دول عدة بينها إسرائيل تسحب رعاياها من أوكرانيا بعد قلق من غزو روسي محتمل

دبابات روسية في منطقة روستوف في روسيا، 27 كانون الثاني/يناير 2022. (رويترز)

دعت مجموعة من الدول بينها إسرائيل مواطنيها لمغادرة أوكرانيا بأسرع ما يمكن، أو الامتناع عن السفر إليها، إلا في للضرورة القصوى، فيما أكدت الولايات المتحدة يوم الجمعة، أن هناك "احتمالاً فعلياً جداً" لحصول غزو روسي لأوكرانيا، ولكن ذلك لا يعني أن الرئيس فلاديمير بوتين اتّخذ قراره النهائي في هذا الصدد.

وأعلنت إسرائيل، أنها سحبت دبلوماسييها وعائلاتهم من أوكرانيا، إثر التصعيد بين موسكو وكييف.

وبحسب قناة "كان" الرسمية، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية "إجلاء الدبلوماسيين والمبعوثين الإسرائيليين وعائلاتهم من أوكرانيا".

ودعت الوزارة الإسرائيليين المقيمين في أوكرانيا، إلى "العودة للبلاد وفي حال البقاء تجنب التواجد في النقاط الساخنة".

كما دعت الإسرائيليين "الذين يخططون للسفر إلى أوكرانيا بالتفكير في تجنب ذلك في الوقت الحالي".

وطلبت بريطانيا يوم الجمعة من مواطنيها مغادرة أوكرانيا فورا.

وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن "أمن وسلامة مواطنينا البريطانيين هما أولويتنا المطلقة، لذا قمنا بتحديث نصائحنا للمسافرين، ونحض المواطنين البريطانيين الموجودين في أوكرانيا على المغادرة فورا عبر وسائل تجارية ما دامت لا تزال متوافرة".

كما وصفت وزارة الخارجية النرويجية الوضع في أوكرانيا بأنه "خطير وغير قابل للتنبؤ"، داعية المواطنين لمغادرة البلاد.

ودعت هولندا رعاياها لمغادرة اوكرانيا في أسرع وقت. ونقلت هيئة البث الهولندية عن سفير هولندا في كييف جينس دي مول إن حكومته نصحت الرعايا الهولنديين في أوكرانيا بمغادرتها في أسرع وقت ممكن بسبب الوضع الأمني في البلاد.

وأضافت أن هولندا ستنقل بعثتها الدبلوماسية من العاصمة كييف إلى لوفيو في غرب أوكرانيا.

كما دعت خارجية لاتفيا المواطنين مغادرة أوكرانيا في أقرب وقت ممكن أيضا.

وصدرت توصيات مماثلة عن وزارة الخارجية في الجبل الأسود، التي دعت مواطنيها "لدراسة إمكانية مغادرة أوكرانيا".

بدورها، شكلت كوريا الجنوبية فريق عمل خاص لمراقبة الأوضاع في أوكرانيا.

وقررت حظر السفر إلى أوكرانيا اعتبارا من 13 شباط/فبراير الجاري، وأوصت المواطنين الموجودين في أوكرانيا بمغادرتها، مشيرة إلى أن عدد الكوريين الجنوبيين في أوكرانيا يبلغ 340 شخصا، بمن فيهم موظفو السفارة.

وصدرت خلال الـ24 ساعة الأخيرة توصيات مماثلة من سلطات اليابان والنمسا.

وفي وقت سابق دعا الرئيس الأميركي جو بايدن المواطنين الأمريكيين لمغادرة أوكرانيا "الآن"، محذرا من أن السلطات الأميركية قد تواجه صعوبات بإجلاء المواطنين، يأتي ذلك في وقت أكدت فيه وسائل إعلام أميركية احتمالية بدء عمليات إجلاء أميركيين موجودين في أوكرانيا الأسبوع المقبل.

من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه لا يعتزم إجلاء دبلوماسيين من أوكرانيا حاليا.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفن للصحافيين "لسنا نقول أن قرارا تم اتخاذه، ان قرارا نهائيا اتخذه الرئيس بوتين في شأن الغزو".

وأضاف إن الولايات المتحدة ترى أن هجوماً روسياً محتملاً على أوكرانيا والذي تعتبره وشيكاً سيبدأ بقصف جوي وقد يتضمّن "هجوماً سريعاً" على كييف.

ودعا ساليفان الأميركيين المتواجدين في أوكرانيا إلى مغادرة هذا البلد "في غضون 24 إلى 48 ساعة".

وتوقع البيت الأبيض الجمعة أنّ يجري الرئيس جو بايدن مكالمة هاتفية بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لثنيه عن غزو أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي جيك ساليفان للصحافيين "أتوقع أن يتباحث الرئيس بايدن هاتفياً مع الرئيس بوتين، لكن ليس لدي أي شيء لأعلنه في الوقت الراهن".
 
 وذكر البيت الأبيض بأن بايدن وقادة غربيون اتفقوا على تنسيق الجهود لردع أي عدوان روسي جديد على أوكرانيا.

وارتفعت أسعار النفط وتراجعت الأسهم الأميركية بعد ظهر الجمعة بالتوقيت المحلّي في وقت حثّ فيه البيت الأبيض الأميركيين على مغادرة أوكرانيا فوراً بسبب ارتفاع احتمال حصول غزو روسي.

فقرابة الساعة 19,15 بتوقيت غرينتش تراجع مؤشر "أس أند بي” 1,5 % إلى 4438,89 نقطة. أما سعر خام غرب تكساس الوسيط فارتفع بنسبة 4% تقريباً ليصل إلى 93,48 دولاراً للبرميل."

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" لتلفزيون "الشرق"، الجمعة، إن واشنطن قررت إرسال 3000 جندي إضافي إلى بولندا.

وأضاف المسؤول الأميركي: "بناء على توجيه من الرئيس (جو بايدن)، أمر وزير الدفاع لويد أوستن الجمعة، بإرسال ما تبقى من الجنود الـ3000 من فريق لواء المشاة القتالي 82 المحمول جواً ومقره في فورت براج بولاية نورث كارولينا، إلى بولندا.

وتابع: "ستنضم الدفعة الثانية من الجنود المحمولة جواً في بولندا إلى الدفعة الأولى المكونة من 1700 جندي، وعناصر التمكين الرئيسية التي أمر بها الوزير أوستن هناك في الثاني من فبراير. ووصل بالفعل ما يقرب من ثلثي هذه الشريحة الأولى، يقودهم الميجور جنرال كريستوفر دوناهو".

وأضاف لـ"الشرق"، أن القوات ستغادر قاعدة "فورت براج" العسكرية خلال اليومين المقبلين. ومن المتوقع أن تكون في مكانها بحلول أوائل الأسبوع المقبل.

وأوضح أن عمليات انتشار القوات الإضافية "مؤقتة" بطبيعتها، وتهدف لفترة وجيزة إلى استكمال القوات الأميركية الموجودة بالفعل في أوروبا، والتي يزيد عددها عن 80 ألف جندي بموجب أوامر دورية ودائمة".

وفي وقت سابق الجمعة، قالت موسكو إن المناقشات التي جمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين (الخميس) سعيا لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية لم تؤد إلى "أي نتيجة".

وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوما على أوكرانيا.
وترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات