حماس تدعو لشد الرحال إلى الأقصى والحشد الواسع فيه فجر الأحد القادم
مسؤولون أميركيون طلبوا من إسرائيل إعادة النظر في مسار "مسيرة الأعلام"
قال الصحفي أشرف أبو الهول مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية والمختص في الشأن الفلسطيني، إن "القاهرة تبذل جهودًا مع مختلف الأطراف لتحقيق التهدئة"، لكنه أقر أنه في ظل الأمور المعقدة، لا أحد يتوقع الانفجار وحجمه على ضوء ممارسات اليمين الإسرائيلي المتطرف وصولا إلى "مسيرة الأعلام" الاستيطانية الاستفزازية المقررة في القدس القديمة الأحد المقبل.
وقال أبو الهول في حديث لشبكة "رايــة" الأعلامية، إن مصر تقوم باتصالات ومفاوضات وجهود وتحاول أن تنسق مع الأطراف العربية والدولية الأخرى، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "حكومة أقلية، يتحكم فيها متطرفون، ولا تمتلك القدرة وربما يأتي الانفجار من داخلها".
وأضاف أن القاهرة تحاول تهدئة الأوضاع، مستدركا: "لكن من الواضح أيضا أن الأمور أكبر من هذه الحكومة الإسرائيلية الهشة والضعيفة والتي فقدت أغلبيتها وتحاول أن تجامل المستوطنين".
وأشار أبو الهول إلى أن هناك نوع من التحدي بين المستوطنين وحركة "حماس"، خاصة بعدما هددت الحركة بإطلاق عدد من الصواريخ حال تعرض المسجد الأقصى المبارك لأي مكروه.
وتابع إن "الأمور معقدة على المستويات كافة، ولا أحد يضمن ماذا سيحدث، فالحكومة الإسرائيلية لا تملك القدرة على كبح جماح المستوطنين المتطرفين لأنها في الأساس حكومة متطرفين".
وبحسب أبو الهول، فإن كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها ولا أحد يعلم ماذا سيحدث أو يضمن إذا وعدت الحكومة الإسرائيلية أنها ستسيطر على المسيرات أنها ستنجح أم لا، خاصة أن القضاء الإسرائيلي سمح بصلوات تلمودية في الأقصى المبارك، بالتالي الكل يتحدث بالقانون وأنه هو الذي يملك الحق".
وأردف الصحفي المصري المختص في الشأن الفلسطيني قائلا إن "الانفجار لا يمكن توقعه في أي لحظة، ورد الفعل الفلسطيني لا يمكن توقعه أيضا بأي شكل سيكون"، مشيرًا إلى العمليات التي نفذها شبان فلسطينيون الفترة الماضية في تل أبيب والداخل.
ولفت أبو الهول إلى أن هناك احتمال آخر بأن يحدث اشتباك وإطلاق صواريخ من غزة أو تنتفض الضفة الغربية والداخل، أو ربما تستغل إسرائيل الأوضاع، خاصة وأنها تقوم بمناورة عسكرية ضخمة في الوقت الحالي "وهذا قد يؤدي للانفجار بأي وقت".
"لإفشال مخططات الاحتلال ومستوطنيه باقتحامه"
هذا ودعت حركة "حماس " جماهير الشعب الفلسطيني إلى "المشاركة الفاعلة والحشد الواسع، في فجر يوم الأحد القادم الموافق 29/5/2022، عبر شدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى، والرّباط والاعتكاف فيه، وأداء صلاة الضحى، والثبات في كلّ ساحاته وأبوابه وأركانه المباركة، دفاعاً عنه، وإفشالاً لمخططات المستوطنين الصهاينة باقتحامه وتدنيسه، وأداء طقوسٍ استفزازيةٍ داخل باحاته."كما قالت
وحذرت الحركة في تصريح صحفي "قادة الاحتلال من أيّ حسابات خاطئة في القدس والأقصى، مجدّدة التأكيد "أننا ماضون بكل قوّة وإصرار ويقين، في الدّفاع عن قدسنا وأقصانا وحقوقنا الوطنية."حد قولها
وأشادت "ببطولات أبناء شعبنا في التضحية والدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، في كل محطّات الصراع مع هذا العدو الغاشم".حسب قولها
كتائب أبو علي مصطفى تُحذّر: "لا تختبروا صبرنا"
وحذّرت كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاحتلال ومستوطنيه، "من التمادي باعتداءاتهم بحق شعبنا الفلسطيني."
وقالت الكتائب في مقطع فيديو نشرته عبر قناتها الرسمية في "تلغرام" في رسالةٍ وجهتها للاحتلال: "لا تختبروا صبرنا"، مشددةً على أنّ مقاتليها رهن الإشارة.
وأظهر الفيديو الذي نشرته الكتائب مشاهد من إعداد مقاتليها لصواريخها "وديع البرق" الموجهة نحو إسرائيل.
إدارة بايدن :"قلقون من تصعيد" قد ينتج عن "مسيرة الأعلام" المستفزة
إلى ذلك، ذكر تقرير عبري بأن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، توجهوا إلى نظرائهم في الحكومة الإسرائيلية، وطلبوا منهم إعادة النظر في مسار "مسيرة الأعلام" الاستفزازية التي ينظمها مستوطنون في مدينة القدس المحتلة، يوم الأحد المقبل.
جاء ذلك بحسب ما أورد موقع "واينت" الإلكتروني، اليوم، علما بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد قررت السماح لـ"مسيرة الأعلام" بالمرور من باب العامود ومنه إلى طريق الواد مرورا بالحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة في القدس وصولا إلى حائط البراق.
وذكر التقرير أن المسؤولين في إدارة بايدن "قلقون من تصعيد" قد ينتج عن مسيرة الأعلام المستفزة في القدس المحتلة، وأفادت بأن المسؤولين الأميركيين "توجهوا لمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية وطلبوا منهم إعادة النظر في المسار".
يأتي ذلك فيما ترفض أجهزة الأمن الإسرائيلية تغيير مسار "مسيرة الأعلام"، وأوصت الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن ذلك، معتبرة أن تغيير المسار في اللحظة الأخيرة سيُفسر على أنه "ضعف إسرائيلي".
وكانت السفارة الأميركية لدى إسرائيل، قد أصدرت تحذيرا لرعاياها في القدس، مساء أمس، وحظرت على الموظفين الأميركيين وعائلاتهم زيارة البلدة القديمة في القدس بالتزامن مع "مسيرة الأعلام"، يوم الأحد المقبل، كما حظرت عليهم الدخول إلى البلدة القديمة حتى مساء يوم الإثنين المقبل، وكذلك في أيام الجمعة.
ونشرت السلطات الإسرائيلية، اليوم ، غرفا محصنة متنقلة في بلدة سديروت في النقب، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلي "كان 11"، تحسبا من إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة ردا على تصعيد محتمل في القدس، كما تم استدعاء ثلاث سرايا احتياط تابعة لقوات "حرس الحدود" تضم نحو 200 عنصر، لتنضم إلى القوات الشرطية التي سينشرها الاحتلال في القدس.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم ، إن الجيش والشرطة والشاباك قدموا توصياتهم إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، بالإبقاء على المسار المقترح لـ"مسيرة الأعلام"، وذلك خلال مداولات أمنية شددت بينيت خلالها على ضرورة العمل وفقا لتوصيات الأجهزة الأمنية بهدف "الحفاظ على السيادة" في القدس، على حد تعبيره.
رفعت شرطة الاحتلال في القدس حالة التأهب في صفوف قواتها إلى درجة واحدة دون الدرجة القصوى، وألغت الإجازات وأمرت بحشد جميع العناصر الذين يخدمون في منطقة القدس وفي المدن التاريخية المسماة بالمدن المختلطة في الخطاب الإسرائيلي، فيما تقرر نشر أكثر من 3 آلاف شرطي في القدس، وسط توقعات بنشر المئات من عناصر الشرطة في المدن التاريخية، "مع التركيز على عكا واللد".
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الجيش الإسرائيلي "لا يجازف ويستعد لاحتمال خروج الأحداث في القدس عن السيطرة"، وهو في حالة تأهب مرتفعة في ظل المناورات العسكرية الواسعة التي تقوم بها قواته بما في ذلك في محيط بلدات عربية في وادي عارة.