ليست حالة الوفاة الأولى…

وفاة طفل مريض نتيجة "خلل" نظام التحويل للعلاج خارج قطاع غزة

الطفل لؤي محمد الطويل

عبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن أسفه لوفاة الطفل لؤي محمد روحت الطويل، 15 عاماً، من سكان مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، بسبب حرمانه من حقه في العلاج، رغم تدهور وضعه الصحي نتيجة لإصابته بورم في الدماغ.
 
وأكد المركز الحقوقي في بيان صحفي اطلعت عليه "وكالة قدس نت للأنباء"، أن "نظام تحويل مرضى قطاع غزة للعلاج في الخارج يعتريه خلل كبير، ويتسبب في تفاقم معاناة المرضى، ويعرض حياتهم للخطر".  

ودعا المركز إلى تشكيل لجنة تنسيق يكون أطرافها وزارة الصحة والمستشقيات مقدمة الخدمات الطبية للمرضى، بهدف تذليل العقبات التي تواجه مرضى قطاع غزة المحولين للعلاج في الخارج، وتسهيل عملية حصولهم على التغطية المالية في حالة انتقالهم من مستشفى إلى آخر، لتجنيبهم العودة إلى القطاع والبدء في إجراءات جديدة تستغرق عدة أسابيع، وتتسبب في تدهور أوضاعهم الصحية.

وقد أفاد أسامة روحت الطويل، 52 عاماً، وهو عم الطفل المتوفى، والمرافق له في رحلة العلاج، لباحث المركز بما يلي:

“بتاريخ 25/1/2022، سافرت أنا وابن أخي المريض بالسرطان لؤي محمد روحت الطويل، 15 عاماً، إلى مدينة القدس، وذلك بعد حصولنا على تحويلة للعلاج في مستشفى المقاصد.  وبعد سحب عينة لتشخيص حالة الطفل المريض، صدرت النتيجة بعد 10 أيام وتبين فيها أن الطفل مريض بسرطان الدماغ ويحتاج لعلاج إشعاعي.   وبسبب عدم توفر العلاج في مستشفى المقاصد، ذهبت إلى مستشفى المطلع بتوجيه من مستشفى المقاصد لاستكمال العلاج الاشعاعي للطفل، وقد طلبت مني إدارة المطلع المغادرة والعودة بعد إسبوع، مع اصطحاب النتيجة النهائية للفحص الطبي، ولم يخبرني أحد أن المريض بحاجة لتغطية مالية جديدة.  وبعد أسبوع عدت إلى المستشفى، وقمت بفتح ملف للطفل، وسلمت كل التقارير والتحاليل الطبية والصور المقطعية.  ومن ثم أخبرتني إدارة المستشفى أن الطفل لا يوجد له تغطيه مالية، وطلبوا مني الرجوع إلى غزة والحصول على تغطية مالية لاستكمال علاج المريض.  عدنا إلى غزة بتاريخ 2/3/2022، دون أن يتلقى الطفل المريض علاجاً، وبدأنا إجراءات الحصول على تحويلة طبية جديدة “نموذج رقم 1″، وعرض من جديد على اللجنة الطبية، وانتظار الحصول على التغطية المالية.  وخلال هذه الفترة تدهورت حالة الطفل الصحية وتم إدخاله إلى مستشفيات غزة.  وبتاريخ 7/3/2022 صدرت التغطية المالية لعلاج الطفل المريض في مستشفى المطلع، وأثناء ذلك تدهورت حالة الطفل بشكل حاد وتوفى بتاريخ 8/3/2022.  وأثناء مراسم عملية دفن الطفل، تلقينا اتصالاً من مستشفى المطلع يفيد بتحديد يوم 13/3/2022 لاستقبال الطفل، فأخبرناهم أنه قد توفى.”

 

وحسب المركز الفلسطيني، تكررت مثل هذه الحالة خلال الشهور الماضية عدة مرات، وقد أفضت إحداها إلى وفاة الطفل المريض سليم النواتي، 16عاماً، وهو يعاني من سرطان الدم بتاريخ 9/1/2022، بعد رفض عدة مستشفيات في الضفة الغربية ، بما فيها القدس المحتلة، استقباله للعلاج فيها بعد وصوله إليها، رغم تدهور حالته الصحية.  وفي حالة أُخرى عانى المريض ن. ح، 19 عاماً، وهو يعاني من سرطان في ركبة الساق اليمنى، ووصل إلى مستشفى المقاصد للعلاج بتاريخ 12/1/2022 بسبب طلب أطباء المستشفى منه مغادرتها والعودة إلى قطاع غزة للحصول على تحويلة طبية أخرى لاستكمال علاجه في مستشفى المطلع بمدينة القدس.

في ضوء ما سبق، أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان على أن "نظام تحويل مرضى قطاع غزة للعلاج في الخارج يعتريه خلل كبير، ويحتاج إلى تقييم شامل ومراجعة وتصحيح، لضمان تقديم الخدمة العلاجية المناسبة لمرضى قطاع غزة."

ورأى المركز بأن نظام العلاج في الخارج، المعمول بها حالياً، الذي يتطلب من المريض مغادرة المستشفى التي يتلقى العلاج فيها والعودة إلى غزة والبدء في اجراءات تحويل جديدة، بات يهدد حياة المرضى، ويتسبب في مضاعفة معاناتهم، خاصة أن تقديم طلب جديد يتطلب سلسلة معقدة من الإجراءات، من ضمنها الحصول على تحويلة طبية جديدة “نموذج رقم 1″، والعرض من جديد على اللجنة الطبية، وحجز موعد جديد في المستشفى، وطلب تصريح جديد من السلطات الإسرائيلية المحتلة للسماح لهم بمغادرة القطاع، ويستغرق ذلك عدة أسابيع.

ودعا المركز الحقوقي، إلى تشكيل لجنة تنسيق يكون أطرافها وزارة الصحة والمستشقيات مقدمة الخدمات الطبية للمرضى، تعمل على تذليل العقبات التي تواجه مرضى قطاع غزة المحولين للعلاج في الخارج، وتسهل عملية حصولهم على التغطية المالية في حالة انتقالهم من مستشفى إلى آخر، لتجنيبهم العودة إلى القطاع والبدء في إجراءات جديدة تستغرق عدة أسابيع، وتتسبب في تدهور أوضاعهم الصحية.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة