يسعى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومير بارليف، إلى منع اقتحامات أعضاء الكنيست للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وذلك منعا لـ"توتر يقود إلى تصعيد أمني" في القدس ومنها إلى سائر المناطق الفلسطينية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي "كان 11"، بأن وزير الأمن الداخلي، طلب من رئيس الشاباك، رونين بار، صياغة موقف يتيح للشرطة منع أعضاء الكنيست من اقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وذكر التقرير أن بارليف حث رئيس الشاباك على "صياغة موقف من شأنه أن يسمح للشرطة بمنع أعضاء الكنيست من اقتحام الحرم القدسي أثناء اندلاع اشتباكات، وأن يتم ذلك قبل شهر رمضان".
وقال وزير الأمن الداخلي أن ذلك يأتي في ظل تصاعد "المخاوف من أن يتسبب ذلك (اقتحامات أعضاء الكنيست للأقصى) بالإضرار بأمن الدولة"، في إشارة إلى إمكانية أن تؤدي الاقتحامات الاستفزازاية والاعتداءات في القدس إلى إشعال الوضع.
يأتي ذلك فيما قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، تعزيز "فرقة غزة" التابعة لجيش الاحتلال، بعناصر إضافية، بالإضافة إلى استدعاء أربعة كتائب إضافية إلى منطقة خط التماس والضفة الغربية والقدس .
ورفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب "إلى أعلى مستوى"، وسط حديث عن تجنيد المزيد من العناصر والاستعانة بقوات الجيش، وذلك لأول مرة منذ الهبة الشعبية في أيار/ مايو الماضي.
كما طالب وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، باستدعاء عناصر الاحتياط الذي خدموا في وحدة "حرس الحدود"، وذلك خلال مداولات أمنية عقدها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، وقيادات الأجهزة الأمنية، في أعقاب عملية إطلاق النار في بني براك، مساء الثلاثاء.
وقرر بينيت عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، الأربعاء، لـ"مناقشة الخطوات العملياتية" التي يعتزم إصدارها للأجهزة الأمنية.
وذكر التقرير أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعمل على الفصل بين الجبهات بما في ذلك الضفة الغربية والداخل الفلسطيني (مناطق الـ48) وقطاع غزة والقدس المحتلة.
ولفت التقرير إلى أن ذلك يأتي في ظل العمليات الأخيرة في بئر السبع والخضيرة وبني براك، وفي أعقاب "التصعيد الأمني على جميع الجبهات" الذي شهدته البلاد في أيار/ مايو الماضي.
كما ادعى التقرير أن عناصر الأمن "تلقوا تعليمات جديدة بشأن لوائح إطلاق النار في محاولة لمنع استهداف غير المتورطين، حتى لا يتم منح ‘المنظمات الإرهابية‘ (على حد تعبيره) الذرائع لإشعال الأوضاع المتوترة بالفعل".
وزعم التقرير أن جهاز الشاباك رصد ما بين 200 - 100 عنصر مرتبط بتنظيم "داعش"، وأضاف أن هذا الرقم يشمل "العديد من الأشخاص الذين ارتبطوا بالتنظيم في السنوات السابقة وتراجعوا عن تأييده".
ويعتزم عضو الكنيست الكاهاني، إيتمار بن غفير، اقتحام المسجد الأقصى برفقة أنصاره من ناشطي اليمين المتطرف، يوم الخميس المقبل، وذلك ضمن موجة التحريض المتصاعدة ضد الفلسطينيين التي أطلقها بن غفير واليمين الإسرائيلي في أعقاب العمليات الأخيرة.
وخلال مشاركته في مظاهرة لأنصار اليمين في الخضيرة، مساء الإثنين، دعا بن غفير إلى اغتيال الشيخ رائد صلاح، وأطلق تصريحات عنصرية تحريضية على أعضاء الحركة الإسلامية الشمالية، فيما دعا أنصاره إلى الانضمام إليه خلال اقتحام الأقصى، الخميس.
ويبدو أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تسعى بشكل متعمد إلى إشعال الوضع في المجتمع العربي، مستغلة عمليات إطلاق النار الخضيرة بعد أن تبناها تنظيم "داعش"، واستغلال أي احتجاج ضد السلطات من أجل قمعها والتسبب بتصعيد أمني، وبضمن ذلك من خلال زج مستوطنين في مواجهات في المدن المختلطة، في موازاة مسيرات استفزازية للمستوطنين، خاصة في القدس المحتلة، في تكرار لأحداث أيار/ مايو الماضي.
وفي أعقاب مداولات عقدها المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، بمشاركة قيادة الشرطة، تقرر الاستعداد لما يوصف بـ"حارس الأسوار 2". وفي هذا الإطار، تستعد الشرطة لـ35 "يوما قتاليا" متواصلة وأحداث أمنية أكبر بثلاثة أضعاف أحداث أيار/مايو الماضي، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الثلاثاء. وبحسب السيناريو الذي وضعته الشرطة، فإن المواجهات ستدور في أنحاء البلاد، وستسقط قذائف صاروخية وتندلع حرائق.