• النخالة: المسار الوحيد أمام شعبنا هو المقاومة ومغادرة أوهام التسوية
• الطاهر: المقاومة هي الخيار الاستراتيجي لتحرير كل فلسطين
• أبو معمر: المقاومة خيارنا الاستراتيجي حتى يحقق شعبنا أهدافه بالتحرير والعودة

قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد زياد النخالة، يوم الاثنين، إن "مدينة القدس لا تزال ترزح تحت الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من 50 عاماً"، منبِّهاً إلى أن شعبنا الفلسطيني لم يتوقف لحظة واحدة عن الجهاد والمقاومة.  

وجاء تصريح النخالة، خلال مؤتمر شعبي كبير، نظمته حركة الجهاد الإسلامي، في مدينة غزة، بعنوان "المقاومة طريق التحرير"؛ دعماً وإسناداً للمقاومة في الضفة ، ولأهالي النقب والشيخ جراح، في ذكرى رحلة الإسراء والمعراج، وذكرى التحرير الصلاحي للقدس، وتزامناً مع انطلاق أسبوع القدس.  

وأضاف النخالة: "نلتقي اليوم لنحيي ذكرى عظيمة على قلوبنا وعلى تاريخنا، ألا وهي ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير المسجد الأقصى من سيطرة الاحتلال الصليبي".  

وتابع: "تمر علينا الذكرى، وينبعث فينا الأمل بتحرير القدس مرة أخرى، ويتقدم جنود فلسطين ومجاهدوها على خطى محمد صلى الله عليه وسلم باتجاه القدس".  

ولفت النخالة إلى أن" منظمة التحرير الفلسطينية ضاعت بعد اجتماع المجلس المركزي الأخير في رام الله"، مبيِّناً أن "قيادة السلطة منذ اتفاق أوسلو تتحدث عن من تسميها "بالشرعية الدولية" التي أعطت فلسطين لليهود وطناً قومياً، وأصبحت تطارد أبناء الشعب مقابل أوهام صنعتها كالتسوية التي حاصرت المشروع الوطني.  كما قال

وتسأل الأمين العام: "ألا يكفي هذا للتوقف، وإعادة قراءة المشروع الصهيوني من جديد؟، ألا يكفي هذا التنازل للتوقف وإعادة بناء مشروع وطني حقيقي يخرجنا مما نحن فيه من حالة التشتت؟".

واستطرد قائلاً: "الواقع يُثبت يوماً بعد يوم أن قيادة السلطة لم تُحقِّق شيئاً للشعب الفلسطيني إلا زيادةَ المعاناة وإعطاء شرعية إضافية لهذا العدو في احتلاله فلسطين"، مؤكداً أن من يملك القوة هو الذي يستطيع أن يُغيِّر الواقع، ويفرض وقائع جديدة على الأرض ويأخذ الناس إلى النصر.
 
وأكد النخالة، أن معركة سيف القدس الأخيرة فتحت آفاقاً جديدة أمام الشعب الفلسطيني، وجسدت وحدته الوطنية على امتداد انتشار شعبنا في المناطق المحتلة منذ عام 48، وفي الضفة، والقطاع، والشتات، ومخيمات اللجوء.  

وشدد على أن "معركة سيف القدس أثبتت أن عناصر القوة في الشعب الفلسطيني تستعصي على الفناء وهذا يتأكد مما نراه من إنجازات تحققها المقاومة"، مضيفاً أن المقاومة في فلسطين والمنطقة هي أقوى من أي وقت مضى، وأن العدو رغم امتلاكه كل أنواع الأسلحة هو أضعف من أي وقت مضى.  "

وأشار النخالة، إلى" أن العدو الصهيوني الذي كان يجتاح ويتقدم في لبنان وغزة وفي جبهات كثير يتراجع الآن ويبني الجدر لحماية نفسه.  "

واعتبر أن التطبيع وما يُسمى "بالسلام الاقتصادي" إهانة ما بعده إهانة لأمة تملك هذا التاريخ العريق والحضارة، متسائلاً: "هل كان حكام الخليج وغيرهم مضطرون لدعوة "بني إسرائيل" كي يستبيحوا أوطانهم وقصورهم؟".

وتأسف القائد النخالة، على حال بعض الفلسطينيين الذين أعطوا لدول الخليج مُبرِّراً حول التطبيع مع العدو الصهيوني بإصرارهم على التمسك بأوهام السلام التي انتهت منذ زمن طويل.  

واستغرب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي تفاخر السلطة بالتنسيق الأمني، وملاحقة المجاهدين واعتقالهم في الضفة، في ظل انتشار الاستيطان كالسرطان في الضفة الغربية.  

وتابع: "القدس تُهوّد ولا نسمع من السلطة سوى عبارة أن القدس خط أحمر حتى وصلت العدوى لقوى المقاومة والناطقين باسمها "، موضحاً أن "أقدام العدو تدنس القدس والمسجد الأقصى يومياً، وعلى مدار الوقت، وأن كلمة خط أحمر تُطلق على شيءٍ لم يحدث ويتم التحذير من حدوثه، وليس على شيء قد حدث منذ زمن طويل".  

وأكد القائد النخالة، أن ما يجري في الشيخ جراح وغيره من الأحياء المقدسية هو المشهد الصارخ لعنجهية الاحتلال، داعياً كل مسلم والشعب الفلسطيني أن يستنفرو على مدار الوقت للعمل على حماية القدس والمقدسات.  

وطالب كافةَ قوى المقاومة وأبناء الجهاد الإسلامي وسرايا القدس أن يكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى الذي تدنسه عصابات المستوطنين يومياً.  

وشدَّد على أن مشاغلة العدو واستنزافه في كل مكان أصبح واجباً من أي وقت مضى، وأن ما يقوم به المجاهدون في الضفة الباسلة من التصدي لقوات العدو هو مقاومة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لافتاً إلى أن "الأعذار كثيرة ولكن الواجبات أكثر وتزداد يوماً بعد يوم، فهذا زمن الجهاد وزمن المجاهدين".

وجدد تأكيده على الوقوف بكل فخر واعتزاز إلى جانب أسرانا البواسل الذين يخوضون معركة كبرى داخل معتقلات العدو؛ للدفاع عن الحد الأدنى من حقوقهم الإنسانية التي يجردهم العدو منها، مشيراً إلى أن واجبنا أن نسعى من أجل حرية الأسرى.
 

وقال أمين الجهاد خلال كلمته: إن "النصر يعتمد على مدى استعدادنا للتضحية، فكلما كانت استعداداتنا أقوى كان انتصارنا أقرب".  

وأضاف: "يقع على عاتق الدعاة والمربين وخطباء المساجد المسؤولية الكبرى في ترسيخ المفاهيم الإسلامية التي تُعزز الثقة بالله"، منبِّهاً إلى أنه لن تفلح أمة أو جماعة يغيب الإحساس بالله في حياتها وفي سلوكها، ويصبح سلوكها مرتبطاً بمعايير الناس.  

وفي سياق كلمته، أكد القائد النخالة، أن الشيخ القائد خضر عدنان هو رمز فلسطيني كبير وقامة وطنية عالية، مؤكداً أن حركة الجهاد الإسلامي تعتبر الاعتداء عليه هو اعتداء على الحركة بأكملها وعلى القوى الوطنية والإسلامية.  

وشدد القائد النخالة على ضرورة حشد قوى الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، فهو واجب إسلامي ووطني وحاجة وطنية تقتضيها طبيعة المعركة مع العدو.  

وجدد أمين عام الجهاد زياد النخالة، التأكيد على رؤيتة الحركة الواضحة والثابتة في أن المسار الوحيد أمام شعبنا الفلسطيني هو المقاومة والاستمرار بها، مشدداً على ضرورة مغادرة أوهام التسوية مع العدو الصهيوني.  

ودعا النخالة إلى "صياغة برنامج عمل وطني يمثل الكل الفلسطيني، ويلتزم بحقوقنا التاريخية في فلسطين، ويكون موجهاً لنضالنا ضد العدو الصهيوني."

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر، "إنّ خيار المقاومة بجميع أشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلحة، هي الخيار الاستراتيجي لتحرير كل فلسطين."

وأضاف الطاهر، خلال كلمة له في مؤتمر "الـمـقاومة طريق التحرير" أنّ "خيار المراهنة على تسويات وحلول سياسية مخادعة ومزيفة ثبتَ فشله"، مؤكدًا أنّ" خيار أوسلو المدمر كان نتيجة المزيد من الاستيطان وتهويد الأرض والاعتقالات والاغتيالات."

وشدد على أنّ "خيار المقاومة هو الخيار الاستراتيجي لمواجهة المخططات الاستعمارية في المنطقة" مؤكدًا أنّ "شعبنا الفلسطيني الصامد يقف في قلب محور المقاومة مدافعًا عن فلسطين والأمة العربية والإسلامية".

وأشار إلى أنّ "معركة سيف القدس أكدت وحدة الأرض والشعب الفلسطيني".

وفي سياق متصل، أكد الطاهر على ضرورة "تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بميثاقها الأساسي" و "من مواجهة أي محاولة لتهميش دور منظمة التحرير الفلسطينية" معتبرًا أنّ إضعاف منظمة التحرير وتهميشها لصالح السلطة أمر لا بد من فضحه أمام شعبنا.

وفيما يتعلق بالهرولة نحو التطبيع مع إسرائيل، شدد على ضرورة"تشكيل جبهة عربية شاملة لمواجهة التطبيع ودعم المقاومة بمختلف الوسائل".

بدوره، أكد عضو قيادة إقليم قطاع غزة في حركة "  حماس  " زكريا أبو معمر أن "المقاومة خيارنا الاستراتيجي لا تراجع عنها ولا تنازل، مبيناً أنها ستستمر بكل الأشكال حتى يحقق شعبنا أهدافه كاملة بالتحرير والعودة.

وقال أبو معمر خلال كلمة له  في المؤتمر الشعبي "المقاومة طريق التحرير"  إن القدس ستبقى قبلتنا السياسية وساحة الصراع ووقود الثورة، مشدداً على أن أي مساس بها أو بمسجدها أو أحيائها سيفجر ثورة شعبنا في كل مكان.

وأشار إلى أن "خيار التسوية وأوسلو دمر قضيتنا الوطنية، مبيناً أنه آن الأوان للخروج منه بلا عودة، مشيراً إلى أنه إن لم يستجب الفريق المتنفذ بالسلطة والمنظمة لهذا الخيار فإن القوى الوطنية جميعها مدعوة للعمل وطنيا يدا بيد مع بعضها لإصلاح البيت الفلسطيني الجامع واسترداد القرار الوطني من أيدي خاطفيه."

وأضاف أبو معمر "أن الوحدة ممر إجباري لا بديل عنه لنكون يدا واحدة في مواجهة الاحتلال وحماية الأرض والمقدسات."

وبين  أن" البيت الفلسطيني هو منظمة التحرير والتي أنشئت تحت عنوان التحرير ولتشمل شعبنا في الداخل والخارج، لا أن تكون دائرة داخل سلطة أوسلو، مؤكدًا أن المرسوم الأخير كشف عن خطط الإحكام والسيطرة التي يخطط لها فريق من شعبنا."

وأوضح أبو معمر أن "التطبيع مع الاحتلال جريمة كبرى نقف ضدها، داعيًا الأنظمة العربية التي طبعت مع الكيان إلى التراجع عن هذا المسار الخطير عليها وعلى الأمة."

وحيا  العلماء واتحاداتهم وهيئاتهم الذين أطلقوا أسبوع نصرة القدس والمسجد الاقصى المبارك.