تأثر قطاع غزة بارتفاع أسعار القمح العالمية جراء استمرار العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا لليوم السادس على التوالي، كون روسيا مصدر أساسي لتصدير القمح لدول العالم.
يقول عبد الدايم عواد، مدير عام شركة مطاحن السلام، إن العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، تسببت بشكل مباشر بارتفاع أسعار الدقيق عالمياً بشكل فوري، وتأثر بها قطاع غزة.
وأوضح في لقاء خاص مع وكالة (APA) أن عديد من شركات استيراد الدقيق في غزة، نفذ مخزونها الاستراتيجي للسوق المحلي، مما يضطرها إلى الاستيراد في الفترة القادمة بأسعار قد تكون مرتفعة.
وتابع عواد، إن أسعار الدقيق غير ثابته على المستوى البعيد، فقد تشهد ارتفاعاً ملحوظاً بعد نفاذ الكميات المخزونة في قطاع غزة، بسبب العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا.
وأضاف "تغطي مطاحن السلام حاجة السوق المحلي من الدقيق، إلى أن ارتفعت أسعار الدقيق عالمياً، اتجه التجار لاستيراده من الدول المجاورة مثل مصر".
وذكر عواد التحديات التي تواجه المطاحن في قطاع غزة، أبرزها ارتفاع الضرائب على الدقيق المستورد من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يجعل السوق المحلي يتجه إلى الدقيق المصري.
وأشار عواد إلى إن مطاحن السلام اتجهت إلى تغطية حاجة المؤسسات الدولية مثل وكالة الغوث، والبرنامج العالمي، وبرنامج الغذاء العالمي، لتزويدهم بالدقيق اللازم لهم.
يوجد لدى مطاحن السلام 4 آلاف طن من دقيق القمح، وتكفي هذه الكمية لمناقصات وكالة الغوث (الأونروا)، التي توزع من هذه الكمية بشكل شهري على اللاجئين الفلسطينيين، حيث تستهلك 10 آلاف طن لسد حاجتهم من الدقيق، وفقاً لعواد.
ولفت إلى أن عملية استيراد القمح من الدول المختصة كان يتم دون عوائق قبل العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا.
ونوه عواد إلى أن عمليات استيراد القمح تبدأ من أوكرانيا وروسيا بنسبة 90%، وصولاً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي يفرض بها الاحتلال الإسرائيلي ضرائب مرتفعة.
ويرى أن الحلول في ظل الأزمة الأوكرانية والروسية، قد تكون باستيراد الدقيق من دول غرب أوروبا مثل ألمانيا، وهنغاريا ورومانيا وفرنسا، لسد العجز العالمي الذي سببته العملية العسكرية.
وبحسب عواد "لن يخاطر أصحاب شركات استيراد الدقيق بشرائه في الوقت الحالي بالأسعار المرتفعة، لعدم ضمان تسويق في الأسواق المحلية، مما يضطرهم إلى انتظار هدوء العاصفة العسكرية الروسية على أوكرانيا".
تأسست شركة مطاحن السلام عام 2002، وكانت تنتج 120 طن خلال 24 ساعة في بداية تأسيسها، إلى أن وصل الإنتاج إلى 450 طن من دقيق القمح يومياً.