روسيا والصين مصالح مشتركه في مواجهة أمريكا والغرب

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله
  •  المحامي علي ابوحبله

المصالح الروسية الصينية ضمن استراتجيه مشتركه للتحرر الاقتصادي العالمي من الهيمنة الامريكيه وتحرير اقتصاديات آسيا من الهيمنة الامريكيه الغربية للحد من التمدد الأمريكي وذلك إنهاء للتحكم الأمريكي القطبي الأحادي في عشرينات القرن الماضي ، ان حقيقة الصراع على سوريا والمنطقة واحتدام حدة الصراع في أوكرانيا يعود حقيقة للصراع على مناطق النفوذ في العالم بين أمريكا والغرب وروسيا وحلفائها صفقة الغاز التي أبرمتها روسيا والصين خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن للصين في 2014 بلغت قيمتها حوالي 400 مليار دولار، تُزَوِّد روسيا بموجبها الصين بـ38 مليار متر مكعب من الغاز سنويًّا لمدة ثلاثين سنة؛ وذلك عبر الأنابيب انطلاقًا من الشرق الأقصى الروسي بحلول سنة 2018 ، وكانت وسائل الإعلام الروسية والصينية والغربية تناولت ألصفقه في حينه باهتمام بالغ ، وكانت محور التحليل عن الأسباب التي دفعت روسيا الى إتمام الصفقه بعد عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة ،إن اهمية ألصفقه بتاريخها وموعدها أنها تأتي في وقت تمر فيه العلاقات الروسية الغربية بازمه عميقة ، وان ألصفقه قد جاءت ردا على سلسله من العقوبات فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا على روسيا بفعل الصراع الذي تشهده أوكرانيا ونتيجة الموقف الروسي من الصراع على سوريا وتعد صفقة الغاز الروسية الصينية مخرجا لروسيا من ارتهانها للعقود الغربية ومن التحكم الغربي في روسيا .
لم يقدم فلاديمير بوتن على اعتراف روسيا باستقلال دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين؟ قبل ان يعد عدته لذلك لانه يدرك اتجاه امريكا والغرب لفرض عقوبات على موسكو وان كانت "عقوبات محدودة" قابلة للتشديد. فور اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنطقتي لوهانسك (لوغانسك) ودونيتسك بإقليم دونباس شرق أوكرانيا مساء الاثنين (21 فبراير/ شباط 2022) وبداية دخول قوات عسكرية روسية إليها، ركزت تصريحات المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين على خيبة أملهم في مدى جدية بوتين بالالتزام بقنوات الحوار والبحث عن حلول ديبلوماسية مجدية تجنب المنطقة حربا بعواقب جيوستراتيجية خطيرة.
واعتبر المسئولون أن الخطوة الروسية ما هي إلا تأكيد على نية موسكو غزو أوكرانيا "لا محالة". في المقابل، وكما حصل بإقليم القرم في عام 2014 وإقليمين في جورجيا، يبدو الرئيس بوتين مواصلا طريقه نحو تغيير الواقع على الأرض، ليظهر الغرب وكأنه لم يكن واضعا في حسبانه خطوة كهذه. ولطالما توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس فلاديمير بوتين "بعقوبات ذات نتائج وخيمة" في حال غزت قواته أوكرانيا. لكن "الغزو" بلغة كييف، لم يشملها، وإنما إقليم دونباس في خطوة تعتبرها أوكرانيا "هجوما صارخا على سيادتها الوطنية"، ما طرح السؤال حول ما إذا كان الغرب سيتجه نحو العقوبات كتحرك ردعي لتجنب الأسوأ، أم أنه سوف ينتظر الأسوأ لتصبح للعقوبات طابعاً عقابياً لن يساعد أوكرانيا كثيرا، وهي بالأصل الحلقة الأضعف والأكثر ضرراً من الصراع. وبدوره انضم الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة في الامتناع عن اعتبار الانتشار الروسي في هاتين المنطقتين بمثابة غزو، فمثل هذا التصريح قد يجعل الدول الغربية مضطرة إلى فرض مجموعة عقوبات هي الأقسى على موسكو بعدما هدّدت بذلك على مدى الأشهر الماضية. وحين سئل عمّا إذا كان غزواً، ردّ بوريل: "لن أقول إن هناك غزوًا كاملًا، لكن القوات الروسية تتواجد على أراضٍ أوكرانية".
في ظل احتدام الصراع بين موسكو وأمريكا والغرب فان التحالف الروسي الصيني يأخذ بعد استراتيجي بتلك الاتفاقات المتعلقة بإمدادات الطاقة ، وتعطي مؤشر واضح على أن روسيا والصين يشكلان قطب اقتصادي عالمي بات يحسب حسابه في قارة آسيا التي تعد عصب الاقتصاد العالمي ، ومؤشرات الصراع في أوكرانيا تشير أن الولايات المتحدة لم يعد بمقدورها التفرد في حكم العالم ، وان التوازن في المصالح يضع العالم أمام خريطة جديدة تراعى من خلالها مصالح اللاعبين الجدد والشرق الأوسط من أكثر الدول التي ستتأثر وتتغير تحالفاتها الدوليه والاقليميه

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت