قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن العقوبات التي يفرضها الغرب على موسكو ردا على هجومها على أوكرانيا، قد تؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية عالميا، في وقت تعد روسيا من أكبر منتجي الأسمدة الضرورية لسلاسل الإمداد العالمية.
وقال بوتين في اجتماع حكومي متلفز إن "روسيا وبيلاروس من أكبر مزودي الأسمدة المعدنية. إذا استمروا في اختلاق المشكلات للتمويل والخدمات اللوجستية الخاصة بتسليم سلعنا، عندئذ سترتفع الأسعار وهذا سيؤثر على المنتج النهائي، السلع الغذائية".
وأضاف، أن بلاده تفي بالتزاماتها فيما يتعلق بإمدادات الطاقة.
وتابع بوتين، أن العقوبات الغربية على روسيا غير مشروعة، وأن الحكومات الغربية تخدع شعوبها، مؤكدا أن روسيا ستحل مشاكلها بهدوء.
وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، قال إنّ روسيا اتخذت تدابير للحد من تدفق رأس المال إلى الخارج، وإنها ستفي بالتزاماتها فيما يتعلق بالديون الخارجية بالروبل.
بدوره، أكد بوتين، أن أسعار الطاقة في الغرب آخذة في الازدياد بسبب سوء تقديريهم للمواقف.
وأضاف: "أما بالنسبة لتلك الدول التي تتخذ خطوات غير ودية تجاه بلدنا واقتصادنا، فنحن ندرك جيدا أنها تدعو مواطنيها إلى شد أحزمتهم وارتداء ملابس أكثر دفئا، وبشكل عام، العقوبات التي يفرضونها علينا سبب تدهور وضعهم".
وشدد بوتين على أن "كل هذا يبدو غريبا للغاية، خاصة وأننا نفي بجميع التزاماتنا في مجال إمدادات الطاقة.. لا يرتبط ارتفاع أسعار المنتجات البترولية في الولايات المتحدة بفرض حظر على واردات النفط من روسيا، فهم يخدعون مواطنيهم".
وانتقد بوتين قرار نظيره الأمريكي جو بايدن وقف واردات النفط الروسية وقال إن "الولايات المتحدة تطرق اليوم أبواب دول تقع في قائمة عقوباتها طلبا للنفط.." متسائلا عن السبب الذي دعا واشطن لفرض عقوبات على هذه الدول في السابق.
من جهته، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إن "الحكومة الروسية تقترح إدخال إدارة خارجية في الشركات، في حال أغلق المالكون الأجانب الإنتاج بشكل غير معقول"، مشيرا إلى أنه "في هذه الحالة تقترح الحكومة إنشاء إدارة خارجية ستحدد مصير الشركة في المستقبل".
وتابع: "ستكون المهمة الرئيسية في هذه الحالة هي الحفاظ على الوظائف في وقت تعلن فيه معظم الشركات تعليقا مؤقتا مع الحفاظ على الوظائف والأجور".
وأكد رئيس الوزراء الروسي: "سنراقب هذا الوضع بدقة".
وأمر بوتين بـ"وضع آليات إضافية لضمان استدامة الميزانيات الإقليمية"، معطيا التعليمات ذات الصلة خلال الاجتماع.
وخاطب الرئيس الروسي وزير المالية أنطون سيلوانوف: "أود أن أطلب منكم مرة أخرى إلقاء نظرة فاحصة على الآليات الممكنة لضمان استقرار الميزانيات الإقليمية".