- بقلم عدنان الصباح
كثيرين هم اولئك الذين اقتنعوا بنبوءة زوال اسرائيل في العام 2022 وكثيرين ايضا انتظروا هذا العام على احر من الجمر بل ان البعض اعتقد ولو بداخله ان لا داعي للتسريع ولا لتقديم الضحايا في سبيل تحقيق المطلوب وهو زوال دولة الاحتلال واليوم بعد ان اجتزنا عتبات هذا العام وننهي شهره الاول فان الاجدر بنا ان نقارن حالنا بحال اعداءنا على الارض فدولة الاحتلال تحاكم اخطر رئيس وزراء بتاريخها وهو الذي اطلق عليه لقب الملك واسرائيل اليوم تنهي الحياة السياسية لأخطر ملكها وتتعاظم قوتها وتفتح لها الابواب في جميع انحاء العالم بل ان الجميع يتسابق على كسب وهدها رغم تناقضاتهم فتخدمها روسيا علنا وتحميها امريكا وتغازلها الصين وتطلب ودها تركيا ويتسابق العرب على ابوابها ولا يجد الشعب الفلسطيني من يطلب وده علنا سوى من يقع في مرمى نار امريكا واوروبا وبالتالي فان علينا ان نعود الى الوراء لنرى اين كنا نحن واين اصبحنا وهل نحن مؤهلين لتحقيق نبوءة 2022 فعلا ام ان ذلك سيبقى من باب الامنيات التي لا تفعل لنا سوى تأخير سعينا بالفعل لتحقيق احلامنا والحصول على حقوقنا.
قرر المجلس الوطني الفلسطيني في دورته التأسيسية الاولى المنعقدة في القدس عام 1964 ما يلي:
1- ان قيام اسرائيل في فلسطين وهي جزء من الوطن العربي رغم ارادة اصحابها الشرعيين يعتبر عدوانا استعماريا مستمرا ... وبقاء اسرائيل ... يشكل خطرا مستمرا على السلام العالمي
2- للشعب العربي الفلسطيني الحق بالاعتراف الدولي ... ان يناضل في سبيل تحرير وطنه بكافة الوسائل
3- العمل بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة على طرد اسرائيل من الامم المتحدة ...
في دورته الاستثنائية في المنعقدة في عمان عام 1970 اعلن المجلس الوطني الفلسطيني رفضه لمبادرة روجرز لأنها لا تأتي على ذكر حق الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية ولأنها تفضي الى الاعتراف بإسرائيل وليس بعيدا أي في دورة عام 1972 بعد سنتين من دورة روجرز اعلن المجلس الوطني تبنيه لدولة ديمقراطية علمانية على ارض فلسطين التاريخية ليعود في العام الذي تلاه أي العام 1973 ويقرر قبوله بإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية المستقلة والمقاتلة على أي جزء يتم تحريره من الارض الفلسطينية.
في دورة المجلس المنعقدة في الجزائر عام 1983 برز موقف جديد للمجلس الوطني والمنظمة عبر قبول مبادرة فاس التي تقدم بها الملك السعودي فهد لمؤتمر القمة العربي المنعقد في فاس عام 1982 وتم تبنيها من قبل المجلس الوطني وقد افضت هذه الدورة الى انقسامات حادة في صفوف المقاومة الفلسطينية وظهرت اصطفافات وتكتلات جديدة بين تلك الفصائل.
دورة عام 1985 كانت المرة الاولى التي تعلن فيها المنظمة قبولها بمؤتمر دولي للسلام تحضره اسرائيل والمرة الاولى التي يرد فيها ذكر كلمة نبذ الارهاب مما فتح الباب على مصراعيه للخلط بين المقاومة والارهاب والذي ظهر فيما بعد كتنازل عن المقاومة المسلحة نهائيا.
في دورة عام 1988 تم الاعلان عن قيام دولة فلسطين على الاراضي المحتلة عام 1967 واعلان وثيقة الاستقلال الشهيرة ليتبعها في العام 1991 الاعلان عن قبول المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام ضوم الوفد الاردني المشارك بالمؤتمر بعد ان كان المجلس الوطني قد اصر على وفد مستقل الا ان المجلس المركزي خالف قرارات المجلس الوطني ورضخ للضغوط وشارك ضمن وفد مشترك مع الاردن وعبر الشروط المعلنة للمشاركة.
اخيرا جاءت دورة المجلس عام 1996 والمنعقدة في غزة لتعلن تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني وفق الشروط التي جاءت في اتفاقية اوسلو سيئة الصيت وقد جاء ذلك ليضع حدا رسميا للحلم بتحرير فلسطين التاريخية وتدفن مشاريع الدولة الديمقراطية العلمانية وما شابهها وليصبح اوسلو والحكم الذاتي محددا للمسيرة الوطنية الفلسطينية الرسمية.
بين دورة القدس عام 1964 وغزة عام 1996 حوالي ثلاثة عقود تمكنت القيادة الرسمية للشعب الفلسطيني خلالها من التنازل عن جميع الاحلام الوطنية وان يتغير ويغير شعاراته مرة تلو المرة وفي جميع المرات كانت السمة المشتركة بينها هو التنازل والتراجع الى الخلف دون تحقيق اية اهداف وطنية ودون اية تبريرات منطقية تقبلها الساسة ويقبلها واقع الحال.
كل الشعوب التي كافحت في سبيل استقلالها ظلت وفية لشعاراتها الاولى ولأهدافها الوطنية العليا ولم يحدث ابدا ان تنازل شعب عن حقوقه ارضاء لأية جهة دولية أيا كانت ومهما بلغت قوتها ولقد ضرب الشعب الفيتنامي نموذجا بمحاربته القوة الاعظم في العالم والانتصار عليها عنوة وتحقيق جميع اهدافه.
وحدها القيادة الفلسطينية وبعم عربي رسمي من اتخذت من الاوضاع الدولية وموازين القوى والضغوط وما الى ذلك مبررات لتقديم التنازل تلو التنازل واحيانا كثيرة دون ان يطلب منها ذلك او حتى دون ان تستطيع الحصول على أي ثمن مقابل تنازلاتها المتواصلة ويبدو ان ذلك نمط سياسة عربي بامتياز فحين طرد الرئيس السادات الخبراء الرؤوس اصيبت امريكا بالذهول لأنه فعل ما ترغب به امريكا بدون حتى ان يطلب منها ثمنا لذلك اليوم وبعد اكثر من نصف قرن على انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الاول نجد انفسنا في حالة مناقضة كليا لما بدأنا عليه في القدس التي لم يلتهمها التهويد بسرعة فائقة وفي الخليل التي كان يسعى البعض لجعلها مدينة مشتركة والمستوطنات التي باتت تغطي اعيننا اينما ذهبنا ومع ذلك فان قادة اسرائيل لم يديروا ظهورهم للمؤتمر اليهودي الاول ولم يتراجعوا عن اهدافهم ولم يتخلوا عن احلامهم ولم يساوموا عليها بعكسنا تماما فإلى اين تمضي نبوءة 2022
ترى هل سنتوقف عن النبوءات مرة واحدة وننشغل بالفعل لا بالقول بالسعي وراء حقوقنا للإتيان بها ام ان احدا سيأتي غدا ليقول سقط رقم 2 خطأ فان زوال دولة الاحتلال سيكون حين تتساوى ارقام العام أي انها في العام 2222 وسنجد من يقدم لنا اثباتات على ذلك مما هب ودب وسنجد منا ايضا من تعجبه الفكرة ويصفق لها بل ويجرب الجلوس على الجدار والانتظار مستريحا ليأتي ذاك العام 2222 ونحتفل بزوال الاحتلال ودولته وتحرير فلسطين بإرادة ربانية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت