نظمت مؤسسة فلسطينيات في مدينة غزة جلسة بعنوان "الفساد المبني على النوع الاجتماعي"، بحضور مجموعة من الصحافيات، وذلك ضمن حوارات نادي الإعلاميات الفلسطينيات أحد برامج مؤسسة فلسطينيات.
وتحدثت خلال الجلسة الاعلامية ومنسقه وحده الرصد والدراسات في الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة هداية شمعون، حيث قدمت تعريفًا عن مفهوم الفساد بوجه عام وعلاقته بانتهاكات حقوق الإنسان، والحاجة إلى صحافة استقصائية قوية ومهنية تؤدي دورها في كشف الفساد، مشيرة إلى المعوقات التي تواجه هذا الفن الصحفي المهم وأبرزها ما يتعلق بعدم إقرار قانون حق الحصول على المعلومات.
وانطلقت شمعون للحديث عن الفساد المبني على النوع الاجتماعي، بفكفكة المفاهيم انطلاقًا من اختلال موازين القوى والفرق بينه وبين العنف المبني على النوع الاجتماعي، بوصف الأول مرتبط بمنصب عام من قبل المنتهك.
وتابعت إن أبرز مستويين لهذا النوع من الفساد هو ما يتعلق بالانتهاكات التي تتعرض لها العاملات من قبل مرؤوسيهم، وما يأتي في إطار ذلك من عدم حماية خصوصية العاملات وغياب قدرتهن على الشكاوى، والثقافة المجتمعية المحيطة سواء بطالبات الخدمة أو مقدمي الخدمة بالارتهان لثقافة الصمت والخوف، أما المستوى الثاني وهو ما يمكن أن تتعرض له متلقيات الخدمات من قبل المؤسسات العامة سواء كانت رسمية أو أهلية من قبل الأشخاص المنوط بهم تقديم الخدمات. (مقدمي الخدمة في المجالات المختلفة..!)
وتحدثت شمعون عن ضرورة تقديم التوعية اللازمة لمنع حدوث هذا الأشكال من الفساد المبني على النوع الاجتماعي، وضرورة العمل على توفير تدابير إجرائية ووقائية لمنع تعاظم أشكال الفساد المبني على النوع الاجتماعي، وضرورة توفير حاضنة لنظام شكاوى مستجيب للنوع الاجتماعي ويراعي السرية ويعمل على حماية النساء من كافة أشكال الفساد المبني على النوع الاجتماعي ، وقبل كل هذا إقرار قوانين وإجراءات مؤسساتية تشكل حماية للنساء من التعرض للتحرش أو الابتزاز، سواء العاملات او المستفيدات من المؤسسات المختلفة.
وأوصت شمعون ضرورة إصدار دليل إرشادي للصحافيات يتضمن كل المفاهيم الخاصة بالفساد المبني على النوع الاجتماعي، لتعزيز قدرتهن على صياغة معالجة إعلامية تتناسب وقضايا الفساد المبني على النوع الاجتماعي.
وأشارت إلى ضرورة أن تستثمر المؤسسات النسوية والأهلية تعريفات منظمة الشفافية الدولية حول هذا النوع من الفساد باعتباره واحدًا من أشكال الفساد التي يمكن أن تتعرض لها النساء، مشيرة إلى أننا ما زلنا كإعلاميات وباحثات في مرحلة نحت المفاهيم فيما يتعلق بهذه الاشكالية التي تتطلب الكثير من جهود التوعية والجهود الإعلامية.