قال نادي الأسير الفلسطيني، إنّ قرار محكمة الاحتلال الاسرائيلي المتمثل “بإدانة” الأسير المهندس والحقوقي محمد الحلبي (44 عامًا) من غزة، بمجموعة من التهم، هي " عملية انتقامية ممنهجة، تأتي ردًا على الصمود والثبات الذي سجله على مدار ستة أعوام أمام أجهزة الاحتلال وذلك برفضه للتهم الموجهة له."
وأضاف، "لقد عمل الاحتلال على مدار هذه السنوات بهندسة التهم واختلاق الروايات، وما كان على المحكمة اليوم إلا التنفيذ، فالنظام القضائي للاحتلال كان وما يزال أداة في يد المستويين (السياسيّ والأمنيّ)، خاصّة عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيّ، وهذا ما عهدناه على مدار عقود طويلة."
وأوضح نادي الأسير،" لقد وجد الاحتلال نفسه في قضية الحلبي بمأزق، وذلك بعد محاولات عديدة للضغط عليه حتّى يعترف بالتهم الموجه له، وكذلك مع رفضه إتمام أي صفقة لإنهاء القضية، فمجرد أنّ الاحتلال حاول ساعيا في إتمام صفقة لتوفير مزيد من الجهد المبذول في اختلاق الأكاذيب، يؤكد أنّ هذه التهم مجرد افتراء."
وشدد نادي الأسير على أنّ "ما يجري بحقّ الأسير الحلبي، ما هو إلا صفعة جديدة للمنظومة الحقوقية الدولية، فاليوم كل حقوقي معرض للاعتقال ومواجهة تهم كبيرة لمجرد أنه يقوم بدوره الإنساني الفاعل، مؤكدا أن جزءا مما أوصلنا إلى هذه المرحلة هو الصمت الدولي المستمر أمام ما يتعرض له الفلسطيني من جرائم متواصلة لم تتوقف منذ عقود طويلة."
يذكر أنّ هذه الجلسة هي الجلسة رقم 170 التي تعقد للأسير الحلبي منذ اعتقاله عام 2016ـ، لتسجل بذلك أطول محاكمة في التاريخ.
الأسير المهندس محمد الحلبي (44 عاما) من غزة، اُعتقل عند عودته من القدس، حيث كان بحضور اجتماع دوري مع مدرائه في مؤسسة “الرؤيا العالمية” في مكتب القدس، وجرى تحويله عقب اعتقاله إلى مركز تحقيق “عسقلان”.
واجه تحقيق استمر لمدة (52) يومًا، تعرض فيه للتعذيب الجسديّ والنفسيّ، وحُرم من لقاء محاميه خلال هذه الفترة، وذلك في محاولة للضغط عليه لانتزاع اعترافات منه بالقوة، وتسببت عمليات التعذيب التي تعرض لها من فقدان للسمع بنسبة 50%، ومشاكل صحية أخرى.
حاول الاحتلال على مدار سنوات اعتقاله الممتدة منذ عام 2016، الضغط عليه من أجل انتزاع منه أي اعتراف، وكذلك محاولة اقناعه ومحاميه بإتمام صفقة، الأمر الذي رفضه محمد ورفض جميع التهم الموجهة له.
سجل المهندس الحلبي طوال مدة اعتقاله ثباتًا أدى إلى تعرّية محاكم الاحتلال ووضع الاحتلال ومنظومته القضائية في مأزق، وحاول الاحتلال بشتى الطرق الضغط عليه للحصول على اعترافات منه أو للوصول إلى صفقة “تدينه”.
يذكر أن الحلبي يحمل شهادة في الهندسة المدنية، وكان يعمل مديرًا لمؤسسة ” الرؤيا العالمية”، ومنحته أكاديمية السلام في ألمانيا، خلال فترة اعتقاله الدكتوراة الفخرية تكريمًا له ولعمله الإنساني. وهو متزوج وأب لخمسة أطفال.