اكتست مدينة القدس المحتلة وجبالها وأحياؤها وأزقتها وشوارعها بالثلوج، وظهرت البهجة جلية على المقدسيين الذي انتظروا الزائر الأبيض بشوق.
ومع مرور الساعات وتعمق المنخفض الجوي ارتدت العاصمةُ الفلسطينية المحتلة حلتها البيضاء، لكن فرحة المقدسيين لم تكتمل، حيث قمعتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونغصت عليهم فرحتهم، واعتقلت 23 شابا من أحياء متفرقة من المدينة، تهمتهم "اللهو بالثلوج".
ولم يكتف الاحتلال بذلك، بل أصاب رصاصه شابا، عندما رفع المواطنون العلم الفلسطيني على أسوار القدس القديمة، في باحة قبة الصخرة المشرفة، حيث سارعت شرطة الاحتلال لاقتحامها وإزالته.
وكان المسجد الأقصى المبارك الوجهة الأولى التي قصدها المقدسيون لأداء الصلوات والاستمتاع بالثلج أطفال وكبارا، لكن شرطة الاحتلال المنتشرة على أبواب المسجد وبواباته حاولت منع العديد منهم من دخول المسجد خاصة من بابي العمود والسلسلة، كما منعت المتواجدين فيه من التصوير أو التراشق بالثلوج والاستمتاع بها في الساحة الشرقية منه، وفي مسار المستوطنين المقتحمين للمسجد.
وكما كانت الأمطار والثلوج مصدر بهجة للعديد من المقدسيين، فإنها لم تكن كذلك بالنسبة لآخرين، خاصة من يقطنون في منازل متهالكة يمنع الاحتلال ترميمها أو العمل بها، ما دفع بفرق المتطوعين ولجان الطوارئ التي شكلت استعدادًا لأي طارئ، للتداعي وإنقاذ من أجبرتهم العاصفة الثلجية على طلب يد المساعدة.
وكانت لجان الطوارئ في مدينة القدس أعلنت عشية دخول المنخفض الجوي استعداداتها لمواجهة تداعياته، وتم تشكيل لجان طوارئ بمشاركة 300 متطوع، وفتحت 12 غرفة الطوارئ في عدة أحياء وبلدات في محافظة القدس، للمساهمة في فتح الطرقات أمام حركة المواصلات، وتنظيم مصارف المياه في الشوارع، وبالقرب من منازل المواطنين، إضافة لتقديم الخدمات لكبار السن من شراء للاحتياجات أو نقل المرضى لتلقي العلاج في العيادات القريبة، على مدار الساعة.
وهبت لجان الطوارئ لتلبية النداءات، حيث تعاملت مع أكثر 50 طلب مساعدة في أنحاء متفرقة من القدس، بعضها احتاج النقل للمستشفيات، كما تم فتح طرق مغلقة بتراكم الثلوج بين الأحياء المقدسية، بحسب منسق غرف الطوارئ في مدينة القدس جاد.
وأضاف الغول في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: "تعاملت فرق الطوارئ مع حالات استدعت النقل الى المستشفى كحالات ولادة وغسيل كلى وإصابات بكسور، إضافة لتسهيل مرور السيارات العالقة في منطقة التلة الفرنسية، وإيصال العاملين في مستشفى المقاصد من منازلهم الى مقر عملهم، وفتح مداخل المستشفيات، وإيصال عائلات مقدسية الى منازلها في عدة أحياء من المدينة، وما زال العمل مستمرا.