أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور يوسف الحساينة، أنَّ "أي جهدٍ أو نضال سيظل ناقصاً ما لم تتحقق وحدة شعبنا في الميدان لمواجهة العدو."
وشدد د. الحساينة في كلمة له خلال حفل تخريج ثلة من قادة الإصلاح في دورة التحكيم الشرعي التي نظمتها لجنة التدريب في دائرة المنظمات الشعبية بـ"الجهاد" على أنَ "أولى الأولويات اليوم لقوى شعبنا السياسية والاجتماعية هي تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام على قاعدة برنامج مقاومة يتبنى المقاومة؛ بكافة أشكالها لمواجهة المخاطر والتهديدات التي يمثلها الاحتلال."
وتابع د. الحساينة: "نقول للذين أداروا ظهورهم للمصالحة وراهنوا على مسيرة التسوية الخائبة مع العدو أنتم مشتبهون؛ لأن العدو يريد الاستيلاء على كل فلسطين وأقصى ما يطرحه هو سلام اقتصادي في أحسن الأحوال، فـ"إسرائيل" التي ترفع راية "السلام" كذباً كل يوم تمزقها وتحرقها".كما قال
وأضاف د. الحساينة: "أن ترك المقاومة والنضال والاستمرار في التنسيق الأمني مع الاحتلال يهدد النسيج الوطني، ويعزز الانقسام، ويجعلنا كالعراة أمام المدى الصهيوني المفتوح على مخاطر وجودية على مشروعنا الوطني وعلى كل المنطقة".
وتابع: "طالما السلطة ماضية في هذا الواقع السياسي المظلم فلن تحقق سوى الوهم والسراب والمزيد من التآكل في المشروع الوطني لصالح الاحتلال وأهدافه".
وشدد على أن "تجديد الشرعيات في المؤسسات المحكومة بمنطق الحزب الواحد تكرس الانقسام والاستفراد بالقرار الوطني، وتبقى هذه المؤسسات هشة سطحية بلا مضمون ولا دور."
وفي سياق الحديث عن دور رجال الإصلاح، قال د. الحساينة: "إن الإصلاح فريضة وعبادة أمر الله تعالى بها، عبادة المؤمنون عندما قال "إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون".
وأضاف "ما تقومون به في ملف الإصلاح والتواصل الجماهيري من جهد وعمل بصبر وسعة صدر وتحمل للمشقات، المقرون بالنية الصادقة يحقق الإنجاز والصلح والقبول وهو محل تقدير من أفراد المجتمع ومن قيادة الحركة وعلى رأسها الأمين العام والمكتب السياسي".
وأشار د. الحساينة إلى "أن لجنة الإصلاح والتواصل رافد مهم وحيوي وضروري لنهج وخط حركة الجهاد الإسلامي، التي تنهض بواجب المقاومة للعدو الغاصب وحولها ومعها شعب عظيم يحتضنها ويقدر لها دورها وريادتها في كل الميادين، ميادين الجهاد والمقاومة وميادين الإصلاح والتواصل والعمل الاجتماعي وعلى رأس كل ذلك خطها السياسي والفكري الواضح والثابت في كل المحطات والمنعطفات."
وأضاف، "وفي هذه اللحظات الصعبة التي يواجه شعبنا فيها تحديات كبيرة ومخاطر جسيمة تهدد وحدته وقضيته وأرضه ومقدساته، يتعاظم دور رجال الإصلاح ويكبر كي يحافظوا على تماسك الجبهة الداخلية وتقويتها وتحصينها من الخلافات والانقسامات حتى لا يتسلل العدو من نافذتها إلى مجتمعها ويعيث فساداً وخراباً فيه، وهذا هو ديدن كل القوى الاستعمارية".
وذكر أنَّ الإصلاح باب من الأبواب التي يفتح الله بها باب الرحمة للمجتمعات بعبادة وطاعة الإصلاح وإزالة الخلافات بين أبناء المجتمع المسلم، وعبادة الإصلاح تفتح أبواب الرحمة فإنها تعتبر من أعظم وأجل الطاعات، لما لا وهي مهمة الأنبياء عليهم السلام كونها مهمة إنسانية راقية في بعدها الأخلاقي والديني اتبعها جميع الانبياء ونبينا الخاتم صلوات الله عليه، كان يسعى بنفسه للصلح بين الناس، مسلمين وغير مسلمين وهو القائل عندما علم بخصومة بين أفراد في مجتمع المدينة لصحابته " اذهبوا بنا نصلح بينهم ".
وسردَ الحساينة ما ورد عن النبي صل الله عليه وآله وسلم أنه أجاز الكذب في مواطن ثلاث: في الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل لامرأته، مستدركاً تشديد رسولنا الكريم على أنَّ إصلاح ذات البين بين أفراد المجتمع خير من الصيام والصلاة والصدقة (طبعاً النوافل).
وتابع: "وقد جاء التأكيد على أهمية هذه العبادة المتمثلة في الإصلاح للحفاظ على تماسك المجتمع المسلم وتقوية الروابط بين أفراده وترسيخ مبادئ التعاون والتكافل، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى تماسك الجبهة الداخلية وتحصينها من الآفات الاجتماعية والخلافات والانقسامات".
واستدرك قائلاً: "أي مجتمع معرض للخصومة بين أفراده وهذا شيء طبيعي ولكن ليس من الطبيعي ولا المنطقي أن تترك هذه الخصومات تتكاثر وتتعمق دونما تدخل من أصحاب الاختصاص والمسكونين بالهم العام من رجال الإصلاح واستجابتهم السريعة لمعالجة آثار هذه الخصومات والخلافات وتفاقم الخصومة بين الناس، وقد قيل قديماً في توجيه للولاة في عهد الاسلام الأول (رد الخصوم حتى يصطلحوا فأن فصل القضاء يورث بينهم الضغائن)".
وبارك د. الحساينة للمشاركين تخرجهم، داعياً اياهم لبذل المزيد من الجهد والعمل في مجال الإصلاح بين أفراد مجتمعنا، متوجهاً بالشكر من القائمين على الدورة د. هاني أبو حجاج مسئول التدريب، وشركة القدس ولجنة التدريب برئاسة الدكتور محمد شلح.