كشف موقع "واللا" العبري عن استياء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، من قرار وزير الجيش، بيني غانتس، دفع عملية اختيار خليفة له، وذلك بسبب انعكاس إعلان غانتس في هذا الشأن، على صورة كوخافي لدى ضباط الجيش والتخوف من تسلل حالة من التراخي إلى الجيش.
وأشار تقرير أورده موقع "واللا"، مساء الثلاثاء، إلى أن كوخافي نقل "خيبة أمله" هذه إلى المسؤولين في وزارة الجيش، على الرغم من أن غانتس عقد اجتماعا معه قبل شروعه بعملية اختيار مرشحين علما بأنه لم يعلن بشكل رسمي عن بدء السباق لرئاسة هيئة الأركان العامة.
يأتي ذلك قبل 6 أشهر من موعد انتهاء ولاية كوخافي، وفي ظل الضغوطات التي تشكلها حالة الائتلاف الحكومي الهش في إسرائيل على غانتس، الأمر الذي قد ينتهي بحل الكنيست والذهاب إلى انتخابات جديدة، قد تلقي بظلالها على عملية اختيار رئيس أركان إسرائيلي جديد.
وتشير التقارير إلى أن الأزمة السياسية دفعت غانتس إلى الإسراع في إجراءات تعيين رئيس لأركان الجيش الإسرائيلي في الفترة القريبة، بهدف استباق سقوط الحكومة المتوقع، علما بأن ولاية كوخافي ستنتهي في كانون الثاني/يناير المقبل.
وتعصف أزمة شديدة بالحكومة الإسرائيلية وانشقاق أعضاء كنيست من حزب "يمينا" عن الائتلاف، واحتمال سقوطها في الأسابيع المقبلة، ولذلك يسارع غانتس إلى فرض واقع قبل سقوط الحكومة أو أن تصبح حكومة تصريف أعمال، وقبل ستة أشهر من انتهاء ولاية رئيس هيئة الأركان العامة الحالي.
ويرى مسؤولون في الجيش الإسرائيلي أن الكشف عن اسم مرشح لشغل المنصب قبل فترة طويلة من انتهاء ولاية كوخافي، والتي قد تطول في ظل التأخير المتوقع للتعيين بسبب الأزمة السياسية، تجعل الأنظار تتجه إلى المرشح على أنه الشخصية العسكرية الأرفع رغم عدم انتهاء ولاية كوخافي رسميا، الأمر الذي يضر في عملية صنع واتخاذ القرار في الجيش، ويمنع كوخافي من اتخاذ قرارات مستقبلية في نهاية فترة ولايته.
ونقل "واللا" عن مصدر عسكري رفيع (لم يسمه)، قوله إن "هذا الوضع غير مريح (بالنسبة لكوخافي)، الإعلان في مثل هذه المرحلة المبكرة يضر أيضًا بالعملية التي قد يرغب غانتس في إجرائها، مثل المشاورات مع رؤساء الأركان السابقين ووزير الجيش السابق - وأيضًا من أجل عدم الإضرار بصورة كوخافي".
واعتبر المسؤول أن "تعيين رئيس أركان في مثل هذه المرحلة المبكرة هو نوع من إلقاء رئيس الأركان الحالي في الظل"، معتبرا أن إجراءات التعيين المبكرة تستند إلى "ذريعة سياسية".
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن غانتس سيتوجه إلى ثلاثة جنرالات كمرشحين للمنصب، هم أيال زامير ويوئيل ستريك وهيرتسي هليفي. والأخير هو المرشح المفضل لدى غانتس لتولي المنصب، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الثلاثاء.
وسيلتقي غانتس مع الجنرالات الثلاثة من أجل التأكد من أنهم يعتزمون المنافسة على المنصب، والاستماع إلى رؤيتهم للجيش ومنصب رئيس هيئة الأركان العامة في السنوات المقبلة. وفي إطار المشاورات حول التعيين، يعتزم غانتس استشارة وزراء أمن سابقين ورؤساء سابقين لهيئة الأركان العامة.
ولفتت هيئة البث الإسرائيلي "كان 11" إلى أن غانتس يعتزم الاجتماع بالجنرالات الثلاثة خلال الأسبوع المقبل، مشددة على أن تأخره في هذه الإجراءات جاء بناء على طلب من كوخافي نفسه.
وبتوجهه إلى الجنرالات الثلاثة يكون غانتس قد أعلن بشكل رسمي عن بدء السباق لرئاسة هيئة الأركان العامة، لكنه اتخذ قراره، إذ أن غانتس معني بتعيين نائب رئيس أركان الجيش الحالي، هيرتس هليفي، في المنصب، والذي خلف زامير في المنصب.
وأطلع غانتس رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، وكوخافي على عزمه تعيين رئيس جديد لهيئة الأركان العامة. وكان الإعلان عن تعيين رئيس هيئة الأركان العامة يتم قبل شهرين أو ثلاثة من بدء ولايته.