داخل محل صغير متواضع، يجلس الفلسطيني سليم العكلوك (58 عاماً) وحوله الكثير من القطن والأقمشة والماكينات القديمة، ليحشو الوسادات والأغطية تحضيراً لبيعها لزبائنه، في مدينة غزة.
يقول العكلوك في حديث مع وكالة (APA) إن مهنة التنجيد تعتبر من المهن القديمة التي تُقاوم الاندثار، بسبب ارتفاع أسعار منتجاتها، والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وانتشار المنتج الجاهز.
وأوضح أنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 40 عاماً، حيث ورثها عن والده منذ سن صغير، ليمتهنها، وحرص على توريثها لأبنائه للحفاظ عليها من الاندثار.
ويرى العكلوك أن هذه المهنة تُعتبر من التراث الفلسطيني، كونها من المهن الأساسية القديمة في فلسطين، لأهميتها في المنازل، قبل ظهور المنتج الجاهز حديثاً.
وعن خطوات التنجيد، يوضح "في البداية نقوم بتنفيض ونثر القطن بالعصا، ثم نضعه داخل ماكينة تقوم بندف (ضرب) القطن، وتفكيك أجزائه، لنقوم بعد ذلك بصناعة الوسادة أو الغطاء أو فراش من القماش، ونحشوه فيما بعد بالقطن الطبيعي".
ووفقاً للعكلوك "بالرغم من انتشار المنتج الجاهز حديثاً، إلا أن العديد من الزبائن يدركون قيمة التنجيد اليدوي، واختلاف جودته، وفوائده المتعددة لجسم الانسان كونه من الطبيعة، عكس البديل المُصنع من البترول".
وذكر أن الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة، أثر بشكل كبير على عمله، نظراً لقلة إقبال الزبائن على الشراء من أعمال التنجيد اليدوية، لقلة أسعار البديل "المنتج الجاهز" في الأسواق المحلية.
ولفت العكلوك إلى انخفاض سعر أعماله في التنجيد، لمراعاة الأوضاع الاقتصادية العامة في القطاع، ولضمان استمرارية لقمة عيشه وأفراد أسرته.
وانخفضت أسعار الوسادات التي يُنتجها العكلوك، ليصل سعرها إلى 5 شيكل، من أصل 25 شيكل، في ظل أوضاع قاسية يعيشها وأسرته المكونة من 18 فرد.
ونوه إلى احتفاظه بالماكينات القديمة التي كان يعمل بها والده منذ أكثر من 50 عاماً، حرصاً على الاحتفاظ بملامح المحل بذات الشكل القديم.
وختم العكلوك حديثه "أرى أن عملي هو أفضل عمل، أشعر فيه بأنني مَلِك، لأنني أنفع أبناء شعبي بأقل وأبسط الأسعار، تضامناً معهم في ظل الأوضاع الاقتصادية القاسية".