- بقلم : رامي الغف
قال تعالى : إِنا عرضنا الأمانة على السَّماوات والأرض والجبال فأبين أَن يحملنها وأشفقن منها وحملها الْإنسان إِنه كان ظلوما جهولا
سنوات وسنوات عجاف سارت وما زالت تسير ببطيء لتمر بأشلاء جسد محتضر، وبطالة وفقر لا يعدان ولا يحصيان، وخدمات لا تذكر، وموازنات وهبات ومنح مالية مسروقه، وتيار كهربائي معطوب، ومياه شرب ملوثه، وخطط عمل وبرامج واستراتيجيات لا تنفذ، وقوانين وتشريعات لم ترى النور وبقيت في ادراج المجلس، وسرقات عينك عينك من المتنفذين على رقاب الناس، وسفارات تحولت لغرف تجارية واستثمارية وعلاقات مالية، ووزارات مشلولة، وهنا من الواجب ان ننبه وننتقد ونكتب ونتظاهر لحين تحقيق ما نصبو اليه من مسئولين ومتنفذين وأصحاب قرار عارفين لحقوقهم وغير ملتزمين بواجباتهم تجاه وطنهم وشعبهم، وليس لأحزابهم وفصائلهم وتكتلاتهم!!!
سؤال يبقى في الذهن لنستذكره في حياتنا اليومية، إلا اننا لن نبخس الناس اشيائهم فهناك الكثير من المسئولين والقيادت وأصحاب القرار يدافع عن حقوق وقضايا شعبهم ومنهم من دفع ضريبة كبيرة سواء بالتهديد وإطلاق الرصاص عليه، وهؤلاء لا نقصدهم بكلامنا، انما هناك حيتان تعمل لمصالحهم ولأنفسهم، ويعتقدون إننا لا نعلم بهم.
لقد حملَّ شعبنا الفلسطيني الكثير من المسئولين وخاصة اعضاء مجلسنا التشريعي، والذين انتخبهم قبل عشره سنوات، أمانة كبيرة في أعناقهم وهو العيش بكرامة في ظل دولته الفلسطينية العتيدة، وتوفير المعيشة الكريمة لهذا الشعب وتوفير الأمن والأمان له، ولكن للأسف الشديد كثير منهم غيرتهم الأيام والمناصب الزائلة وغيروا مبادئهم بسبب وهم اسمه المنصب، فتركوا أبناء جلدتهم ومحبيهم وتنصلوا من مبادئهم وحتى من أهلهم ومعارفهم وجيرانهم وأقاربهم وأنسبائهم، كثيرون هم من ساقتهم الدنيا وراء أوهام فارغة فاعتقدوا أنهم بملامستهم أطراف الكرسي والجلوس عليه أنهم أصبحوا ملائكة وأنهم باتوا من عالم آخر ونسوا وتناسوا أن ذلك المنصب ما هو إلا لفترة محدده وقد ينهيها الشعب في أي لحظه وينتهي كل شيء، فاعتقد البعض من أصحاب النفوس الضعيفة انه بوصوله إلى ذلك الكرسي أو ذلك المنصب أنه أصبح فوق القانون، وأنه الملك فنسي لما هو في هذا المنصب نعم انه تناسى الكبير والصغير تناسى الشيخ والطفل والشاب والمرأة تناسى المريض والعامل والجريح وابناء الشهداء والاسرى والمسحوقين والفقراء، تناسى كل من منحه الثقة كي يكون المتحدث باسمه في عضوية المجلس التشريعي، ولم يعد يفكر بشيء إلا المنصب والخدم والحرس والسيارات الفارهه والطلعات والطشات والزيارات من هذه الدولة إلى تلك، وغير ذلك من مكاسب شخصية لا تعود على المواطن الفلسطينيي الذي اختار هذا المسئول أو ذاك ليكون في خدمته وليحقق له مطالبه.
نعم لقد تغير الكثيرون ممن إنتخبناهم وممن كانوا يلهثون وراء أصوات أبناء شعبهم وباتوا بعيدين كل البعد ولم يفكروا للحظه أن من أوصلهم إلى عضوية المجلس او السفارة او الوزارة أو المنصب هم أبناء شعبهم، الذين تنكر لهم هذا المسئول ولم يرد لهم الجميل، وهنا أُذكر هذا المسئول أو ذاك أن المناصب زائلة وأن القيادات أوهام ولن تبقى إلا الروح الطيبة والمعاملة الحسنه والتي تبين بالفعل معدن الإنسان وهى التي تخلق روح المودة والصداقة، ومهما طال الزمان أو قصر فأنت عائد لا محالة إلى حضن الشعب والى شوارع المدن والى حواري القرى وأزقة المخيمات التي خرجت منها، وهو من سيحكم عليك ويحاسبك حتى لو ذهبت لآخر الدنيا وفكر جيداً يا عضو المجلس التشريعي، ويا أيها المسئول ويا ايها السفير او ايها الوكيل او ايها القائد والوزير كم ممن تسلموا مناصب ومقاعد وكراسي، قد ذهبوا وتركوا كل المناصب بل منهم من كان يعتقد نفسه إمبراطورا وها هو الآن قد عاد يعيش بين ابناء شعبه بعد انتهاء فتره تكليفه، وكم من الوزراء الآن يُحاسبوا أمام القانون لارتكابهم الخطيئة بحق المال العام وشعبهم، وكم منهم من دخل السجن بل ربما قد تكون نهايته مؤلمه. أيها المسئول عليك التفكير بعمق
وتذكر قول الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعينه فالإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعيةٌ وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راعٍ وهو مسئول عن رعيته).
نعم كلكم راع كلكم موجودون لخدمة أبناء شعبكم، فكثير من الوجوه قد رحلت مأسوفاً عليها وكثير من الوجوه قد ترحل غير مأسوفاً عليها، إليكم يا مسئولي هذا الوطن حكومته وقادته وغيرهم كل حسب موقعه ويا من كنتم الحريصون على المنصب، فكروا بشعبكم وبوطنكم وليس بأنفسكم وأولادكم فكروا في كيفيه الخروج بالشعب من المأزق ولأجل لقمه العيش والحياة الكريمة، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحُاسبوا وتأكدوا أن المناصب زائلة لا قيمه لها والدوام لله وحده فهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، وان الشعب في انتظار حساب من اخطأ وان المواطن الفلسطيني أمانه في أعناقكم، وأنتم من تحملتم هذه الأمانة فلا تخونوا أماناتكم وكونوا جديرين بالاحترام والثقة وفكروا في كل لحظه تمر بالشعب والوطن.
آخر الكلام: إن عدم الإعتراف بالخطأ والتكابر أمام الإعلام وإلقاء التهم وتبرأت النفس، لا يحل المسائل، الوطن اليوم بحاجه الى رؤية واضحة ومشروع وطني كبير وحل للخلافات حل جذري ووقفه جادة.
*الإعلامي والباحث السياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت