ذكرت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية يوم الجمعة بأن كوريا الشمالية اختبرت إطلاق "نموذج جديد" من الصاروخ هواسونغ-17 الباليستي العابر للقارات يوم الخميس.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أن الزعيم كيم جونغ أون أصدر توجيهات بإجراء التجربة.
وحسب وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، فان الزعيم كيم جونغ أون أشرف بنفسه الخميس على تجربة الصاروخ الباليستي.
وأضافت "الزعيم كيم جونغ أون يرى في الصاروخ الباليستي الجديد ردعا للحرب النووية"، وقال "كل من يحاول خرق أمن بلادنا سيدفع ثمنا باهظا"
وشدد زعيم كوريا الشمالية قائلا:" تصميمنا راسخ على تعزيز ردع نووي قوي وقادرون على احتواء أي محاولة عسكرية أمريكية".
ووقال الجيش الكوري الجنوبي إن كوريا الشمالية أطلقت ما يبدو أنه صاروخ باليستي عابر للقارات باتجاه البحر الشرقي الخميس، في خطوة أدت إلى تصعيد التوترات في المنطقة بدرجة حادة.
وقالت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي إنها رصدت عملية الإطلاق من مطار "سونان" في بيونغ يانغ في الساعة 2:34، وأضافت أن الصاروخ حلق لمسافة 1,080 كيلومترا تقريبا على ارتفاع يزيد عن 6,200 كيلومتر. وقالت الهيئة إن الشمال يبدو أنه أطلق الصاروخ بزاوية مرتفعة. وقال مسؤول عسكري آخر إن الصاروخ حلق لمدة بلغت 70 دقيقة على الأقل.
وقالت الهيئة في رسالة نصية أرسلتها إلى الصحفيين: "تجري سلطات الاستخبارات في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تحليلا مفصلا لما يتعلق بالتفاصيل الأخرى بشأن الصاروخ".
وعقب الإطلاق، عقد رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال "وون إن-تشول" وقائد القوات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الجنرال "بول لاكاميرا" اجتماعا عبر الفيديو، وأعادا التأكيد على الموقف الدفاعي "الراسخ" للحليفين.
وفي استعراض لقوتها الصاروخية واستعدادها العسكري، أجرت القوات المسلحة لكوريا الجنوبية تدريبات مشتركة بالذخيرة الحية الخميس باستخدام بعض صواريخها الرئيسية، حيث تم إطلاق الصواريخ من الأرض والبحر والجو من البحر الشرقي. وقالت الهيئة أيضا إنها قامت بتعبئة صاروخ الأرض-أرض "هيون مو-2"، وأحد صواريخ نظام الصواريخ التكتيكية للجيش، بالإضافة إلى صاروخ "هيه سونغ-2" الذي يتم إطلاقه من السفينة إلى البر، وصاروخين جو-أرض من طراز "جيه دام".
وجاء في بيان الهيئة: "تم التأكيد على أنه في حالة إطلاق أي صاروخ من قبل كوريا الشمالية، فلدينا الاستعداد والقدرة على توجيه ضربة دقيقة على المكان الذي أُطلقت منه الصواريخ ومنشآت القيادة والدعم". وأدانت هيئة الأركان المشتركة عملية الإطلاق الأخيرة، ووصفتها بأنها تمثل تحديا خطيرا للجيش الكوري الجنوبي، وكذلك للتحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وندد البيت الأبيض أيضا بإطلاق الصاروخ، ودعا بيونغ يانغ إلى "الوقف الفوري لأعمالها المزعزعة للاستقرار".
وقالت السكرتيرة الصحفية جين بساكي في بيان: "يمثل هذا الإطلاق انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن الدولي، ويثير التوترات بلا داع ويخاطر بزعزعة الوضع الأمني في المنطقة"، وأضافت: "لم يُغلق باب الحوار والدبلوماسية، ولكن يتعين على بيونغ يانغ أن تتوقف على الفور عن أعمالها المزعزعة للاستقرار".
وفي بيان منفصل، حثت القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الشمال أيضا على الامتناع عن المزيد من "الأعمال المزعزعة للاستقرار".
وقالت القيادة في بيان صحفي: "ستظل الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن الأراضي الأمريكية وعن حلفائنا"، وأضافت: "يظل التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان صارما".
يُذكر أن مطار "سونان" هو المكان الذي يُفترض أن الشمال اختبر فيه الصاروخ هواسونغ-17 الباليستي العابر للقارات في 27 فبراير و5 مارس. ويُعتقد أن الصاروخ الجديد، الذي أطلق عليه اسم "الوحش" لكبر حجمه، يمكنه أن يحمل رؤوسا حربية متعددة، كما يبلغ مداه أكثر من 13,000 كيلومتر.
وجاء الإطلاق الأخير لكوريا الشمالية بعد أربعة أيام من إطلاقها لأربع طلقات مدفعية في البحر الأصفر، باستخدام قاذفة صواريخ متعددة على ما يبدو، من "سوكتشون" الواقعة شمال بيونغ يانغ.
وفي الأسبوع الماضي، حاولت كوريا الشمالية إطلاق نظام صاروخي بعيد المدى على ما يبدو، لكنها لم تنجح في عملية الإطلاق.
وقد ألمحت بيونغ يانغ في يناير إلى إمكانية تراجعها عن الوقف الاختياري لتجارب الأسلحة الاستراتيجية الذي تعهدت به في أبريل عام 2018، وسط جهود الدبلوماسية النووية مع سيئول وواشنطن.