يعرقل خلاف بين إسرائيل ولبنان حول الحدود البحرية التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط ويخاطر بتفاقم التوترات بين البلدين.
وبعد جمود استمر شهورا في المحادثات بوساطة أمريكية، حذرت بيروت يوم الأحد من القيام بأي نشاط في المنطقة المتنازع عليها ردا على وصول سفينة لتطوير حقل غاز لإسرائيل.
وقال لبنان إن حقل كاريش يقع في المياه المتنازع عليها. وتنفي إسرائيل ذلك.
وفيما يلي ما تحتاج لمعرفته حول هذه المواجهة:
ما هي الأمور التي على المحك؟
الغاز - يحتمل أن يكون هناك الكثير منه.
يقع لبنان وإسرائيل في حوض الشام حيث تم اكتشاف عدد كبير من حقول الغاز تحت البحر منذ عام 2009. وتنتج إسرائيل بالفعل وتصدر الغاز.
لكن على الرغم من مضي إسرائيل قدما تعثرت آمال اللبنانيين في إنتاج الطاقة بسبب الشلل السياسي.
وقالت شركة توتال الفرنسية إن المحاولة اللبنانية الوحيدة للحفر والتي تمثلت في بئر استكشافية في عام 2020 وجدت آثارا للغاز لكن دون العثور على خزانات. وتشكل شركة توتال كونسورتيوم، مع إيني الإيطالية ونوفاتك الروسية، حصل على أول رخصة من لبنان للتنقيب البحري عن النفط والغاز في عام 2018.
وسيمثل أي اكتشاف للغاز منحة كبيرة للبنان الذي يواجه أزمة مالية منذ عام 2019. ويمكن لمثل هذا الكشف أن يعالج في نهاية المطاف فشل لبنان منذ فترة طويلة في إنتاج الكهرباء الكافية لسكانه.
وسبق أن قال مسؤولون إسرائيليون إنهم يأملون في ألا تستغرق المفاوضات سوى وقت قصير وأن يعزز الاتفاق اقتصاديات البلدين.
لكن على الرغم من أن الطرفين يمكن أن يستفيدا من أي اتفاق فإن هذه المسألة قد تخاطر بنشوب صراع إذا لم يتم حلها.
وسبق أن حذر حزب الله المدجج بالسلاح، والمدعوم من إيران في لبنان، إسرائيل من التنقيب في المنطقة المتنازع عليها. وخاض حزب الله من قبل العديد من الحروب مع إسرائيل.
على ماذا يدور الخلاف؟
يدور خلاف بين لبنان وإسرائيل حول الحدود الفاصلة بين مناطقهما الاقتصادية الخالصة.
وتزعم إسرائيل أن الحدود تمتد إلى الشمال أكثر مما يقبله لبنان بينما يزعم لبنان أنها تمتد إلى الجنوب أكثر مما تقبله إسرائيل مما يترك مثلثا من المياه المتنازع عليها.
وبعد مفاوضات غير مباشرة بدأت في عام 2020، وسع لبنان مطالبته. ثم فعلت إسرائيل الشيء نفسه.
وقالت لوري هايتايان، وهي خبيرة نفط وغاز لبنانية إن كاريش أصبح جزءا من المنطقة التي يتنازع عليها لبنان بعد أن وسعت بيروت مطالبتها.
وقالت الرئاسة اللبنانية يوم الأحد في رسالة إلى الأمم المتحدة إن لبنان أوضح أن كاريش يقع في المنطقة المتنازع عليها.
وتقول إسرائيل إن حقل كاريش، الذي تم اكتشافه منذ أكثر من عشر سنوات، يقع في منطقتها الاقتصادية الخالصة. وقالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار إن الرواية اللبنانية" بعيدة تماما عن الواقع".
ماذا يري حزب الله؟
حزب الله هو العدو اللدود لإسرائيل منذ أن أسسه الحرس الثوري الإيراني عام 1982. وقال حزب الله إن المحادثات ليست علامة على صنع السلام وهدد بالقيام بعمل إذا انتهكت إسرائيل حقوق لبنان.
لكن حزب الله مشارك بشكل أكبر من أي وقت مضى في شؤون الدولة اللبنانية ويريد أن تتطور موارد الطاقة البحرية اللبنانية. ولم يقف حزب الله في طريق المحادثات غير المباشرة التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقال إنه سيوافق على ما تقره الحكومة.
هل هناك خطر من اندلاع صراع؟
اندلعت آخر حرب كبيرة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان عام 2006. وظلت المنطقة الحدودية هادئة إلى حد كبير منذ ذلك الحين. ويعتقد محللون أن كلا الجانبين يريد تجنب نشوب صراع آخر.
لكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال العام الماضي إن إسرائيل مخطئة إذا اعتقدت أنها يمكن أن تتصرف كما تشاء قبل التوصل إلى حل، وإن حزب الله "سيتصرف على هذا الأساس" عندما يجد النفط والغاز في لبنان في خطر.
وقال لبنان في أعقاب أحدث خلاف إنه سيدعو مبعوثا أمريكيا لاستئناف المفاوضات لمنع أي تصعيد، وقال وزير الجيش الإسرائيلي إن الأمر مشكلة مدنية ستُحل دبلوماسيا.