هل تنتهي حرب أوكراينا بصفقة خلال شهرين؟

بقلم: طلال الشريف

طلال الشريف.jpg
  • د. طلال الشريف

قد لا تدخل القوات الروسية كييف وتبقي حصارها على ما تمركزت به من مواقع حتى الآن  لحين نضوج اتفاق أو صفقة تقوم بها اسرائيل على ما يبدو بدأت بزيارة بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي لموسكو.

أكثر طرف متضرر من حرب أوكراينا من وجهة نظري هي اسرائيل فهي على علاقة سوبر مع بوتين والروس ومع زبلينسكي وأوكراينا لكثير من الحيثيات يعرفها الجميع واستمرار الحرب ودخولها لمراحل فوضى المقاومة أو تدمير مدن أوكراينا وارتفاع أعداد اللاجئين الأوكرانيين تعني انهيار التركيبة السكانية وعدم عودة أوكراينا للحياة كدولة مستقلة وهذا لا تريده دولة مثل اسرائيل التي لا تريد أيضا التورط أكثر لروسيا في الحرب وتثبيت الحصار والضغوطات عليها لأن ضياع دولتين صديقتين تاريخيا لإسرائيل سيؤذي اسرائيل وسياساتها فهي صحيح على علاقة حيدة وفوق العادة مع غالبية الغرب وأمريكا ولكن هناك روابط أقوى مع جذورهم في أوروبا وخاصة في روسيا وهي أي اسرائيل ستظل قوية وتعرف مآلات السياسة وتحولاتها ليس بدعم الولايات المتحدة فقط بل ببقاء روسيا في وضع قوي وبقاء دولة صديقة فوق العادة مثل أوكراينا ناهيك عن اللوبي اليهودي في أوكراينا وروسيا وهو ذو حجم ثقيل.. ووتكسب اسرائيل بفهمها كما قلنا التحولات السياسية فهي بنت علاقات فوق العادة حتى مع الصين قبل تحولها لقوة منافسة كبرى.

كل هذه المقدمة جعلت اسرائيل الوحيدة التي تحركت نحو زيارة بينيت لروسيا والهدف ليس غامضا وهو محاولة اسرائيل التدخل والتوسط لتقليل خسائرها وخسائر أصدقائها وكسب القادم وبعد انكشاف الموقف الامريكي تريد اسرائيل أن تحفظ كرامة الغرب وامريكا لتجني في النهاية ود الجميع ومصالحها العقائدية ولوبياتها الاقتصادية في تلك الدول المتناحرة التي كانت على وشك الدخول لحرب عالمية ونووية .. ولذلك تحركت اسرائيل فهي المتضرر الأكبر على كل الوجوه اذا استمرت الحرب وأزمنت لعقود سواء بالمقاومة والتخريب في أوكراينا وروسيا أو بالعقوبات على روسيا أو تصعيد الحرب عسكريا وتورط الناتو فيها.

توقعاتي
 ومن تصريحات زيلينسكي بالأمس  التي بها لمسة ندم واضحة على اتباعه ما أرادته أمريكا والغرب منه وهي توحي ببداية تغيير أوكراني من مواقف الغرب  وبها أيضا لهجة ناعمة مع روسيا بعد أن فرضت روسيا الأمر الواقع وكل ذلك حسب اعتقادي هي نصائح اسرائيلية تلقاها زيلينسكي وقد يكون بند مهم بالصفقة وهو الحفاظ على حياة زيلينسكي وعدم محاكمته التي تطرق لها بوتين عند مقارنة ما فعله الامريكان بقتلهم صدام حسين وما فعلته فرنسا بذبح القذافي والتي قال بوتين في سياق حديثه  بأنه ستتم  محاكمة زيلينسكي ولن يقتلوه، كل تلك المواقف الجديدة لزيلينسكي هي بالتأكيد من نصائح نفتالي بينيت  بعد زيارته لبوتين وفي الغالب نفتالي بينيت سيواصل الصفقة بتنازل زيلينسكي عن الحكم وتحقيق اهداف بوتين باحتواء اوكراينا وكش برة أمريكا وأوروبا ..هذا ما ستؤول إليه الحرب في أوكراينا.

تقديراتي
ستنتهي الحرب  وستنضج الصفقة (صفقة بينيت) في غضون شهرين ويحقق بوتين الهدف بتحييد أوكراينا باتفاق جديد قديم مع زيلينسكي أو من سيصبح في موقع القرار الأوكراني إذا أصرت روسيا على تغير إدارة أوكراينا الحالية وتقبل امريكا والغرب بالهزيمة المعنوية والاستراتيجية  ولن تخرج الحرب عن سياقات محددة حتى الوصول لصفقة بينيت.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت