تشييع جثمان القائد التاريخي بدران جابر في الخليل ومشاهد الحزن تعم مواقع التواصل على رحيله

تشييع جثمان القائد الوطني والمناضل الكبير بدران جابر

انطلقت مراسم شعبية ورسمية لتشييع جثمان القائد الوطني والمناضل التاريخي الكبير بدران جابر "أبو غسان" في مدينة الخليل بالضفة الغربية.

وشارك المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في تشييع جثمان القائد الوطني "أبو غسان"، حيث انطلق موكب التشييع في جنازة عسكرية من أمام المستشفى الأهلي، إلى مثواه الأخير في مقبرة الخليل، بمشاركة ممثلين عن فصائل العمل الوطني، والفعاليات الوطنية والرسمية والشعبيّة.

وخلال التشييع، قالت المناضلة أم غسان زوجة القائد بدران جابر، إن "أبو غسّان كان قائدًا ثابتًا صلبًا على مواقفه، تقاسمنا الوجع سويًا على مدار 50 عامًا من التضحية لأجل فلسطين وحرّيتها".

 

ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، باسم أمينها العام ومكتبها السياسي ولجنتها المركزية العامة وعموم رفاقها في الوطن والشتات إلى جماهير الشعب الفلسطيني، القائد الوطني والمناضل التاريخي وأحد مؤسسي الجبهة بدران بدر محمد جابر "أبو غسّان" عضو لجنتها المركزيّة العامّة في مدينة الخليل، والذي رحل مساء الثلاثاء 25 يناير/ كانون ثاني 2022 بعد حياةٍ نضاليةٍ وعسكريةٍ زاخرة، سخّرها في الدفاع عن قضيتنا الفلسطينيّة وخادمًا لأبناء شعبنا وملبيًا لكل النداءات الوطنيّة.

وأكدت الجبهة الشعبيّة في بيان النعي أنّها "خسرت مناضلاً وقائدًا عسكريًا وثوريًا فذًا يمثّل أبًا روحيًا لجميع رفاقها ورفيقتها في الوطن والمهجر، يمتلك تجربة عسكرية غنية، ولم يتوانى لحظة في الالتحاق في صفوف الثورة الفلسطينيّة منذ نعومة أظافره، حيث أذاق الاحتلال الويلات خلال مشواره وانحنت له الهامات اجلالاً وإكبارًا لهذه التجربة التي واصلها حتى رحيله قولاً وفعلاً. لقد عاش الرفيق أبو غسّان قيمةً وقامةً ورايةً لجميع الأحرار الرافضين للاحتلال وأذنابه ومشاريعه على أرضنا المقدّسة، فلم يعرف التعب يومًا وتتلمذ على يده الآلاف من الرفاق والأسرى والشهداء القادة."

 

وجاء في البيان " إن الجبهة الشعبيّة وهي تنعي اليوم قائدها بدران جابر بقلوبٍ يعتصرها الألم، فإنّها تتقدّم من أبناءه وعموم عائلته ورفاقه وأصدقائه بأحر تعازيها، وتعاهده كما تُعاهد جميع الشهداء وشعبنا بأن تبقى تقاوم حتى تحقيق أهداف شعبنا بالانعتاق من الاحتلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية الديمقراطية على كامل التراب الوطني، وعاصمتها القدس."

وقالت "أبناء شعبنا في كل مكان، إنّ الأرض تتحضّر اليوم لاحتضان من أحبها فأحبته كبذرةٍ ثوريةٍ تبشّر بالتحرير والعودة والعدالة الثوريّة والاجتماعيّة، هذه القامة العصيّة على الفئويّة والحزبيّة المقيتة، العابرة للجغرافيا والانقسام والتشتّت، إذ كان أبو غسّان مسيرة وحدويّة ممسكة بالوحدة سلاحًا، والمقاومة مسلكًا للعودة والتحرير، ولذلك ندعو شعبنا بكافة أطيافه للمُشاركة في مراسم وداع وتشييع القائد أبو غسّان إعلاءً لوصيته ولقيم الفداء والتضحية.. لنودّعه بما يليق بوداع من قضى عمره من المهد إلى اللحد فلسطيني عصي على الانكسار."
 بعض من محطات المناضل الراحل أبو غسّان:
•    ولد بدران بدر محمد جابر في مدينة الخليل عام 1947، وهو متزوج وله ثمانية أبناء.
•    درس المرحلة الأساسية في مدارس مدينة الخليل، وأنهى الثانوية العامة منها عام 1966، وحصل على البكالوريوس في الجغرافيا من الجامعة الأردنية عام 1970.
•    تأثّر جابر منذ شبابه المبكّر بالحالة النضالية أواخر خمسينيات القرن الماضي، فانضم إلى منظمة أبطال العودة، والتحق بجيش التحرير الفلسطيني، وساهم في تأسيس الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين.
•    بدأت حياته السياسية عند زيارة رئيس الجمهورية التونسية الأسبق الحبيب بورقيبة لفلسطين ولمدينة الخليل بالذات عام 1965 حيث دعا إلى إجراء صلح مع الاحتلال والقبول بنتائج حرب 1948، قاد المسيرات التي انطلقت في طول المدينة وعرضها ورافقتها أعمال القوة من قبل قوات البادية، حيث قادت هذه التحركات حركة القوميين العرب وتنظيم "أبطال العودة" الذي تعرّف على بعض أعضائه خلال هذه المسيرات وبدأ العمل معهم لفترة زادت عن عام.
•    اعتقل بدران جابر وتم التحقيق معه بقسوة حول دوره في المسيرات والتظاهرات التي أنكرها تمامًا. وكان قد تم الإعلان عن فتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس – بيت حنينا- حيث تردد على المكتب وقام بتوزيع نشرات وانضم لجيش التحرير الفلسطيني/ جناح أبطال العودة رسميًا، ثم كان عدوان حزيران 1967 حيث غادر مقاعد الدراسة في الجامعة ليلتحق بالفدائيين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الأرض المحتلة وليتفرّغ للنضال.
•    غادر فلسطين إلى الأردن عام 1967، وعمل مفوضًا سياسيًا للجبهة الشعبية في القطاع الأوسط (منطقة الأغوار)، ثمَّ عين مسؤولًا عن القطاع الطلابي، ثم مسؤولًا عن القطاع النسوي في إقليم عمان، لكنه اعتقل بعد ثلاث سنوات ونصف، ليُحاكم أمام محاكم الاحتلال العسكرية بتهمة التدريب العسكري وخدمة التنظيم.
•    اعتقل بتهمة العضوية في الجبهة الشعبيّة، وتهم تتعلّق بتنظيم وتدريب وتسليح آخرين في إطار مجموعة فاعلة وناشطة ومميزة بجاهزيتها وجرأتها ولها امتدادات مع يهود تقدميين (الفهود السود)، وقد كان الاصرار على الصمود عنوانًا لمرحلة الصمود الأسطوري الذي خاضه الرفاق في مواجهة التحقيق.
•    هدم الاحتلال منزل عائلته عام 1969، وأصبح مطاردًا من قبل السلطات الأردنية إبان أحداث أيلول الأسود، إلى أن غادر إلى فلسطين، حيث أصبح مسؤولًا تنظيميًا عن منطقة الخليل.
•    اعتقلته قوات الاحتلال عام 1972 وخضع لتحقيق قاسٍ، ومُنع من السفر، ثمَّ توالت اعتقالاته من قبل قوات الاحتلال حتى بلغ مجموعها أكثر من 21 عامًا وهو الدرب الذي سار عليه أبناؤه، وقد عُرف في سجون الاحتلال بصلابته في مواجهة المحققين، وشكَّل مع آخرين أوّل لجنة وطنية في الخليل عام 1978 ضمت مندوبين عن حركة فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية وجيش التحرير الفلسطيني، وساهم في تشكيل اتحاد لجان العمل التطوعي في الخليل، كما عمل على إنشاء صندوق للطالب الفقير.
•    عُيِّن مدرسًا في المدرسة النظامية الثانوية في القدس، ثم مدرسًا في مدرسة دار الفتاة اللاجئة في القدس حتى عام 1980، وعمل بعدها مدير قلم في بلدية الخليل إلى جانب مساعد مدير مكتبة البلدية، كما عمل في الصحافة.
•    نفاه الاحتلال عن القدس عام 1980، وفرض عليه الإقامة الجبرية داخل حدود مدينة الخليل لمدة خمس سنوات ونصف، وفي تلك الفترة كان عضوًا في الهيئة الإدارية لرابطة الصحفيين العرب في الأراضي المحتلة، وعمل قيِّمًا لمكتبة رابطة الجامعيين في الخليل، ثمَّ مدرسًا في مدرسة رابطة الجامعيين الثانوية حتى عام 1999، ثمَّ مدرسًا في مدرسة الصديق الأساسية الحكومية ما بين عام (1999-2001).
•    تعرّض أبو غسّان إلى محاولة اغتيال في الانتفاضة الثانية، وأصيبت زوجته، ثمَّ قرَّر الاختفاء حتى اعتقاله نهاية عام 2004.
•    برز أبو غسّان في أوساط الأسرى والمعتقلين كمقاتلٍ شرس صلبٍ عقائدي، يستطيع الجمع بين النظرية والتطبيق، بين الفكرة والممارسة، في ظل أنّ الكثيرين من القيادات (اليميني واليساري) سقطوا في هذا المحك، لكن بدران جابر كان في كل مرة يتم فيها اعتقاله ينجح بامتياز، سواء في التحقيق والصمود أو في الأحكام والحبس الإداري.
•    عزز الراحل قيم التواصل الاجتماعي بين أبناء الشعب الواحد، فكان دائم الحرص على زيارة مرضى غزة الذين كانوا يُعالجون في مستشفى الخليل، حيث كان يقطع مسافات طويلة لزيارتهم في المستشفى وإسنادهم مادياً ومعنوياً.
•    رفض بدران مصافحة إسحق رابين عندما زار سجن النقب الصحراوي عام 1988، وقال جملته الشهيرة: أنا لا أصافح اليد التي تُكسّر عظام أبناء شعبي.
•    عانى جابر من عدّة أمراضٍ من بينها الضغط والسكري وسرطان في البروستاتا شُفي منه، وكان يحرص على أخذ أدويته إلى السجن في كل اعتقال لأنه لم يكن يثق أنه قد يحصل على كافة الأودية التي يريدها.
•    سياسيًا، كان بدران واضحًا وضوح الشمس، إذ كان يصف دائمًا اتفاق أوسلو بأنّه كارثة حلّت بالشعب والقضية، ويؤكّد أنًّ الانقسام الفلسطيني كارثة ونكبة أخرى حلّت بهما أيضًا، فقد أدى الانقسام إلى تردي الحالة الوطنية وتغييب المشروع الوطني.
آمن أبو غسّان بأنَّ المقاومة بكافة وسائلها بما فيها المسلّحة حق مشروع كفلته الأمم المتحدة والقانون الدولي؛ فمن حق من يُجلدْ أن يصرخ، بل عليه ألّا يصمت، فيما يحدد التوافق الوطني الوسائل المناسبة وفق برنامجٍ وطني جامع، ويرى بأنّه على الكل الفلسطيني المشاركة في منظمة التحرير ومؤسّساتها لإيجاد برنامجٍ وطنيٍ وتوافقٍ وطني يتم من خلاله تجاوز الانقسام والخلافات الداخلية التي انعكست سلبًا على الحس الجماهيري.

  • اشتية ينعى القيادي الوطني بدران جابر "أبو غسان"

ونعى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية المناضل والقيادي الوطني الكبير بدران جابر "أبو غسان".

وأشاد رئيس الوزراء بمناقب الفقيد ومسيرته النضالية، حيث أمضى أكثر من عقدين في سجون الاحتلال، وقال: يعد الراحل الكبير أحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو قامة وقيمة وطنية، ظل طيلة حياته محط فخر واعتزاز شعبه وقيادته، وهو الذي افنى حياته في خدمة قضية شعبه، بمقارعة الاحتلال، ومحاربة مخططاته.

وتقدم اشتية بصادق مشاعر العزاء من "عائلة الفقيد ورفاق دربه وعموم أبناء شعبنا في الوطن والشتات"، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم عائلته الصبر والسلوان.

  • حماس تعزي برحيل  بدران جابر "أبو غسان"

 وتقدمت حركة " حماس " للرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وللشعب الفلسطيني، بأحرى التعازي بوفاة القائد الوطني والأسير المحرر بدران جابر "أبو غسان".

وقال حسام بدران رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس "لقد كان الفقيد من الرعيل الأول الذي واجه الاحتلال، وقدم مسيرة طويلة من النضال داخل السجون وخارجها، وكان يحرص على الوحدة الوطنية وتمتين الصف الداخلي والعمل المشترك."

وأضاف "نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان."

  • حزب الشعب ينعي القيادي بدران جابر

نعى حزب الشعب الفلسطيني، المناضل والقيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدران جابر (ابو غسان).
وقال الحزب، في بيان له، "بمزيد من الحزن والأسى ينعى حزب الشعب الفلسطيني؛ المناضل الوطني التقدمي الكبير والأسير المحرر الرفيق: بدران جابر القيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

وأضاف البيان، "الذي رحل عن عالمنا مساء هذا اليوم الثلاثاء الموافق ٢٥/١/٢٠٢٢؛ بعد عقود من النضال والعطاء والتضحيات في مقارعة ومقاومة الاحتلال؛ ومن أجل حقوق شعبنا الفلسطيني الوطنية والديمقراطية والاجتماعية".

وتقدم الحزب، من ذوي الرفيق الراحل وعموم عائلة جابر الكرام والرفاق في الجبهة الشعبية بخالص العزاء والمواساة.

  • المبادرة الوطنية تنعى المناضل والقائد الوطني بدران جابر

ونعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إلى الشعب الفلسطيني المناضل الوطني الكبير والقائد التاريخي إبن محافظة الخليل  بدران جابر (أبو غسان)، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وتقدمت الحركة، في بيان لها، من أبنائه وعموم عائلته وقيادة الجبهة الشعبية ورفاقه  وأصدقائه بأحر التعازي.

وأكدت أن نضال وعطاء القائد بدران جابر سيبقى خالدا في قلوب أبناء و بنات الشعب الفلسطيني الذي قضى حياته مناضلا من أجلهم، كما جاء.

  • مشاهد الحزن عبر مواقع التواصل على رحيل القيادي الكبير

واعتبرت وفاة القيادي الكبير حدثاً مؤلماً توسع صداه داخلياً وخارجياً، وكذلك شعبياً في عيون الكثير من تلامذته ومحبيه، وعبر منصات التواصل الاجتماعي.

وعمت مشاهد الحزن عبر مواقع التواصل على رحيله، حيث كتب مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبد العال عبر "فيسبوك": وداعاً بدران جابر... يا عناد جبال الخليل لقد سبقك اسمك وتاريخك ونضالك.. كم كنت سعيداً بمعرفتك  وإن كانت قد تأخرت ..!هكذا تعارفنا لأول مرة، كان الكلام أليفًا جدًا، كأننا نتذكر شيئا نعرفه أصلًا، تحدثنا عن تاريخ  الفدائي القديم "أبو منصور" السويركي ومعاركه في جبال الخليل وقتاله حتى آخر طلقة  فكان شهيداً، راوياً بدمائه ثرى الخليل التي كانت تحكي أسطورة كفاحية أوجعت المحتل وأرّقته وأفزعته.. ثم على وقع الحكاية كانت صداقتنا، هكذا يتعارف الرفاق دون أن يلتقيا، تسمع  صوته دون أن تراه، بين حين وآخر  يطل بقامته النضالية العالية والعابرة للحدود .. وللجدارات الفاصلة و الخطوط المفتعلة التي تحاصر كل واحد منّا في موقعه الجغرافي، الشيء الذي قررنا ألا نسميه غير الوطن ونحاول أن نرصده على الخريطة، كحيلة يائسة لمراوغة ما فرضته السياسة البائسة، المناضلين، الكبير  بتاريخه، وقلبه الطيب، صاحب الحضور المطمئن الذي لم يعبأ بكل سنوات القهر، ومن سجن إلى سجن.

 

أما الكاتب والباحث الفلسطينيّ نصار ابراهيم قال في نعي "أبو غسان": هو ابن الأرض والجبال، هنا على سفوح "الخليل" ركض طفولته وزرع الدوالي، حرث الأرض وزحزح الصخور كي تعطي الأرض ما لديها من جمال وخير، هنا تتجلّى "الخليل" دالية تلتفّ على سفوح الروح وتُعرِّش كروماً في الأعالي.

وكتب الباحث في مركز بيسان للبحوث والإنماء جبريل جحشان عبر "فيسبوك": تقول الحكاية ان شابا نبت من بين مفاصل الصخر، كان صلبا كبلوطة اعيت الفؤوس وكل قطاع الطرق، وكان صيادا ماهرا عينه كعين الصقر تعرف من يختار وكيف يختار، كان قلبه باتساع البلاد من محيطها لخليجها، كان بحرا حين يلزم ان يهدأ واعصارا حين يثور، كان قلما يخط وجع الناس واحلام الاطفال على قرص الشمس حين يحمر الشفق، وكان جنديا وكان ضابطا وكان قائدا يقول اتبعوني، ضاقت عليه الزنازين وتقزمت كل اسيجة السجون امام نفحة الحرية التي كانت تمور كالنار بين ضلوعه.

ونعى الكاتب وباحث في الاقتصاد والسياسة عادل سمارة، أبو غسان قائلاً: ليس هذا نقاش في الموت لأنك ترتحل ولا تموت لا بشخصك ولا بدورك ولا باثرك، وأنت من قلة هي الرعيل الأول ميدانيا وقياديا معاً. لا اقول فيك سوى أمرين: أولهما، أنك لم تتوه قطعاً بينما تاه منا الكثير، بعضنا عاد وبعضنا أمعن إلى هناك وغادر هنا.

وثانيهما، قول جدنا المتنبي:

"نُعدُّ المشرقية والعوالي...وتقتلنا المنو بلا قتالِ

ونرتبط السوابق مُسرجاتً... وما يُنجينَ من خبب الليالي."

نَمْ في رحم الخرساء، لكن تاريخك لا تطويه ابداً. ولأم غسان وغسان وبناتك وبنيك والرفاق شرف أنك كنت بيننا وفي الأمام.

وعبر الباحث والمحضر الجامعي وسام رفيدي عن حزنه لوفاة الرفيق الكبير قائلاً: الموت يقهر فما بالك إذا كان الموت يصيب مَنْ ناضلت معه في الاسر وعشت معه ظروف القهر، سلام لروحك رفيق بدران جابر، أبو غسان.

وقال الصحفي والناشط عمر نزال عبر "فيسبوك": هذه الكلمات الاولى التي علمني إياها وغرسها بي، كما غيرها من القيم والمفاهيم، الرفيق بدران جابر، كان اول من احتضنني بعدما انهيت رحلة التحقيق والتعذيب والزنازين، في معقل الرفاق في غرفة 10 من قسم ب في سجن جنين عام 1977 ، كان هو الاب والصديق والمعلم، وكان فدائي شامخ تقرأ في تقاسيم وجهه خريطة جبال الخليل التي اعيت المحتلين.

وقال الأكاديمي ورئيس تحرير بوابة الهدف الإخبارية وسام الفقعاوي في رحيل "أبو غسان": الفدائي العتيق في جبال الخليل، حيث كمائن أبو منصور السواركة المُحكمة: بدران جابر "أبا غسان"  الذي لم يقهره العدو أو السجن أو المطاردة أو ظلم الأقربين أو تقدم العمر.. وهو ذاته الذي قيل عنه يومًا ما من العام المنصرم: أن قوات الاحتلال اعتقلت طاعنًا بالسن من مدينة الخليل، وكأن مفردة مناضل قد مُسحت من قاموس القائلين.

تشييع جثمان القائد الوطني والمناضل الكبير بدران جابر

 

 

تشييع جثمان القائد الوطني والمناضل الكبير بدران جابر  2

 

 

تشييع جثمان القائد الوطني والمناضل الكبير بدران جابر  1


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الخليل