- محمد سيف الدولة
- [email protected]
ان السؤال الذى يفرض نفسه ونحن على مشارف الذكرى الحادية عشرة لثورة ينايؤ هو: ماذا تبقى منها، بعد أن فشلت وتم اجهاضها والقضاء على كل المكاسب التى حققتها، ومحاكمة أو حظر أو حصار كل من شارك فيها؟
***
1) بقي الحدث الكبير والذكرى العطرة التى ستسجل فى التاريخ كواحدة من الملاحم الكبرى التى خاضها الشعب المصرى، دفاعا عن حريته وكرامته واستقلاله ولقمة عيشه.
2) وبقيت حزمة من الحقائق الهامة والرسائل القوية لكل من يهمه الامر؛ بأن الشعب المصري ليس شعبا مستكينا سهل الانقياد كما كانوا يدعون، وانه يستطيع ان يقول لا ولو بعد حين، وان يقدم فى سبيل ذلك التضحيات والشهداء، وأنه قادر على اسقاط الحكام التابعين والفاسدين والمستبدين، وان الثورات ممكنة، وان الحكام ليسوا آلهة ولا محصنين.
3) وبقي الفخر والاعتزاز بالمشاركة فيها، كواحدة من أهم وأشرف ما حدث لكل منا فى حياته وتاريخه.
4) وبقى الوعى الجديد الذى اكتسبناه، ودفعنا فيه أثمانا باهظة؛ الوعى بحقيقة السلطة والنظام الحاكم وبطبيعة الدولة بكل قوتها وقدراتها ومؤسساتها وشبكات مصالحها، والذى يفوق آلاف المرات قوة ووزن اى حاكم او رئيس. والوعى بان الثورة علم ومنهج وطريق شاق وطويل، وليست نزهة أو عملا عشوائيا؛ فلقد طرحت التجربة حقائق وتحديات وتساؤلات جديدة صعبة ومعقدة لم تكن على بال أو أجندة أى من القوى السياسية المصرية او العربية من قبل.
5) وبقى أيضا الوعى بحقيقة وطبيعة شبكات المصالح والعلاقات العربية والاقليمية والدولية، والتى كان لها دور كبير فى افشال الثورات واجهاضها.
6) وبقي الاعتراف بضرورة القيام بمراجعات فكرية كبرى من كل التيارات السياسية، بعد ان عجزت جميعها عن امتلاك وتقديم قراءة وتحليل صحيح وموضوعى للواقع المصرى والعربى، ففشلت فى بناء خريطة طريق ثورية ناجحة وناجعة.
7) وبقى الفرز الثورى والسياسى والفكرى و"الاخلاقى" الذى كشفته سياسات وانحيازات ومواقف كافة التيارات والاحزاب والقوى والشخصيات.
8) وبقي تراث ثورى وثرى من التجارب والخبرات الخاصة فى وسائل وادوات التفاعل والتاثير والتغيير والثورة، ستمثل مرجعا ومرشدا هاما تاريخيا وحركيا للاجيال الجديدة والقادمة.
9) وبقى التأكيد على وحدة الأمة وظروفها ومشكلاتها، ووحدة معاناة شعوبها تحت وطأة الفقر والقهر والاستبداد، وتزامن انتفاضاتها وثوراتها لتثبت مجددا عمق التاثر والتاثير وعدوى الثورة والحرية فيما بينها.
10) وبقي الندم على ما أضعناه بأيدينا، كحافز مهم لنا وللاجيال القادمة على عدم تكرار ذات الخطايا والاخطاء التى وقعنا فيها جميعا.
11) وبقيت أسباب و دروس الفشل، التى سيتحتم على الاجيال الجديدة دراستها والتعمق فيها اذا أرادت تجنب ذات المصير.
12) ولقد بقيت اسئلة كثيرة لم يتم الاجابة عليها بعد.
13) وبقى الحوار الغائب بين كل فرقاء الثورة وكل من شارك فيها، لا يزال ينتظر من يشرع فيه ويطرق أبوابه.
14) وبقى الحلم بالحرية الذى لن يموت أبدا.
*****
القاهرة فى 24 يناير 2022
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت