفي صبرا وشاتيلا أثناء اجتياحه لبنان عام 1982 ، ذهّب ضحيتها العشرات من المدنيين الفللسطينيين واللبنانيين . لتستتبع بارتكابه مجازر في منطقة حمام الشط جنوب العاصمة التونسية في الأول من تشرين الأول عام 1985 ، وقانا الأولى في 8 نيسان 1989 ، ومجزرة قانا الثانية في تموز 2006 أثناء العدوان الصهيوني على لبنان .
وتلك المحارق التي ارتكبها في قطاع غزة في عام 2008 – 2009 و 2012 و2014 ، وليسس أخرها في في أيار 2021 خلال معركة " سيف القدس " التي خاضتها المقاومة والشعب الفلسطيني على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة ، بكل قدرة واقتدار لرد العدوان إلى نحر الكيان الصهيوني .
وعلى الأرض السورية تلك المجازر منذ 11 عاماً بالوكالة عن تحالف العدوان الأمريكي الصهيوني الرجعي ، والتي ترتكب ضد سورية ، الدولة والشعب والجيش والمقدرات .
وفي المقلب الأخر من المشهد الدامي والأكثر إليماً وحزناً تلك المحارق التي يرتكبها عليها تحالف العدوان السعودي ضد الشعب اليمني المقاوم منذ سبعة سنوات ، عندما بدأت طائرات هذا العدوان بقصفها الهمجي والبربري على المدن والمنشآت الحيوية بما فيها المطارات والمدارس والجامعات والمشافي والبنى التحتية في اليمن .
ومشهد الدمار المهول سرعان ما تعداه نحو ارتكاب المحارق والمجازر بحق المدنيين العزل إلاّ من إرادتهم وإيمانهم المطلق بحقهم بالسيادة الوطنية وتقرير مصيرهم بأيديهم . فسقط الآلاف من الأطفال والنساء والمسنين خلال تلك المحارق ، التي بلغت 700 مجزرة في أخر فصولها كانت في صعدة والحديدة ، حيث سقط أكثر من 210 من الشهداء والجرحى ، ناهينا عن الدمار الذي ألحقته طائرات العدوان السعودي الحاقد .
وفي استعراض لتلك المحارق المرتكبة منذ العام 2015 وحتى بداية العام الحالي 2022 ، فإن عشرات المدن والقرى والبلدات التي كانت الشاهد والشهيد على تلك محارق تحالف العدوان السعودي ، ومنها صنعاء ، وصعدة ، والحديدة ، ومأرب ، وشبوة ، ولحج ، والبيضاء ، وعمران ، وريمة ، وتعز ، وأب ، والجوف . حيث سقط 6810 شهيداً ، و 7900 جريحاً . المفارقة ومع التحولات التي رافقت مجريات أحداث ما سمي ب" الربيع العربي " ، قد قُلبت الكثير من المفاهيم ، في استبدالٍ خطير لثقافة عايشنها لعقود طويلة تمجد المقاومة ، وتعري الكيان وسياساته الإجرامية .
وتناصب الرجعيات العربية العداء ، وتكشف المستور منن علاقاتهم مع الكيان . فأصبحت تلك الثقافة اليوم دخلية ونفعية واسترزاق ليس إلاّ . فانقلبت أقلام وصفحات ورؤى ومراكز أبحاث ودراسات تمجد المُرتكب من تلك المحارق ، تحت عناوين باطلة ومزيفة حق الدفاع عن النفس في مواجهة القتيل والمُعتدى عليه . وليس أخره تلك الأبواق التي تنعق كالغربان فوق فريستها ، منددين بما قام به الجيش اليمني واللجان الشعبية من رد للعدوان في الدفاع عن أرضه وشعبه ، في استهدافه لمنشآت حيوية في عمق الإمارات ومن قبلها في السعودية .
على هؤلاء جميعاً أن يدققوا جيداً ، كيف تصرف الكيان الصهيوني وقادته وفي مقدمتهم " نفتالي بينيت " في ردة فعله واتصاله السريع مع القادة الإماراتين عارضاً عليهم المساعدة بكل ما يملكه الكيان .
كيف لا وهذا الكيان يتحسس على رأسه بعد التطور الملحوظ لقدرات الجيش اليمني واللجان الشعبية العسكرية ، من صواريخ وطائرات مُسيّرة قد تصل عمق الكيان في أية لحظة تقررها القيادة اليمنية .
ما يرتكبهُ تحالف العدوان السعودي من محارق ، وليس أخرها في في صعدة والحديدة ، طالما أنّ المجتمع الدولي يحابي ويحمي قادة العدوان عن المساءلة فيما أقدم ويقدم عليه من محارق ومجازر .
نعم هو الوجه الأخر لما يرتكبهُ الكيان الصهيوني من محارق ومجازر موصوفة بحق الشعب الفلسطيني ، طالما أنّ هدفهما القضاء على مقاومة اليمنيين والفلسطينيين ، وحرمانهم من تقرير مصيرهم على أرض وطنيهما اليمن وفلسطين ، التي ستبقى إلى جانب اليمن شعباً ومقاومةً وجيشاً ولجان شعبية .
رامز مصطفى كاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت