- د. طلال الشريف
التغيير الذي حدث على أرض الواقع هو التخريب والدمار وخدمة المشروع الصهيوني والتذيل للدولار أينما كان ... خليط من الجهل والمرض الحزبي والكذب بوقاحة وبيع كل شيء .. يعني انحطاط.
المشكلة التي أمامنا يا سادة هي "الهزيمة" بين الإنكار والواقع.
عباس يتصرف كمهزوم غير قادر على النصر وهذا يزعج العقل الفلسطيني الذي تربى على النصر ولو صوريا وأحزابنا أشطر ناس في إلقاء المسؤولية على غيرهم ويعتبرونه نصراً ليقنعوا الجمهور أننا منتصرون وهم قد فعلوا ما عليهم وشاركوا أو أحرزوا النصر.
حماس وتحالفها يتصرفون كمنتصرين وحقيقة لا يوجد علامات انتصار ولذلك هم واهمون أن لديهم الحق في اقتناص فرصة النصر المزيف ويطالبون بحقوقهم بعد النصر في قيادة الشعب وتغيير القيادة المهزومة فأين تغييرات النصر ومكاسبه على الأرض؟ هل هذا الذي يسوقونه نصراً ؟
نقول هذا من زاوية المنطق وأنا لست منحازا لطرف من الأطراف وأنا لا أفهم أن هناك فرق في ادارة شأن السكان والقمع وارتفاع معدل المعاناة للمحكومين إضافة للمكاسب الشخصية والحزبية سواء في سلطة رام الله أو سلطة حماس، وأنا مقتنع في شأن إدارة القضية الوطنية تماما أن الطرفين مهزومان وأساءا للقضية الوطنية وأقرب مثال هو الانقسام المتواصل الذي خدم المشروع الصهيوني ولا تخدرني الفرقعات وإعلاء صوت السياسة أو صوت الصاروخ مادام الناتج سلبي لم يغير حال مواطن واحد ولا شعب وقضية للأفضل ولو خطوة واحدة .
أما الأحزاب الأخرى المعارضة أو الموالية للطرفين فماذا فعلوا ليطالبوا بالتغيير كما تطالب المعارضة أو يؤكدوا على ولائهم للرئيس كما تفعل الموالاة بالتذيل للبقاء في الموقع، وتلك انتهازية سياسية فاقعة ..
والحديث هنا عن المختلف عليه الآن لإنعقاد المجلس المركزي.
إنكار الهزيمة لا تعني النصر رغم حاجتنا لترتيب الحال الفلسطيني المنحط وتغيير الفساد ولكن قبل هذا التغيير لابد من تغيير مادرج عليه قادة الوهم وثقافة التعبئة بكذبة شد أزر الجمهور بعدم المصارحة بأننا جميعا أمام النتائج مهزومون ولا حق ولا فضل لأي منا أن ينصب نفسه جلادا على الآخرين ..
لا تغيير إنها الهزيمة
هناك تعبئة فالسو ممتدة في ثقافتنا اجتماعيا وسياسيا إسمها أستر وغطي العيب وأعلي الصوت لتظهر بالوقار والفضيلة حتى لو كنت حافيا وبنطلونك مخزق .. هذا حالهم وهكذا يمكن التحرر مثلما يحاولون تعبأة شعبنا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت