- بقلم .محمد الفرماوي
إن ما كشفت عنه المخابرات التركية من نجاحها بالقبض على خلية تابعة لإيران كانت تخطط لاغتيال رجل الأعمال الإسرائيلي "يائير غيلر" وهو تركي الجنسية وهو متخصص في الصناعات الدفاعية , وإطلاع جهاز الموساد الإسرائيلي على كافة التفاصيل والمعلومات عن أفراد الخلية وضباط الاتصال في إيران والخارج وغير ذلك , إنما يمثل تعبير تركي عن الرغبة في العودة إلي دفيء الأحضان الإسرائيلية بعد نفور, هذا من ناحية ومن ناحية أخري تعطي رسالة بقدرتها على تحقيق سياسة المنزل الأمن , ففي العادة تجري تلك الأمور تحت الستار وخارج دائرة الأعلام والإعلان , لكن هذه المرة تركيا تعلن تفاصيل العملية قبيل استقبال وفد إسرائيلي , ووفق التقارير التركية أن تلك الخلية التي يقودها ضابط الاستخبارات الإيراني "ياسين طاهر مقندي" ويقيم في إيران , ويدير الخلية في تركيا الإيراني " صالح مشتاق بيجهوز" وأن الخلية التي تم رصدها تليفونياً من قبل المخابرات التركية انتهت من رصد تحركات "غيلر" وجمعت المعلومات عنه, وتم رصد عناصرها ميدانياً خلال تخطيطها لمرحلة تنفيذ عملية اغتياله وذلك رداً على اغتيال إسرائيل للعالم النووي الإيراني "محسن فخري زاده" عام 2020 , لكن جهاز الموساد والمخابرات التركية عملوا على إخفاء "غيلر" في منزل آمن وتوفير الحماية لمقر شركته بمنطقة كاتالجا والذي يقع بالقرب من أحد المقار الإقليمية للمخابرات التركية وعناصر من جاهز الموساد, وكذلك توفير حماية لمقر إقامته في منطقة بشيكتاش بمدينة إسطنبول , وأن تمكن القوات التركية من اعتقال العناصر التسعة للخلية الإيرانية يكشف عن تدني مستوي عناصرها وبخاصة بعد رصد تليفون قائدها الذي استخدم أكثر من شريحة في نطاقات مختلفة من شركة "غيلر" , كما كانت العملية تهدف إلى تقويض العلاقات التركية الإسرائيلية المتوترة منذ 13 عام وتعزيز التقارب الإيراني التركي الأخير , لكن بعودة العلاقات التركية الإسرائيلية إلى الدفئ يؤدي إلى تدهور علاقة إيران بتركيا نظراً للتنافس الاستراتيجي بينهم , كما كانت تهدف أيضاً إلى تقويض الصناعات الدفاعية الإسرائيلية , لكن فشل الأمر عزز من التعاون الاستخباراتي التركي الإسرائيلي بوجود عناصر دائمة من الموساد في تركيا للتنسيق الأمني وتبادل المعلومات .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت