في اليوم العالمي للصحافة مصطلحات ومواقف متناقضة

بقلم: محمد حسن أحمد

محمد حسن أحمد
  • بقلم :أ.محمد حسن أحمد

يحتفل العالم في الثالث من شهر مايو كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي انطلق من ويندهوك عاصمة ناميبيا، حيث نظم الصحفيون الأفارقة حلقة دراسية بإشراف منظمة اليونسكو لتنمية صحافة إفريقية مستقلة و أعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة في العشرين من ديسمبر لعام 1993أن يوم الثالث من مايو يوماً عالمياً لحرية الصحافة، لذلك يحتفل الصحفيون بهذا اليوم من أجل حرية الرأي والتعبير التي من أجلها يتعرض الإعلاميون لمخاطر جمة مطالبين بتوفير بيئة تتميز بالحرية للصحافة دون رقابة تقيد وتكبل أيدي الصحفيين وتكمم أفواههم ،فهذا اليوم يحتفل به الصحفيون ليؤكدون على مبادىء حرية التعبير والرأي وإستقلالية وسائل الإعلام لكى تستطيع أن تسهم في بناء الإنسان وتطوره في حياة كريمة، وهنا نتذكر مقولة "حنا مقبل" :بالدم نكتب لفلسطين، حيث أن الإعلاميين الفلسطينين الذين يحتفلون بهذا اليوم ليؤكدون على قدسية القضية الفلسطينية بإعتبار هذا اليوم هو يوم الوفاء للصحفيين الذين استشهدوا وهم يؤدون واجبهم الوطني وكذلك للصحفيين الذين تعرضوا للقمع من كيان الاحتلال الصهيوني الذي يطارد ويستهدف الصحفيين الذين ينقلون معاناة الشعب الفلسطيني ويفضحون جرائم الاحتلال الاسرائيلي ،واذا كان هذا اليوم تعبيرًا عن التمسك بحرية الرأي والتعبير ونشر الحقيقة للجماهير فإن خصوصية هذا اليوم للإعلاميين الفلسطينين لها دلالة خاصة لمَ للإعلام من أهمية في مسيرة النضال الفلسطيني ،حيث تلتزم الصحافة الفلسطينية بخاصية المقاومة من أجل تحرير الأرض وتجسيد الهوية الفلسطينية وشحذ الهمم وإستنهاض الجماهير وتثويرها، لتبقى عين الحقيقة تطارد المحتل وتكشف جرائمه وتؤكد الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ولايسعنا في هذا اليوم الا أن نتوجه الى فرسان الحقيقة الصحفيين الفلسطينين بكل الاعتزاز لدورهم في مسيرة الصراع الممتد مع الاحتلال الاسرائيلي وحلفائه،في الوقت الذي يحتفل به العالم بيوم العالمي لحرية الصحافة ينزف الدم الفلسطيني في القدس جراء جرائم الاحتلال المتواصلة ضد شعبنا في القدس وفي مناطق الضفة الغربية بما يؤكد أن هذا اليوم لا يعبر عن حقيقة احترام حقوق الإنسان التي تنادي بها الأمم المتحدة ومن يسمون أنفسهم بالعالم الحر، فالأجدر أن يكون يوم العالمي لحرية الصحافة احتجاجًا دوليًا على مايجري ضد الشعب الفلسطيني من انتهاكات وجرائم يشاهدها العالم أجمع فإلى متى ستبقى المتناقضات والإزدواجية في معاني المصطلحات الأممية الداعية للحرية وضمان حقوق الإنسان، لقد ضج حلف الناتو بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية لما يحدث في أوكرانيا وقدمت دوله دعمًا واسنادًا عسكريًا وثارت ماكينتها الإعلامية ضد روسيا وتناست تلك الدول ما يجري في فلسطين من جرائم الاحتلال المتواصلة واحتلال أرضها في آخر احتلال لأرض شعب يطرد من أرضه ويقتل بسلاح الناتو إنها المصطلحات والمواقف المتناقضة التي تسوقها دول حلف الناتو تحت مايسمى الشرعيات الدولية والقانون الدولي الإنساني

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت