أصيب عشرات الفلسطينيين المرابطين في المسجد الأقصى، بالاختناق ورصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي المعدني المغلف بالمطاط، أثناء تصديهم لاقتحام مئات المستوطنين، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
واقتحم مئات المستوطنين بمشاركة حاخامات وأعضاء كنيست المسجد الأقصى المبارك على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسا تلمودية عنصرية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، ورفعوا علم دولة الاحتلال عند باب القطانين، تحت حماية العشرات من جنود الاحتلال ، إحياء لذكرى ما يسمى "استقلال إسرائيل"، وذلك بعد 15 يومًا من منعهم بسبب العشر الأواخر من رمضان وعيد الفطر.
وواجه المرابطين والمرابطات الاقتحامات بالتكبيرات، وحاولت قوات الاحتلال منعهم من التواجد في باحات المسجد واعتدت عليهم، وحاصرت المرابطين في المسجد القبلي، بقنابل الصوت والغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، واعتدت على المرابطات في صحن مسجد قبة الصخرة.
كما حطمت قوات الاحتلال زجاج منبر صلاح الدين التاريخي داخل المصلى القبلي في المسجد الاقصى، وأغلقت أبوابه بالسلاسل الحديدية وحاولت إفراغ ساحات المسجد من المصلين بعد ان اغلقت البوابات الرئيسية للمسجد الاقصى بالسلاسل الحديدية ومنعت المصلين من دخوله.
ودفعت شرطة الاحتلال بتعزيزات لأكثر من مرة داخل الأقصى لحماية المستوطنين، قبل أن تلاحق المرابطين وتحاول إخلائهم من المسجد.
وأفادت مصادر مقدسية بأن نحو 792 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى المبارك على شكل 22 مجموعة متتالية من جهة باب المغاربة، ومن بينهم الحاخام المتطرف يهودا غليك.
وذكرت أن نحو 38 مرابط أصيبوا، واعتقل 30 بينهم مسعفة، وأفرج عن معظمهم لاحقًا، وأبقى الاحتلال على اعتقال 17 شابًا، وأبعد آخران هما مواطنة جزائرية ومسن، خلال اعتداءات قوات الاحتلال الذي تزامن مع اقتحام نحو 600 مستوطن.
واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الطواقم الصحفية أثناء تغطيتها الأحداث، لمنعها من توثيق الاعتداءات والانتهاكات في الأقصى.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمها تعاملت مع إصابتين في المسجد الأقصى، حيث تم نقلها للعلاج في مستشفى المقاصد، وهما مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس، والناشط المقدسي محمد أبو الحمص، حيث تم الاعتداء عليهما بالضرب.
وأكدت جمعية الأمل للخدمات الصحية أن مسعفيها تعاملوا مع 8 إصابات بالرصاص المعدني، و3 بقنابل الصوت، و25 بالاختناق بالغاز.
وكانت قد أكدت الشرطة الإسرائيلية، أن المسجد الأقصى سُيفتح اليوم أمام اقتحام المستوطنين من الساعة 7:00 إلى 11:00 صباحًا ومن 1:30 إلى 2:30 مساءًا، في قرار دلالة على التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
يشار إلى أن ما تسمى بجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة، دعت إلى اقتحام واسع للمسجد الاقصى ورفع علم الاحتلال عليه وفي ساحاته.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أصدر أمس الأربعاء، تعليمات بالسماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى اليوم، احتفالًا بإعلان دولة الاحتلال.
وعلق الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي طارق سلمي على ذلك بالقول :"نوجه التحية للمرابطين والمرابطات في الأقصى الذين يمثلون الجدار الأول والمنيع في مواجهة مخطط التقسيم الزماني والمكاني. "
وأضاف "الرهان على الحشود في الأقصى اليوم وكل يوم ، فهي الضمان لمنع التقسيم الزماني والمكاني وهي الضمان لحماية الأقصى من خطر التهويد . "
وقال " هذه الحشود المرابطة في الأقصى مدعومة من المقاومة ومحمية بسلاحها وسيفها المشرع ."
وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين :" تحيي المقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى الذين تصدوا لاقتحام قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين وتدنيسه وأفشلوا مخططات الاحتلال. "
وأضافت " شعبنا مصمم على مواصلة نضاله وتضحياته الكبيرة للحفاظ على إسلامية المسجد الاقصى وعروبة القدس وعدم تغيير الوقائع الميدانية فيه. "
وشددت " لن نسمح بفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى، واستمرار الاقتحامات، سيشعل الأرض تحت أقدام الاحتلال ومستوطنيه في القدس في كل مكان."
وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم:"ما يحدث في باحات المسجد الأقصى من تصدي المرابطين والمرابطات، بطولة حقيقية عظيمة تفشل مخططات الاحتلال."
وأضاف "الذعر والارتباك الذي تعيشه المؤسسات الصهيونية والمستوطنين المتطرفين، دليل على فشلهم معركة الإرادة مع شعبنا ومقاومته."
واكد "المسجد الأقصى كان وسيبقى إسلامياً عربياً فلسطينياً."
ودعت الجبهة الشعبية "لتصعيد المواجهة الشاملة مع الاحتلال ردا على اقتحامات سلطات الاحتلال للمسجد الأقصى".
وقال الناطق باسم حركة فتح: "نشد على أيادي المرابطين في باحات المسجد الأقصى وتصديهم لقطعان المستوطنين".
وأضاف الناطق باسم حركة فتح:" شعبنا سيدافع عن المسجد الأقصى بكل قوة وعلى الاحتلال تحمل المسؤولية والنتائج".
وقال الشيخ عكرمة صبري: "المقتحمون دخلوا الأقصى خائفين وغيّروا مسار اقتحامهم واختصروه وكما فشلوا في "القرابين" فشلوا اليوم في رفع أعلام الاحتلال".
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين :"هذا الاقتحام يأتي في سياق محاولات تهويد المدينة المقدسة".
وقالت وزارة الأوقاف الفلسطينية:" قوات الاحتلال تعتدي على المصلين بالضرب عند باب حطة وتشدد إجراءاتها في محيط الأقصى".