نشرت النيابة المصرية ملابسات مقتل المذيعة شيماء جمال على يد زوجها المستشار بمجلس الدولة (جهة قضائية) حسبما أدلى به شريكه في الجريمة، وذلك بعدما أبلغ الزوج عن اختفائها منذ 20 يومًا.
وقالت النيابة في بيان إنها تلقت بلاغًا من عضوٍ بإحدى الجهات القضائية بتغيب زوجته التي تعمل إعلامية بإحدى القنوات الفضائية، وأن آخر ظهور لها كان في مجمع تجاري بمنطقة أكتوبر دون اتهامه أحدًا بالتسبب في ذلك.
وأضاف البيان أن بعضًا من ذوي المجني عليها شَهِدوا باختفائها بعدما كانت برفقة زوجها، وأن شواهد ظهرت في التحقيقات تُشكك في صحة بلاغ الزوج.
وأوضح البيان أن شخصًا مَثُل أمام النيابة يوم الأحد الموافق 26 يونيو/حزيران أكَّد صلته الوطيدة بزوج المجني عليها، وأبدى رغبتَه في الإدلاء بأقوال تفيد تورّط الزوج في قتل زوجته إثر خلافات كانت بينهما، مؤكدًا مشاهدته ملابسات جريمة القتل وعلمه بمكان دفن الجثمان.
وبسبب عمل الزوج مستشارا لدى مجلس الدولة استصدرت النيابة إذنًا من المجلس باتخاذ إجراءات التحقيق معه بشأن الواقعة، وبموجبه ذلك الإذن أمرت النيابة بضبطه وإحضاره.
وضبطت النيابة أدلة تُرجّح صدق رواية الشاهد، ورافقته إلى المكان الذي قال إن المجني عليها دُفنت فيه فعثرت على جثمانها هناك. وكان في صحبة النيابة العامة الطبيب الشرعي.
وقد اعترف الشخص الذي أرشد إلى المكان باشتراكه في الجريمة، وعلى هذا أمرت النيابة العامة بحبسه أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيق.
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن مصادر أمنية قولها إن الزوج استدرج ضحيته إلى مزرعة بقرية أبو صير بمركز البدرشين في محافظة الجيزة، وهشم رأسها بمسدسه المرخص مسدِّدًا لها 3 ضربات بمنطقة الرأس، لكنها لم تمت فخنقها باستخدام غطاء للرأس، ثم شوّه وجهها باستخدام مادة كيماوية.
وبينت تحريات أمنية أن المتهم تزوّج المذيعة منذ 8 سنوات، وأن خلافا دب بين الزوجين مؤخرًا هددت على أثره المذيعة زوجها بإفشاء سره لزوجته الأخرى.
ثم استدرج المتهم زوجته إلى مزرعة بزعم أنه اشتراها لها لإرضائها، وهناك نشبت مشادة كلامية بينهما فقتلها ثم أخفى الجثة وأخفى الشاهد الوحيد في منطقة الساحل الشمالي خشية كشف أمره إلا أن الشاهد لاذ بالهرب وأبلغ النيابة العامة بالواقعة.
وتصدر اسم المذيعة شيماء جمال محرك البحث غوغل ومنصة تويتر في مصر خلال الساعات الماضية حيث أعرب المدونون عن صدمتهم خاصة أنها رابع حادثة عنف ترتكب ضد امرأة خلال أسبوع واحد.
وشيماء -بحسب صحف محلية- إعلامية قدمت برنامج “المشاغبة” عبر فضائية “LTC” المصرية قبل أن يصدر قرار بإيقافها عن العمل 3 أشهر عام 2017 بدعوى مخالفتها للمعايير المهنية والأخلاقية بعدما تناولت على الهواء مباشرةً مادة زعمت أنها لمخدر الهيروين.
وسرعان ما كشفت بعدها أن المادة كانت عبارة عن “سكر بودرة” استعملتها لأداء مشهد تمثيلي، وقدمت لاحقًا اعتذارًا للمشاهدين. ورغم انتهاء مدة العقوبة لم تعد شيماء لعملها ثم انضمت في وقت لاحق إلى قناة “الحدث اليوم” المصرية، ثم ابتعدت عن الساحة الإعلامية تمامًا.
نشرت وسائل الإعلام المصرية مجموعة من الصور للقاضي في مجلس الدولة المتهم بقتل المذيعة شيماء جمال.
وروى مالك المزرعة عبد الجيد الشامي، التي عثرت أجهزة الأمن فيها على جثمان المذيعة شيماء جمال، تفاصيل جريمة مقتلها على يد زوجها القاضي، عضو مجلس إدارة نادي مجلس الدولة، والذي رفعت عنه الحصانة القضائية لتمكين جهات التحقيق من القبض عليه.
قال الشامي: "أنا ليس لدي معلومات عن القصة أنا صاحب الأرض وفقط، وهي مخصصة لتربية المواشي والخيول، وأجرتها للمستشار من حوالي 15 يوما.. وقعنا عقود تأجير الأرض في يوم 6 يونيو واليوم اللي أجر فيه حصلت على المقابل".
وأوضح أن مدة التعاقد وصلت لـ خمسة سنوات، مقابل 8000 جنية شهريا، وكان الاتفاق عند توقيع العقود على تأجير المزرعة لتربية الخيول العربية، وركب المستشار كاميرات في المكان، على غير العادة، خاصة أن المستأجرين السابقين كانوا يكتفون بتعيين خفير، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الجزم بأن المستشار قد استأجر المزرعة خصيصا لارتكاب جريمته.
وأشار مالك المزرعة إلى أنه أجر المزرعة عن طريق سماسرة، مضيفا: "ما عنديش معلومات عن أي حاجة خالص..علمت من ساعتين بتفاصيل الحادث، ومحدش قالي أنا سمعت، إحنا ناس محترمين ولا نرضى الظلم لأي حد".